رؤية وابداع

“لوحة الهارب”

Tablero… Fugitivo
“لوحة الهارب”

اسراء عبدالله

أعلم أنه يتحتم علينا تخطي كل تلك الاجرام الماثلة في طرقاتنا…
وأن علينا طرق جميع الأبواب…
وتخطي عتبات صباحية… أقرب للمستحيل..
لقد تعلمت مجددا… أن هذا الفضاء الرحب بكل موجوداته لا يتسنى لنا ان نتشاركه… بالرغم من اننا نتشاركه فعليا…
كل ما يقطن في عمقنا…. لا يخرج وحده
وكل ما نشك في معدن كنهه… لا يبقى..
المعادن الأصيلة…. براقة ولو غطاها ألف ركام
وعندما تريد أن تشع وتسطع… لابد أن يكون هناك شيء حقيقي يكمل وجهتك…
الهروب ثقافة لا يفهمها أكثرية المحيطين…
الهروب هو إقدام على الشيء بلغة مماثلة… لتلك التي تحمل مكنونك أنت، أنت من صنع الهروب في طاقة المحيطين..
وعزز ثقافة الكر والفر في ثنايا عقولهم…
لوحة الهارب، هي من وحي خيالك تتقن أبعادها، تماما كانك تنقلها من بعدها اللامادي، إلى ذاك المادي في محيطك…
حتى المترادفات والتراكيب، حينئذ تتخذ من شكل الهروب مخرجا لك… كي تستطيع اقناع من حولك بكيانك الخاص
واستقلال ذاتك عن ذواتهم…
أنت منذ بدء التكوين… كنت تحمل شيئا عظيما في أصل وجودك، وحين تستشعر من احدهم ذبذبات… انه يرتبط بوجودك ليحوره عن مساره المعتاد… فانت حينها ستسترسل حقا في ثقافة الهروب…تلك التي رسمها بالأصل لك عقله وصنعها حجرا حجرا… حتى تسنى لك أن تشاهدها لوحة متقنة تتسلل شيئا فشيئا الى ذاتك الداخلية…
فتصبح… إذا رغبت باتخاذ القرارات… هاربا
وإذا شئت القيام بعمل ما… تهرب
حتى حين يكون جانبك الحقيقي كامل الإقدام… ومواجها عميقا تدرك كل شيء… إلا في تلك الجوانب المظلمة… تبقى لوحة الهروب.. طابعك…
أنت تهرب من الأرجاء غزيرة العمق فيك..
ومن تكوينك الشديد الغموض…
من خباياك الدفينة..
والواقع الذي لا يشبه مكنونك…
من حلم… تبذل قصارى جهدك لوصوله…. على مهل
تهرب حين تضع حجر الأساس لتنشئ بنيانك المشيد بإتقان..
أنت فقط تهرب… لأنك تريد ذلك…
إسراء عبد الله…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا