القطار
القطار
ريهام مجدي القاضي
القطار لا يتوقف ..
يتجه مسرعا إلى وجهته ..
يخترق ظلمة الليل و سكونه ..
لا يلتفت للأشياء التي يخلفها وراءه ..
و لا يلتفت للأشياء التي يدهسها تحته !!
لا يسمع أنين المودعين و لا خفقان قلوب الراحلين ..
صخب القطار يطغى .. يطغى على كل شئ..
تستند على نوافذه روؤس متعبة .. أنهكتها طول الطريق و وحشته ..
دمعهم يجف على زجاج النافذة .. فلا يبقى لدمعهم أثر..
القطار ينطلق .. غير مبالٍ ..
“تمهل .. تمهل قليلا ..” أخاطبه و لكن لا حياة لمن تنادي ..
“تمهل رجاءً أيها القطار”
القطار يغادر محطات أرواحنا بأقصى سرعة له.. و ينطلق بعيدا بعيدا جدا عن أنفسنا … لا يسمع نداءاتنا .. و لا يكترث لعتابنا .. و لا يشفق على توسلاتنا !!
“تمهل !! فلم أجمع من بقايا روحي سوى أشلاء ! تمهل .. !
أعدني إلىّ مرة أخرى .. فلقد انطلقت قبل أن أجمع حقائبي ..
هناك على رصيف المحطة … نسيت حقيبة بها ابتساماتي .. و العديد من الذكريات ..
هناك.. أطياف لأحبتنا .. و مسكننا ..
و حافظة كنت أدخر فيها ضحكات أحبتي …
و نجوم مضيئة !! كانت تؤنسني حين يداهمني الليل ..
أعدني مرة أخرى !
هناك !! تلك الطفلة !!
كيف رحلت من دونها ..
أعدني إلىّ ..
عد بي إلى حيث تركتني !!