الأخطاء التي يقع فيها الزوج في تعامله مع الزوجة و الأولاد

كتبت: هدير نجم

أصبحنا في عالمنا نعاني من مشاكل أسرية كثيرة، أدى ذلك إلي ارتفاع حالات الطلاق، فالحياة الأسرية يجب أن تقوم على الحب و الإحترام بين الزوج والزوجة، حتى يعيشوا في حياة يسودها الاستقرار، ويكونون قادرين على تربية أولادهم في جو خالي من المشاكل، وينشئون سوين لا يعانون من مشاكل نفسية قد تؤثر عليهم في تعاملاتهم على المدى البعيد، ولكن كثير من الأسر تنسي ذلك في ظل خلافاتهم، مما أدى لدمار حياة أسر كثيرة.
*الأخطاء التي يقع فيها الزوج في تعامله مع زوجته
يتعامل بعض الرجال مع زوجته بمثابة خادمة تقوم بتلبية رغباته، و ينسى أن لها كيان و شعور، فيقتصر دورها في حياته كالخادمة، كل دورها هو تجهيز المأكل والملبس و تنظيف البيت، و يهمل مشاعرها، وافتقادها لتعامله معها برفق، فبعض الرجال إذا لم تلبي طلباتهم، يقومون بضربها و التعامل معها بكل قسوة،و ينسي أنها ليست خادمة بل إنسانة من حقها العيش بسلام، فماذا يحدث إذا تحدث معها بلطف، إذا قام بمشاركتها في الحياة اليومية، فإذا تعبت هناك بعض الرجال لا يراعون ذلك، بل يسمعونها كلام سئ، بدلا من أن يسمعها كلمة طيبة تجعلها تنسى وجعها، المرأة بطبعها تمتلك إحساس أكثر من الرجل،فبكلمة طيبة واحدة تنسي أي شيء يحزنها، وبكلمة قاسية تنكسر، ونسمع عن نساء يتعرضن من أزواجهم لضرب مبرح بسبب عدم الثقة، وقد تكون هذه الإنسانة لا تفعل أي شيء سيئ ولكنه لا يسمعها، بل يصدر حكمه بناء على تفكيره ، فبأي ذنب أن تتعرض الزوجة لهذه الإهانات، لماذا يعيش الرجل دور المتحكم القاسي، بدلا من أن يعيشوا حياة يسودها التفاهم والاحترام المتبادل والثقة، ولكنها في النهاية هي من يقع عليها الضرر النفسي و الجسدي و لكنها تتحمل فهناك زوجات تتحمل كل هذه الإهانات من أجل المعيشة، إذا لم تجد سبيل آخر للعيش ،وهناك من تتحمل ظلم زوجها من أجل تربية أولادها، لأن هناك كثير من الأزواج يستخدمون الأبناء كوسيلة للضغط علي الزوجة، وهذا من أكبر الأخطاء التي يتبعها الزوج.
*رد فعل الزوجة على تعامل زوجها معها بقسوة
هناك زوجات تتحمل ما يقع عليها من ظلم وعنف من زوجها، ولكنها تتحول من إنسانة تحب الحياة، وتطمح بأن تعيش حياة أسرية تملؤها الحب و الدفئ، من حياة مليئة بالتعاسة، كل أملها في يومها هو أن تنام لتتخلص من كل ما تقع فيه من ضغوط طوال اليوم، تتحول من إنسانة تحب إلي إنسانة تفقد الإحساس، يتحول مشاعرها لزوجها من مشاعر حب إلي كراهية، كل حلمها هو اليوم الذي تتخلص فيه من هذا الزوج الظالم، وهناك زوجات لا يتحملن و يلجئن للطلاق، يهربون من الظلم و هنا أيضا يبدئون حياة غامضة، ليست نهاية للراحة و لكنها ملجأ للهروب من العنف و الظلم الذي يتعرضون له، وقد تكون بداية حياة جديدة مليئة بالنجاحات.
الأخطاء التي يقع فيها الزوج في تعاملة مع الأولاد
هناك أباء يتعاملون مع أولادهم بقسوة، ويخفون ما يمتلكون من حب ناحية أبنائهم، إعتقادا منهم بأن الشدة ستجعلهم ينشئوا نشأة سليمة، ولكن قد ينعكس هذا بالسلب، فقد يكره الأبناء ما يحدث لهم، ويجعلهم ممتلئون بالعنف ضد الآخرين، بالإضافة إلي أن العلاقة بين الأب و أبنائهم تصبح علاقة مليئة بالخوف وعدم الأمان، وأيضا عند معاملة الأب لزوجته بقسوة وتعرضوا بالضرب والسب لها أمام أولادهم،وهناك من يستخدم أولاده في التحكيم بينهم في مشاكلهم،وهذا يشتتهم و يدمر نفسيتهم و يصبحون كارهين لمن حولهم، وقد يجعلهم إنطوائين، وقد تتحول مشاعرهم من ناحية الأب للبرود، كل هذه الأخطاء يقع فيها كثيرا من الأزواج و تكون الضحية هم الأبناء لما يتعرضون له من ضغوط نفسية.
تأثير مشاكل الأب و الأم على الأبناء:
• يجعلهم انطوائيين لا يندمجوا مع الآخرين، ولا يقدرون على تكوين صداقات.
• الشعور بعدم الأمان، و اهتزاز ثقتهم بأنفسهم.
• إذا كانوا الأبناء في سن المراهقة،قد يجعلهم يبحثون عن جو خالي من المشاكل بعيدا عن جو المنزل، وهذا قد يعرضهم لأصحاب فاسدين يفسدون أخلاقهم.
• التشتت الذهني، والقلق والخوف من كل شيء.
• الفشل الدراسي، تؤثر المشكلات على أدائهم الدراسي.

يجب على كل زوج أن يتعامل مع زوجته وأبنائه بلين وحب، وأيضا الزوجة يجب أن تتعامل مع زوجها بالحب و الإحترام، يجب أن تكون العلاقة بينهما قائمة على الإحترام المتبادل، ليبنوا أسرة سليمة خالية من المشاكل.