رؤية وابداع

الأوراق المتطايرة ( الحلقة الأخيرة ) 

بقلم : شيماء الشربيني

 

لم أتخيل يوما أن أصل إلي مواجهة دامية مع أحد، لكن الأحداث كانت أسرع من أن أفكر فيما أفعل أو أن أرتب أفكاري لأصل إلي ما هو صواب وما هو خطأ ، ما أن قيدت المدعو حافظ إلا وانتابني خوف شديد من ردة فعله حين يفيق وماذا لو استطاع فك قيده رغم إحكامي له؟
توجهت إلي غرفة إعداد الطعام وأتيت بسكين كبير وعدت أدراجي لأنتظر حتي يفيق وأنظر ماذا سوف أفعل، جلست أمامه مباشرة وانتظرت لبعض الوقت فدار بخلدي أن أهرب من المنزل وأدعه وشأنه وأنسي ما حدث لي وللسيدة جميلة كليا، أو أن أتوجه إلي الشرطه فأبلغهم كل ما حدث ، ولكن سرعان ما تبددت كل تلك الأفكار من رأسي حين رأيت وجه السيدة جميلة مرة أخري وهي تقبل علي .. عيناها تحولت إلي جمرتين من نار وأصبحت تشتعل غضبا أمامي وكأنما تلومني عن تفكيري في ترك ثأرها .. دنت مني كثيرا فارتعدت خوفا ثم انحنت إليّ وأشارت بيدها إلي جانبي رقبتها ملوحة بشارة الذبح .. ثم أشارت إلي السيد حافظ .
لا أستطيع ، لا أستطيع إنهاء حياة أحد، لا يمكنني فعل هذا ، ولكني لم أقل لها شئ من هذا ، كنت صامتة وأرتجف فحسب، عاودت ما أشارت به إليّ مرة تلو الأخري وفِي كل مرة كانت تزداد غضبا وأنا لا أحرك ساكنا حتي التفكير عجزت عنه كليا
بينما الأمر كذلك بدأ ذلك الحافظ في استعادة وعيه رويدا رويدا ، فتنحت السيدة جميلة إلي زاوية الغرفة تنظر ماذا سوف يحدث، فما أن أفاق ونظر أمامه ووجدني وقد قيدته حتي ثار واهتز من علي مقعده بشده لكي يحاول فك قيوده ولكن دون جدوي
نظر إليّ في دهشة واستنكار كيف أن أفعل به ذلك ، فبادرته قائلة: أنت أجبرتني علي هذا، ماذا اتي بك إلي غرفة نومي وكيف تجرؤ علي التهجم علي بهذه الطريقة؟ نظر إلي الأرض في حسرة ولَم يتفوه بكلمة . هممت إلي مذكرات السيدة جميلة وأتيت بها في يدي والسكين في يدي الأخري .. واقتربت منه وفتحت صفحات كتابها وواجهته بما ورد فيه: أليست هذه مذكرات زوجتك السيدة جميلة قبل أن تقتل؟ أليس هذا هو خط يدها؟ أنت كنت كل مخاوفها، كانت تشعر أنك تدبر لها أمرا انظر خلفك إنها معنا، هي من قادتني لفضح أمرك، أنت قتلتها أليس كذلك؟
نظر خلفه في دهشة… ثم صاح في ذهول
قتلت من؟ لا أحد ورائي ماذا تقولين وماذا أصابك؟
ما أصابني أني عرفت أني خدمت لسنوات عند رجل قتل زوجته ليرث مالها بعد أن تزوجها رغما عن أهلها ، واليوم يأتي إلي غرفتي متسللا ليلا ليتهجم علي ، هذا ما أصابني فحسب
صمت لبرهة ونظر أرضا ثم رفع رأسه في أسي:
لم أكن أتخيل أن يصل الأمر لذلك ، لم أكن أعلم أنك سوف تصلين إلي كل هذا.
– بالتأكيد لم تكن تعلم أني سأكتشف أمرك وأفضح سرا أخفيته كل تلك السنوات ، لكن السيدة جميلة لم تكن لتترك ثأرها هي من قادتني إلي كشف جريمتك
– أي جريمة أفيقي.. لم يقتل أحد هنا .. فكي وثاقي لأستطيع الحديث معك
لم أعد أحتمل كل هذا العبء ، لقد تحملت ما لا أطيق، كيف وصل بي القدر إلي هنا مقيدا بيديك ومهددا بالقتل؟ لم يكن خطئي منذ البداية فبأي وذر أعاقب الآن؟
-لن تفلت من ذنبٍ فعلته عامدا ، ألا تذكر كلماتها تلك ؟
-كلمات من؟ إنك تثيرين غضبي ولولا حبا كبيرا يملأ قلبي لك ما وصلت إلي هنا، إني أحبك يا جميلة أنت أجمل ما ملكت يوما ، كم قصة اختلقها عقلك؟ كم طبيبا عاودنا؟ كم افترقنا وابتعدنا جراء خيالات ليست إلا في عقلك وحدك، من أي جحيم تأتين بكل هذه الأفكار لم أعد أقوي علي حمل هذا ، لم يقتل أحد هنا يا جميلة عودي إليّ حبيبتي فأنا احتاج إلي جميلتي التي عرفتها منذ أعوام ، أفيقي يا جميلة وعودي إليّ أستحلفك بالله
تمت
#الأوراق_المتطايرة
#شيموفرينيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا