رؤية وابداع

دعي الأحاديث في جوف الشفاه

 

بقلم/ دكتور طارق الشيمي

 

ما كان في القلب
هذا نبضي مُرسِلٌ إياه
قلبي مليء بأحاديث الهوى وأناشيد الغرام
وفي صدري سماء من الشوق تلبدها سحب الحنين
فمتى قَدَرُ المشتاق يعرف مواعيد الهطول
ومتى لأرضها البكر أن تعطي الثمار
أزيحي عن فمي خجل الكلام
أريحي عناءَ البدايات
وردي على خاطري نوباتِ السكون
لعلي أستقرأُ وهج شعوري وأستجلي لحظاتِ ورودِك
قلبي خبير بقصص العاشقين
ينبأني عن لوعة المشتاق
وعن عصر من الأنات
تولد فيه شهقات الحنين
قلبي عليمٌ بمضرة الهجر والفراق
وعاقبة الصبر قبل الوصال
لقد كان دوما يكسوه السواد
كلما باعدتنا المسافات
أو تسلط علينا بعض الطغاه
حديثك قاطن في الحشا
ويكسوه عذوبة وجمال
وفي كل ليلة أسيرُ هواه
يبيت يحتضن الأمل
ويعلم أنه في مأمن عن أعين كل الوشاه
وأن نائبة الدهر لا تعرف أين المقام
ويسعى على كل درب فيه ريح سلام
وبما كسبت يداه
يود إنتصاراتٍ تعيد الرجاء
ليس في قلبي حانة ولا قلبي مليء بالعصاه
ما أبتغي إلا طهارةَ وصلٍ
وصدقَ نجاه
لقد كان حديثك فيضاً من الهوى حتى صدقتْ نواياه
لطالما حديثك صوت العشق الذي كنت ألقاه
وكنت أمدُّ إليه يداً تصافحه
ونبتة العمر في فرح تعدو خلف خطاه
لقد كان حديثك ظلاً للهوى ولحنَ الحياه
ولكنّ للحديث وجهاً آخر ووعداً غير الذي عرفناه
تختلف ألوان الحياةِ مثلما تختلف أحاديث الرواه
ربما لغة العيون دفقةٌ من شوقٍ تفقه سر المناجاه
ربما لغة العيون حيناً أبلغ من لغةِ الكلام
يروق لعيني اليوم نظرةٌ وابتسام
دعيني أُسيّرُ وِجهتها صوبَ عينك ذات الفتنة الخضراء
دعيني أحادثها عن طيفها البارق
وحنو رؤاها وسحرها الوضاء
دعيني أوضح كيف تُلاشي الظلام
وكيف تُبيّنُ زينةَ الأرجاء
دعيني أستقي النور من براءتها
وألتوي خلف خيوط الضوء وزهو الرؤى وحنو البقاع
دعيني أصوّر كيف يولد حلم الجمال
وكيف ترسم عيناكِ فتنةً زهراء
دعيني أُقبّل حَدقَ العيون
وأرقب حركة رمشك فوق الجفون
دعيها لتزهو وتزهو كلُّ الكائنات عند السهول
لقد أيقنت صدقاً بعونِ عينيكِ
وأبقيت حرفي شهيداً عليكِ
وأعلنت أن لقاءً بهما أسمى أماني الحياة الجميله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا