رؤية وابداع

يوماً ما

بقلم : نانسى طه

يأتي الحاضر ليمحي ما مضى
كيفما سأمحيك من ذاكرتي يوماً ما
سأنسى حبك وسأنسى جميع الذكريات بيننا
وإن لم أنسها سأتناساها لأثبت لذاتي أني أقوى على فراقك
وأقوى على الشفاء من جرح لم يأذي قلبي فقط بل أذى كامل جسدي
لعنة هواك ستنتهي يوماً ما
سأفك ذلك السحر الذي أصبتني به وأصبحت عليلة القلب متيمة بك
لا أبصر سوى كمال روحك وأعميت البصر عن كل عيوبك
أعلم أني سأتذوق كل أنواع العذاب في بعدي عنك
ولكني سأتعافى من حبك بمشيئة المولى يوماً ما
سأمر بأعراض الانسحاب
وسيتخلص قلبي من بقايا حبك وستخرج أنفاسي غبار ذكرياتنا سوياً
وسيتعرق جسدي ليتخلص من سموم هواك الكاذبة
سأرى الاحتضار بكل تفاصيله وأنا في كامل وعي وعلى قيد الحياة
سأشعر بكل مراحل الألم رويداً رويداً
وسأمر بلحظات عصيبة وكل هذا وحدي بدون أن أصرخ أو يشعر بي أحد
سأمر بكل هذا وحدي في صمت تام
داخل قلبي وبين أحشاء جسدي المسكون بحبك
تباً للعنة حبك التي ظلت سنين تسكنني
وبات الرماد على مقابر قلبي يتراكم دون أن أشعر
مات قلبي وأنا حية
مات إحساس الحب بداخلي بعد أن ذقت مرار الحب في حقبتك اللامنتهية
سأفتح مقابر قلبي وأفتش على ذاتي المدفونة بداخله
وسأبعثر كل الرماد من حولي
ليعود قلبي للحياة مرة أخرى
سأمحو كل ما مضى منك
وستمضي كخريف انتهى فصله وتساقطت أوراقه
وعم الربيع بعده بتفتح أزهاره ونضج ثماره
سأدفن ذكراك في مقابري التليدة التي دفنت نفسي فيها وأنا حية بفضل حبك اللعين
سأقطع كل الرسائل وأشعل النيران لأحرقها على عجل
وتصبح كالرماد تتناثر بين حبات الهواء
سأخبر عقلي بأن يفقد جزء الذاكرة التي كنت تتواجد فيها
لأعلن أني محوتك ومحوت ذكراك للأبد بلا عودة
ذاكرة جديدة تنتظرني
وأحلام وردية في طريقها للقدوم
وأنا أستعيد ذاتي على مهل دون عجلة لآخذ قسطاً من الراحة بعد عملية النسيان
ستتجدد خلايا دماغي
وستسيل الدماء الطاهرة في شراييني وستتنقى عروقي من دماء حبك الملوث
يوماً ما سأشفى منك للأبد
يوماً ما سأنساك وسأنسى الذي مضى
يوماً ما ستكون ذكرى قد جار عليها الزمن
وباتت رماداً بلا لون وبلا رائحة
يوماً ما سأعود كما كنت عذراء القلب
لم يمسني حب رجل
يوماً ما سأستعيد كل مشاعري التي فقدت في حرب حبك اللعينة
وسأستعيد قوة العطاء والوهب من جديد
وسأحارب كل عدو يحاول الإقتراب من حدود مملكتي دون إذن
وسأعلن السلام على الحب ولكن بشروط محفورة على عقود الصلح
يوماً ما سأفتح بيبان مملكتي لفارس الأحلام الذي طال إنتظاره من بعد إنتهاء حرب حبك اللعينة
ستشرق شمس النهار بضوئها الساطع أرجاء مملكتي
وستحلق الطيور فوق أسوارها
وسيحي جيشي ذلك الفارس بصوت يعلو صوت أجراس الكنائس
وسأرتدي الأبيض وأنا في أبهى حلة
وستزفني ملائكة السماء في الأرض
وستنثر الورود وأوراق الشجر حولي وهي تهلل بصوت ملائكي عذب
لحين تسليمي لأميري المتوج على عرش مملكتي المحصنة
يوماً ما ستكون تلك الذكرى المخلدة بين أتربة مملكتي
وتمر أقدام جيوشي عليها لتسحقها
وسأكون أنا وأميري على عرش الممكلة نتبادل الحب والقبلات سوياً
وتتعالى صوت ضحكاتنا لتهتز منها عرش المملكة
يوماً ما يأتي الحاضر ليمحو كل ما مضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا