رؤية وابداع

” قلب ليس له عنوان “

كتب / طارق الشيمي 

لقد عرفت قلبها معرفة باليقين
واستكشفت أغوار ذاتها
فما وجدت إلا قلبا حانيا
تلمست نبضاته عن قرب
وشعرت بدقاته عن بعد
فقد ذاب صبابة
واتقد الشوق المتأجج بداخله
حتى انصهرت كل مشاعره
أي نقاء يبدو؟
وأي براءة تتجملين بها؟
وكيف لهذا القلب الصغير
أن يشدو مغردا
في هذا الفضاء الفسيح
وكيف يبدو تحرره على نحو
وكأنه امتلك الفضاء المتسع
على اتساع جوانبه
وامتداد أركانه
فصار الكون مقترنا أثر فعاله
فما يبدو من مشاعره
لا يتفرد أثره على مساحات بعينها
ولا يتوحد على مسافات بذاتها
وإنما يغمر الكون كله
فحين تصمتين يبدو سكون الكون مهيبا
وحين تهمسين فإنه مصغ لهمسك
وحين تتبسمين فإنه يضحك
وحين تضحكين فإنه يتراقص طربا
كيف لبشر أن يتجشم هذا القلب بين جوانحه؟!
وأي تجويف صدري يحويه؟!
وأي عنوان قد أجد سعيا إليه
رجاء لقاء صاحبة هذا القلب؟!
وأي قبلة أقصدها حين ألتمس
براء نفسي من أسقامها؟!
وأي مغتسل أرجوه حين
أنتوي تطهير آثام روحي؟!
فما اهتديت
إلا لحقيقة واحدة
كائنة أمام بصيرتي قبيل بصري
فهذا قلب ليس له عنوان
لأنه على ضيق حيزه في صدر صاحبته
إلا أنه تحرر حتى امتلك الفضاء المتسع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا