رؤية وابداع
أخر الأخبار

أخي.

 سلوى صبح

 

أحدثكم الْيَوْمَ عن أخوة الدم،
عن أخي من رحم أمي الغالية،
عن خير ميراث أبي،
عن الإبن البار والأخ الواصِل،
يكبرني بعامين وعلى عكس ما يدَّعون عن الشقاق الحادث بين
الإخوة المتقاربين في العمر،
دائماً أشعر أننا قريبان جداً في الفهم،
منذ طفولتي شعرت به يحتويني على حداثة عمري ،
وبرغم الفارق القليل في العمر أشعر دائماً أنه كبير في عيني،
إنه الاحتواء الذي لا يملكه الكثيرون،
في عصر تغيرت فيه المبادئ،
وتقَّلبت فيه الأحوال،
واختلطت فيه الأمور،
معنى الإخوة لم يَعُد واضِحا أو مغروساً بدرجة كافية في نفوس
الأبناء،
الأخ الذي يتَربى على الحب والمودة وصلة الرحم منذ النشأة
الأولى ،
يظل كما هو وإن تَبَدَّل الحال عليه وطغت عليه الأزمات،
فلا يُهمل أخته أو أخاه ولا يقطع رحمه لأي سبب كان،
فأذكر لأخي أنه والله ما أبكى عيني يوماً،
ولكن كان دائماً السند والأهل،
وعند الاحتياج أجده الداعم والعتاد والعمود الذي أركن إليه،
فهو الأقرب إلى قلبي،
أو كما قلت هو خير ميراثِ أبي،
استودعه أبي قلبي فأحاطه بعنايته،
ولَم يَكَّلُّ يوماً بي رغم أحماله الثقيلة،
وهو قليل الكلام كثير الأفعال،
لا يُرائي أحداً بعمله ولا يبتغي به غير وجه الله،
كم هو رجل مواقِف في عيني،
وأنا صغيرته مهما كبِرت،
ولي من المكانة عنده ما أعلمه يقيناً،
ودائماً ما يقول لا أقوى على حزنك،
وأنتِ الأخت الوحيدة ومكانتك في القلب كشجرة جذورها
في باطن الأرض وفروعها في السماء،
حفظ الله أخي وكل أخٍ مثله،
ورحم الله أبي أحسن تنشئته،
وحفظ أمي وعاء النبت الصالح ،
والحمد لله ذو الفضلِ والمِنة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا