مقالات

جريمة زواج القاصرات والباب الخلفي لاستغلال الشرع

كتبت : منار رشاد

كثيراً ما نسمع عن ظاهرة زواج القاصرات، وهي تزويج الفتيات الصغار دون سن 18 عام ، وبسبب هذه الظاهرة تحرم الكثير من الفتيات من ممارسة طفولتهم أو أن تستكمل تعليمها مثل باقي اقرانها في نفس الفئة العمرية، الفتيات التي في عمرها يذهبون إلى المدرسة ويلعبون مع أصدقائهم كل أحلامهم في تلك المرحلة هو اللعب بالدميه و مع الأصدقاء ، ومنهم من يحلم أن تصبح معلمه او طبيبه أو محامية ، ولكن بسبب تلك الظاهرة التي تعتبر جريمة بحق تلك الفتيات تتدمر أحلامها ، فتلك الفتاة لاتعرف ما هو الزواج أو أن تكون أم كل أحلامها هو اللعب بدميتها ولكن فجاءة تتحول طفولتها لكابوس وتصبح زوجة ، وبعد فترة تصبح أم لطفلة مثلها ، فهل تستطيع تلك الطفلة الصغيرة التي لاتعرف شئ أن تتحمل تلك المسئولية وتربي أجيال ؟ ، فتحدث الكثير من حالات الوفيات لتلك الفتيات أثناء إنجاب أطفالهم بسبب عدم القدرة على التحمل أو إنجاب أطفال مشوهين ، فما هذا الجهل نحن في عصر التقدم التكنولوجي ولكن العقول مازالت تسيطر عليها أفكار الجاهلية فبسبب الفقر و الجهل والمعتقدات الخاطئة تنتشر تلك الظاهرة ، فسوف نتحدث في هذا التقرير عن ظاهرة جواز القاصرات وأسبابها وكيفية الحد منها وحكم شرع.

ما هو المقصود بزواج القاصرات ؟

هو أى زواج رسمي أو ارتباط غير رسمي قبل بلوغ سن 18 عاماً، ويكون هذا الزواج عادة بسبب الفقر والعادات والتقاليد الخاطئة ، وقد يكون زواج القاصرات للذكور أيضاً ولكن عدد الإناث أكثر في هذا الزواج عن الذكور ، وله مسميات عدة مثل الزواج المبكر أو زواج الأطفال.

ما المقصود بالقاصر ؟

هي الفتاة التي لم تصل سن الرشد أو البلوغ وهذا في الفقه، أما في القانون هي الفتاة التي لم تصل للسن القانوني للزواج أى دون 18 عاماً.

ما هي أسباب زواج القاصرات ؟

1- قد يكون هذا الزواج بسبب انعدام المساواة بين الجنسين ، فهذه الظاهرة تنتشر بين الفتيات عن الذكور.

2- الجهل:
فانتشار الجهل عامل مهم في انتشار هذه الظاهرة ، فجهل الاب والام يؤدي إلى تزويج الفتاة في عمر صغير ، دون أن يدركوا العوامل النفسية والاجتماعية التي ستؤثر بالسلب على هذه الفتاة بسبب هذا الزواج.

3- الفقر :
في المجتمعات الفقيرة يلجؤوا إلى تزويج الفتيات مبكراً من أجل تخفيف الأعباء المالية ، أو الحصول على المال بسبب هذا الزواج.

4- الكوارث والحروب :
فالبلاد التي تنتشر فيها الحروب والكوارث ، يلجأون إلى تزويج الفتيات مبكراً ، بسبب التكاليف المادية أو فقدان اولئك الفتيات لعائلاتهم.

5- العادات والتقاليد الخاطئة:
فبعض المناطق مثل الريف ينتشر فيها عادة زواج القاصرات.

6- الخوف :
فبسبب خوف الوالدين أن بنتهم لن تتزوج أو يفوت عليها عليها قطار الزواج ، يقوموا بتزويجها مبكراً.

7- الفشل الدراسي:
وهو فشل الفتاة في الدراسة ورسوبها المتكرر ، أو عدم تحمل الأهل لتكاليف الدراسة ، فيقوموا بتزويجها مبكراً.

8- الفهم الخاطئ المعتقدات الدينية:
أي فهمهم الخاطئ للدين والاحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، واعتقادهم أن الدين يحث على تزويج الفتيات في سن صغير.

ما هي النتائج السلبية لزواج القاصرات؟

1- تحرم اولئك الفتيات من ممارسة طفولتهم مثل باقي الأطفال في عمرهم.

2- اولئك الفتيات أكثر عرضة للعنف المنزلي ويقل احتمال بقائهم في المدرسة.

3- اولئك الفتيات أكثر عرضة للمضاعفات خلال فترة الحمل والولادة.

4-وقد يؤثر هذا الزواج بالسلب على الدولة ، مثل فرض الكثير من الأعباء الاقتصادية على الدولة .

5- الحرمان من التعليم ، فبسبب هذا الزواج المبكر ، تحرم اولئك الفتيات من التعليم.

6- يؤثر بالسلب على صحة الفتاة :
يحدث الكثير من المشاكل الصحية بسبب هذا الزواج ، ويكون ذلك نتيجة تشدد الأسر في إنجاب الفتاة بعد الزواج مباشرة ، ويحدث الكثير من المشاكل مثل : أكياس على المبايض أو لجوء الفتاة لعلاجات أخرى مثل محفزات الإباضة أو أطفال الأنابيب في سن مبكر ، مما يؤدى إلى ولادة مبكرة أو قيصري ، وارتفاع نسبة الوفيات أثناء الحمل ، أو ولادة أطفال مشوهين.

7- التعرض لكثير من الضغوطات النفسية والاجتماعية:
بسبب حرمان هؤلاء الفتيات من عيش طفولتهم أو التعرض المستمر للعنف والضرب ، والحرمان من حنان وعطف الوالدين.

ما هو حكم الشرع لزواج القاصرات ؟

أكدت دار الإفتاء المصرية إن حكم زواج القاصرات في الإسلام يعد حرام شرعاً ، لأنه يتم في تزويج الفتيات دون سن 18 عام وهذا مخالف للقانون ، ويؤدى هذا الزواج للكثير من الأضرار في المجتمع ، مؤكداً أن الإسلام اهتم بالأسرة اهتماماً عظيماً.

كما أوضحت : أن الشرع حث على مراعاة الكفاءة بين الرجل والمرأة عند إقامة العلاقة الزوجية بينهما ، ولقد اتفق فقهاء الإسلام في مشروعية الكفاءة ولكنهم اختلفوا في تحديد خصائصها وسماتها، ويرجع ذلك الاختلاف الزمان والمكان والثقافات.
وفقاً لذلك فإن زواج القاصرات مخالف لتلك الكوفئ ، حيث يعتبر هذا الزواج إهانة الكرامة وضياع الحقوق ، ومما يترتب على هذا الزواج من آثار سلبية نفسية وجسدية، فإن الشريعة الإسلامية وأحكامها تمنع هذا النوع من الزواج وتجريم من يتوسط لهذا الأمر.

ما هي الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الدول والمنظمات الدولية لحل مشكلة زواج القاصرات ؟

1- أطلقت اليونيسيف بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان البرنامج العالمي للقضاء على زواج الأطفال عام 2016 ، ويتضمن تلك البرنامج تمكين الفتيات الصغيرة المعرضات الزواج المبكر أو التي تم تزويجهم بالفعل ، واستفاد من هذا البرنامج أكثر من 21 مليون فتاة مراهقة.

2- يجب على الدول نشر الوعي على أهمية المساواة بين الجنسين ، وأن من حق الفتاة التعليم مثل شقيقها.

3- تفعيل القوانين والتشريعات الصارمة التي تمنع هذا الزواج وفرض العقوبات على الأهالى التي تقوم بتزويج فتياتهم دون سن 18 عام.

4- الاعتراف بالمعاهدات الدولية التي تهتم بحقوق المرأة والإنسان.

5- منع جميع أشكال العنف ضد المرأة

6- زيادة الوعي بأهمية تعليم الفتاة وممارسة طفولتها وذلك عن طريق الحملات الإعلانية والمراكز الثقافية بعقد دورات ثقافية للتوعية، أو عن طريق البرامج التليفزيونية والإذاعية.

7- الاهتمام بالمدن الفقيرة مثل الأرياف وذلك عن طريق إنشاء المدارس وتحسين الرعاية الصحية ونشر حملات التوعية.

وقمنا برصد بعض الآراء في رؤية وطن حول زواج القاصرات :
وقمنا بسؤال بعض المتخصصين عن رأيهم حول زواج القاصرات ؟

جريمة زواج القاصرات والباب الخلفي لاستغلال الشرع
جريمة زواج القاصرات والباب الخلفي لاستغلال الشرع

وقمنا بسؤال الشيخ عبد العزيز زيدان عن رأيه حول زواج القاصرات من وجهة نظر الشرع ؟

وكانت إجابته : في البداية دعا الله عز وجل إلى الزواج فقال تعالى وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب للزواج فقال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءه فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له ، وجاء نبينا صلى الله عليه وسلم أن الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذريهِ.

وأوضح الشيخ ماهي أضرار الزواج المبكر:
يتجه الكثير من الناس إلى الزواج رغبة في الاستقرار وتأسيس أسرة وبيت مستقل دون أن ينتبهوا الأضرار هذا الزواج.

1- فهذه الفتاة تكون صغيرة جداً غير قادرة على تحمل المسؤولية في تلك السن ،و تتضاعف تلك المسؤولية عند إنجاب الأطفال.

2- تخطى مرحلة مهمة من مراحل الحياة وهي مرحلة المراهقة التي تبدأ فيها الشخصيات بالتشكل واستكشاف الحياة.

3- التأثير السلبي للحمل على صحة الفتاة في سن مبكر.

4- احتمالية انهيار الزواج بسبب الجهل وعدم القدرة على التكيف.

5- صعوبة إكمال التعليم نتيجة زيادة المسئوليات.

6- مواجهة صعوبة في تربية الأطفال وذلك لنقص الإلمام الكافي بأساليب التربية.

وأكد على تأثير الزواج المبكر على صحة الفتاة:

تكون الفتاة غير مدركة لحقوقها وصحتها الجنسية والإنجابية في عمر لا يزال فيه جسدها في طور النمو وعندها لا تكون مهيئه بدنياً وعاطفياً للحمل فإذا تصبح عرضة لخطر الوفاة أثناء الولادة أكثر بالإضافة إلى الأمراض التي قد ترافق الحامل ولا يتحملها جسد الفتاة في عمر المراهقة ، ونظر لغياب تنظيم الأسرة قد تتعرض المرأة لحالات حمل متكررة تصاحبها مضاعفات خطيرة.

وأضاف أيضاً أسباب الزواج المبكر :
1- الفقر والحالة الاقتصادية للأسرة الفتاة
2- العادات والتقاليد السائدة في المجتمع
3- الرغبة في تعزيز الروابط بين العائلات
4- حالة المرأة في المجتمع ، في المجتمعات تهمش دور المرأة ولا تقيم وزناً لرغباتها وآرائها.

كما ختم الشيخ كلامه عن كيفية الحد من الزواج المبكر :
أن الزواج المبكر ظاهرة تؤثر على جانب الاقتصادي للدولة مثل ما تؤثر على الجانب الاجتماعي فهي تؤثر على اقتصاد الدولة وتمنع تقدمها أيضاً.
ولهذا السبب يجب على الدول أخذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار هذه الظاهرة ، ومن الأمور التي قد تحد من الزواج المبكر هي عدم السماح للفتيات باستكمال تعليمهم قبل إتمام دراستهم الجامعية، و بهذا يمكن استثمارهن للعمل في الدولة.

كما قمنا بسؤال استاذ محمد عن رأيه في زواج القاصرات:

وكانت إجابته: بسم الله والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، وبعد،
فقد ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح “زواج القاصرات” ولفظة القاصرات أي قبل سن البلوغ وهذا مما يستحيل أن يأمر به الله ورسوله؛ لأن الشرع لا يأمر أبدًا بما فيه ضرر للنفس البشرية والمجتمع.
كيف؟! والقاعدة تقول: “لا ضرر ولا ضرار”.
لكن أعداء الإسلام اتخذوا من هذا الموضوع الشائك ذريعة ليطعنوا في الإسلام..
وإليك خلاصة الأمر: وذلك أن البنت ما لم تبلغ فلا يجوز تزويجها والبناء بها بحال، ولا خلاف في ذلك.
لكن تختلف سن البلوغ باختلاف البيئة التي تنشأ فيها البنت؛ فتجدها في الأماكن الحارة تبلغ في سن مبكرة، وعلى النقيض في الأماكن شديدة البرودة تتأخر سن بلوغها.. إذن الزواج يكون موقوفًا على البلوغ، وإن اختلفت السن من مكان لآخر فلا بأس في ذلك.
كما أن العرف وعادات المجتمع لا غَناء عنهما إذا لم يأمرا بما ينبني عليه مخالفة لحكم من أحكام الشرع؛ فلو سنّت الدولة قانونا يُجرّم تزويج البنت دون 18 سنة فلا شك أن اتباع قانون الدولة في تلك المسألة واجب. ولو تغير ذلك القانون في اليوم التالي ليكون عند سن 16 أو حتى 20 فذلك مما يراه المُشرّع للصالح العام ولا عوار في ذلك.
أما مسألة زواج البنت وهي ذات 9 سنوات – ولعل هذه النقطة بالتحديد هي ما أثارت الموضوع وخاصة لِما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بأم المؤمنين عائشة (دخل بها) وهي بنت تسع سنين- فقلنا آنفًا أن ذلك كان يستحيل وقوعه لو لم تبلغ وتحِض أو يخالف عادات ذلك المجتمع آنذاك، وليس معناه أبدًا ضرورة تزويج الأنثى عند تلك السن، وقد فصلناه فيما سبق.. والله أعلم.

وقمنا بسؤال بعض الانسات عن رأيهم في زواج القاصرات وايه هي أسبابه والأضرار إلى بتكون على بنت بسببه ؟

1- أسماء خميس: أنا ضد فكرة زواج القاصرات طبعاً ،والغريب انه بقى منتشر بطريقة كبيرة في الارياف وبرا الارياف وكأن البنت لو وصلت لسن ال20 ومتجوزتش تبقى جريمة وعنست وخلاص ومستقبلها ضاع ، ولو بنوتة صغيرة بس جسمها حلو شوية بس يبقى لازم تتجوز مين قال إنها لازم تتجوز ، حتى لو عيلة العريس موافقين انها تكمل تعليمها فهي بيبقى عليها ضغط ومسؤولية انها تهتم بالاتنين وفجاءة بتبدأ المشاكل و يبدأوا يضغطوا عليها عشان تقعد من تعليم ، ويبدأوا يقوللها هتستفادي بتعليمك فى ايه ، ما هو جوزك بيصرف عليكي.

2 مى مجدى :
بتكون البنت اصلا مش مهيأة نفسيا ولا جسدياً ،وغير كده فى ناس مش بتاخد رأي بناتها هما اللي بيقولوا ويختاروا وطبعاً ده جهل أضراره أن هي بتشيل المسؤولية بدري وهي اصلاً لسه طفلة مش فاهمة وواعيه لسه ، وبتخلف بيكون طفلة شايلة طفل ، وحاجات تانيه كتير يعني في الأرياف لما بتتجوز وهي صغير بيقولك فاشلة فى التعليم هجوزها أو ده عريس حلو وكويس وغني ، وهيجبلها دهب ، والكلام ده كله فبيفرحوا بيه وفي كمان بيقولك انا معايا خمس ست بنات فبيجوزهم وهما صغيرين عشان كتير وكده كل دي الاسباب اللي أنا بشوفها قدامي وفي كمان عشان تبقى جده صغيرة.

3- خلود أحمد :
بشوف أنه شيء صعب اوي ومريب على أي بنت
أصل ليه أحرم بنت من طفولتها ومن حياتها ومن حريتها أنها تعيش كل سن بتفاصيله.. ليه اغير كل حاجة في حياتها بلمح البصر، ليه اخليها من طفلة لأم فجأة مش عارفة ولا عندها دراية بأي حاجة حواليها ليه أغير تكوين بيولوجي ف جسمها بس عشان خاطر أنا عايزها تتجوز.. الجواز دا مش فكرة متحرم أو لا هي فكرة إنسانية بجد في حد ذاتها ازاي امنع شخص أنه يعيش لمجرد فكرة مش صح أنا عايزها تكون موجودة وازاي أحرم حد من حياته لمجرد فكرة اني اجوز البنت بدري؟!.

4- ميار شعبان : أنا من واقع تجربتي وتعاملي مع بنات تزوجوا جواز القاصرات وجدت أن هو أثر على نفسيتهم بشكل سلبي وعلاقتهم كانت فاشله ويوجد بها الكثير من المشاكل و تركوا التعليم وده بأمر من الأهل ، وأن اهلهم شايفين أن زواج ده هو ستره وأهم من تعليم مهما كان سنها صغير.

في نهاية التقرير فإن الزواج المبكر أو جواز القاصرات يعد جريمة بحق الفتيات ، فهو يمنعهم أن يعيشوا طفولتهم ، ويمارسوا الحياة الطبيعية مثل باقي البنات في عمرهم ، مما له أيضاً من أضرار نفسية وجسدية عليهم ، ويؤدى إلى وفاة كثير من الفتيات بسبب تعب هؤلاء الفتيات في فترة الحمل أو حالات الانتحار فيجب على دول سن القوانين والتشريعات لمنع تلك الزواج ونشر الوعي ، ومعاقبة من يرتكب هذا الزواج.

MEU

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى