مقالات

كيفية الاحتفال بليالي القرآن في رمضان

كيفية الاحتفال بليالي القرآن في رمضان

 

كتبت-كريمة عبد الوهاب

توجد الكثير من العادات والتقاليد الأصيلة في أيام وليالي شهر رمضان بمصر حيث تلاوة وقراءة القرآن ليلًا داخل المنادر والمضايف الخاصة بالعائلات والأسر الميسورة بالقرى والنجوع المصرية، فقبل دخول الكهرباء إلى القرى والنجوع المصرية كانت المنادر والمضايف المملوكة للعائلات والأسر تقوم بالدور الروحاني والترفيهي طوال شهر رمضان من خلال السهرات الرمضانية التي كانت تبدأ بعد صلاة العشاء والتراويح لاستقبال الضيوف الزائرين سواء كانوا من عائلات وأبناء القرية أو من خلال زيارات عائلات أسر القرى المجاورة، والذين كانوا يتزاورون فيما بينهم ويجتمعون على تلاوة وقراءة القرآن وسماع الدروس الدينية المتعلقة بالعبادة وبفضل شهر رمضان وأهميته عند المسلمين، هذا مع تقديم الكرم الواجب للضيوف الزائرين.

 

وعادة ما تقوم كل عائلة أو بعض العائلات مجتمعة باختيار قارئها الذي سيتولى طوال شهر رمضان القيام بتلاوة وقراءة القرآن وإلقاء بعض التواشيح الدينية طوال ليالي رمضان، ولابد أن يتميز ذلك الشيخ بصفات معينة لكي يتم اختياره ومنها سمعته وقوة حفظه للقرآن وحلاوة صوته وحسن جمال تلاوته وقراءته للقرآن.

 

فكلما كان الشيخ ذا صيت كثرت الزيارات إليه من أجل سماع تلاوة القرآن وزيارة العائلات أيضًا، مما كان له بالغ الأثر في زيادة العبادة بهذا الجو الرمضاني الروحاني، ودوام المحبة والتراحم والترابط والتزاور بين أهل القرية الواحدة وبين أبناء عائلات القرى المجاورة، ناهيك عن إدخال البهجة والفرحة على النفوس التواقة للاحتفال بشهر الصوم وبخاصة عند الأطفال الذين كانوا يتجمعون مع فوانيسهم وألعابهم ليلًا عند تلك السهرات الرمضانية.

 

وعادة ما كانت ولا تزال تُستخدم تلك المضايف والمنادر لإقامة بعض المناسبات المختلفة ومنها مراسم التعازي، إقامة حفلات الزفاف، عقد قران العروسين وغيرها، إضافة إلى إقامة السهرات الرمضانية والتجمع حول قراءة وتلاوة القرآن الكريم والإحساس بجمال وروعة وروحانيات الشهر الكريم.

 

ومن نماذج تلك القرى التي لا تزال تتمسك بتلك العادة الرمضانية الجميلة قرية بني قريش، إحدى قرى مركز مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، حيث اشتُهرت تلك القرى فيما مضى حتى الآن بحفظ وتجويد الكثير من أبنائها للقرآن الكريم بسبب انتشار الكتاتيب ووجود الحفظة والمعلمين الجيدين بها، فقد عرفتِ القرية عبر تاريخها الكثير من الحفظة والشيوخ الأجلاء الذين رحلوا عنا وأيضًا من الشيوخ الذين ما زالوا على قيد الحياة حيث يعملون بتلك المهنة لامتلاكهم تلك الموهبة التي ورثوها وتعلموها من أسماء وعائلات محددة.

 

وقد اشتهرت تلك القرى بحفظ وتعليم وتجويد القرآن، مما سهل ذلك الأمر الذي حيث ساعد قبل ستينيات القرن الماضي وقبل انتشار المدارس في تقليل الأمية بالقرية مما ساعد ذلك على إقبال أبنائها على حفظ القرآن وتأصيل تلك الظاهرة الجميلة عند أبنائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا