التاريخ والآثار

العلاقات التاريخية بين مصر و شبه الجزيرة العربية

 

✍️ إبراهيم ماجد.. باحث في تاريخ وحضارات العالم

يعتقد البعض أن العلاقة بين مصر وبلاد شبه الجزيرة العربية هي علاقة ترجع لبين شمس وضحاها ولا يعلم الكثير أن العلاقة بين مصر وبلاد الشرق الأدنى القديم ترجع لأكثر من 5000 عام. تأتي البداية من المصادر الأثرية التي ترجع لعصر الأسرة الأولى من عصر الدولة المصرية القديمة وتحديدا في عصر حكم الملك (حور دن) سادس ملوك الأسرة المصرية الأولى 2900 قبل الميلاد، تم اكتشاف لوحة أثرية للملك (حور دن) بقبره بأبيدوس وتعرف باسم (ماكجريجور. لوحه). يظهر فيها الملك يقاتل في معركة وينتصر فيها وتعرف باسم ضربة العدو ويظهر الملك دن كأول ملك في التاريخ المصري القديم يرتدي غطاء الرأس النمس.

وبعد ترجمة النقوش الهيروغليفية القديمة يظهر الملك دن وهو يقاتل الأعداء وهم من أصل آسيويين وكان يطلق عليهم المصريين اسم (يون تيو) أو (ساكني الكهوف الكاذبة) كانوا هؤلاء الأعداء يخربون في بلاد الشرق ويتهجمون عليها وعلى قاطنيها ويستحوذوا على ما يملكون أصحاب البلاد وصل بهم أنهم أتوا إلي دلتا النيل هاجموا في دلتا النيل الشرقية و استحوذوا على بعض بلاد النوبة إلى أن تغلب عليهم الملك دن وطردهم وانطلقوا إلى سيناء ومن ثم إلى فلسطين وانطلق الملك دن بالجيوش خلفهم ولاحقهم وانتصر عليهم يرجح بعض العلماء أنه قاتلهم في سيناء ويرجح الفريق الآخر أنه قاتلهم في فلسطين وتظهر اللوحة الملك دن وهو يضرب قائد هؤلاء الأعداء وكان يدعي (إيني كا) كما يذكر النص على اللوحة الأثرية وخلص الملك دن شعوب الشرق والجنوب من شرور هؤلاء الأقوام.

بلاد شبه الجزيرة العربية

تنقسم بلاد شبه الجزيرة العربية الآن إلى المملكة العربية السعودية..الجمهورية اليمنية..عمان .البحرين..الإمارات العربية.. قطر..الكويت. ربطت مصر علاقات تاريخية مع بلاد الجوار من شبه الجزيرة العربية على مر العصور منها علاقات تجارية وعلاقات اقتصادية وعلاقات أمنية .وتبادل تجارية بالمقايضة قديما… كانت دائما ما تقايضهم مصر بالذهب والفضة مقابل البخور والأخشاب والكندر والمر والأحجار الكريمة وغيرها وذلك لكثرة الذهب في مصر قديما كانت تربط تلك العلاقات طرق برية وطرقا بحرية وموانئ.

الطرق والموانئ التجارية والأمنية بين مصر وبلاد الشرق الأدنى القديم؛ منها طريق في شمال مصر كانت تسمى بطريق (واوات حر) أي طريق حورس كانت هذه الطريق تبدأ من دلتا مصر مرورا بالقنطرة إلي شبه جزيرة سيناء ومنها إلى شبه الجزيرة العربية.

ومن الموانئ كان ميناء على الساحل الغربي للبحر الأحمر مدينة القصير حاليا جنوب سفاجا. محافظة البحر الأحمر. كان يسمي (ميناء ساو)، كان هذا الميناء ذات أهمية كبيرة جدا في مصر القديمة حيث إنه كان يربط بلاد النيل ببلاد البحر الأحمر وكان يربط غرب البحر الأحمر بالشمال إلي سيناء لاستخراج الفيروز والنحاس والزجاج وإلى بلاد الحجاز من الشرق للتجارة لجلب الكندر واللبان والبخور وغيرها والذي كان يطلق عليه الذهب الأبيض وأيضا ربط ميناء ساو مصر مع بلاد الجنوب الغربي للبحر الأحمر مثل الصومال وكان يطلق عليها المصريون القدماء بلاد بونت. ومن حيث الطرق والموانئ في شبه الجزيرة العربية كان ميناء يسمى بميناء (قنا) أو (قاني) ويقع هذا الميناء عند حصن الغراب بميناء جرير باليمن وكان أيضا ميناء ثالث في الشمال الشرقي للبحر الأحمر كان يطلق عليه ميناء ميناء الوجه وهو شمال غرب شبه الجزيرة العربية وأما بالنسبة للطرق التجارية من بلاد شبه الجزيرة العربية تم عمل أول طريق مع بداية الألفية الأولى قبل الميلاد وكان يربط ما بين أقصى شمال شرق شبه الجزيرة العربية إلى الجنوب الغربي وكان يربط بين بلاد الحضارات القديمة العراق وبلاد الشام ومصر إلى اليمن في الجنوب مرورا بالمدينة ومكة المكرمة وهذا الطريق تم ذكره في القرآن الكريم بارتباطه برحلة الشتاء والصيف. ظهرت لنا النقوش الأثرية مدى ترابط العلاقات بين مصر وبلاد شبه الجزيرة العربية في شتى العصور المصرية القديمة والوسطى والحديثة والعصور المتأخرة والعصر القبطي والعصر الإسلامي. من الدلائل الأثرية تم اكتشاف خرطوش للملك رمسيس الثالث ثاني ملوك الأسرة العشرون من عصر الدولة المصرية الحديثة. علي صخرة في مدينة تيماء شمال غرب المملكة العربية السعودية

أيضا بردية للملك رمسيس الثالث تظهر فيها النقوش أنه يأمر باستيراد النحاس من إحدى بلاد شرق البحر الأحمر ورجح العلماء أن هذه البلد هي المملكة العربية السعودية…أيضا تظهر نقوش للملكة حتشبسوت والحركة التجارية في عصرها مع معظم بلاد شبه الجزيرة العربية. وبلاد الشرق الأدنى القديم وأيضا عصر، الملك رمسيس الثاني، والملك تحتمس الثالث والملك أمنحوتب الثالث..لا سيما أن تم اكتشاف الرقم الفخارية أو الرسائل الطينية بتل العمارنة والتي كانت هي عبارة عن تبادل رسائل بين مصر وبلاد الشرق الأدنى القديم وأيضا اكتشاف ألواح فخارية بمملكة إبلا بتل مرديخ بسوريا تظهر العلاقات بين مصر وبلاد الشرق قديما لا سيما أن اكتشف العلماء أن بلاط أرضيات القصر الملكي في مملكة إبلا بسوريا كان مصنوع من نوع من أنواع الصخور وكانت هذه الصخور لا تكن معروفة إلا في مصر حين ذاك وغيرهم الكثير.

كانت مصر وما زالت وستكون دائما هي الأخت الأكبر لبلاد الجوار من الإخوة الأشقاء ودائما هي الحصن الحصين ولم يذكر التاريخ أن مصر اعتدت على أي من تلك البلاد إلا للدفاع عن أرضها وشعبها، كانت دائما هي، من تخلصهم من احتلال الأعداء القادمين من سواحل شمال غرب المتوسط والشمال الشرقي للمتوسط كما مدون في كثير من الجداريات والبرديات واللوحات الأثرية المكتشفة… حتى وإن كانت تلك البلاد قديما اجتمعت ملوكها للإنتقام من مصر وملوك مصر في فترات كثيرة من العصور القديمة منها من الأسرة الثالثة عشر المصرية إلى الأسرة السابعة عشر لا سيما أنهم اجتمعوا أيضا على الملك تحتمس إلا أنه لقنهم درساً في معركة مجدو سيبقى التاريخ يتحدث عن تلك المعركة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو إلى أن يشاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا