مقالات

متطلبات لسوق العمل في القرن الحادي والعشرين

 

كتبت: نضال حمدي

 

إن اجتياح سوق العمل في هذا القرن يتطلب مهارات محددة ومميزة. نحن نسابق أنفسنا ونسابق جيلا من الذكاء الاصطناعي قادرا على إتمام المهام بسرعة ودقة أكبر؛ لذلك فإن مواكبة العصر للدخول في سوق الأعمال والمشاركة في ريادتها قد يتطلب جهدا أكبر ومشاركة أكثر فاعلية.

 

المهارات المطلوبة للتوظيف 

 

من خلال دراسة سوق العمل الحالي تبينت أهمية التعلم والتدريب المهني كسابقة لكل الأداء الفعلي لأي عمل، وعليه فالشركات تسعى لأصحاب الخبرات والشهادات المعتمدة في شتى المجالات فسوق العمل يحتاج لخبرات ومهارات فنية متطورة دائما، كما يسعى لأشخاص ذوي مهارة في التطوير الذاتي لا يتوقفون ولا يلتفتون، فقط ينظرون إلى الأمام.

 

حاجة سوق العمل للمهارات المهنية

 

 

لا يتوقف دائما أصحاب الأعمال عن الشروط الثابتة في الوظائف بل وضرورة اجتياز الخطوات البدائية منها، حيث وضعوها كقاعدة أو شرط لاجتياز المرحلة الأولى قبل استعراض المهارة المهنية للموظف، فعلى سبيل المثال..

 

القراءة والكتابة باللغة العربية: يبدو بالنسبة للبعض من الشروط الغريبة، فمن منا لا يجيد القراءة والكتابة بلغته الأم؟ ولكن دعني أوضح لك أنه من أهم الشروط ولولا أهميته وعدم جودته لدى البعض لما اتخذوه شرطا أساسيات.

من المهارات الأخرى التي تشترطها المؤسسات وأصحاب الأعمال:

 

مهارة استخدام الحاسوب: وتعتبر القدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة من سمات العصر الحالي لأبسط المهن والممارسات، فأنت كطالب أو خريج أو قائد فريق عليك الاهتمام الدائم والتطوير من آلية عملك باعتماد تام لتكنولوجيا العصر الحديث، واستخدامها بشكل أساسي في البيانات المطلوبة وإدارة المشاريع، وهذه السياسة يتبناها الدور التعليمي في المدارس والجامعات، بل أصبح التعليم قائما على التكنولوجيا الحديثة وتنميتها وتطويرها وتعليمها دونا عن الطرق التقليدية، والاهتمام بهذا الجانب من التطوير المهني أثناء سنوات الدراسة، وهو ما يدفع الطلاب بعد ذلك للانخراط في سوق العمل بكل يسر.

 

مهارات تضمن لك الحصول على وظيفة

 

العالم يتغير بسرعة كبيرة، موظف اليوم ليس موظف الأمس، وطالب اليوم ليس كالسابق، وكلاهما ليس كمن سيأتي في المستقبل بتطور أكبر، فكلاهما يعلم أن تحقيق النجاح الوظيفي أمر يسابق فيه التكنولوجيا والزمن والذكاء الاصطناعي الذي ربما يأخذ دوره يوما ما، لذا فنحن أمام عدة مهارات إلزامية لمواكبة المطلوب، بل وسبقه.

 

 أولا : الإبداعية

 

المستقبل للإبداع والابتكار، من قال أن الروبوت يمكنه ذلك؟ كل الذكاءات الاصطناعية لا يمكنها مجاراة إبداعك إن أردت، فالإنسان أبدعها بإرادته وخلاصة فكره، إذا فالمستقبل بين يديك أنت تبدع بينما هو يطور إبداعك فقط.

 

ثانيا: الذكاء العاطفي

 

قدرتك على إدارة أعمالك بالتحكم في ميولك وعواطفك واتجاهاتك قدرة هائلة لا يملكها إلا شخص قادر على الريادة والسيطرة والتأقلم. مستوى الذكاء الاجتماعي والعاطفي هو ما يحدد بقاءك وسط دائرة العمل والعاملين، بل وتحديد نقاط ضعفك وقوتك ودرجتك بينهم، وتشترك مع هذه النقطة مهارة التواصل مع الآخرين فكلاهما يكمل الآخر.

 

 التعلم النشط والعقلية المتنامية

 

فالقدرات دائما قابلة للتطوير، وامتلاك كل سمات المتعلم النشط ستكون سلاحك في سوق العمل. دع المرونة تحتل شخصيتك، واجعل منها وعاء يتقبل كل جديد ويفرغه في خانة الخبرات وذاكرة التخزين المرنة. الإنجازات أكبر إذا دعمت العمل بالعلم واكتساب المهارات الجديدة يوميا.

 

اتخاذ القرار

 

ويعد الأصعب والعقد، ذو الآثار المترتبة ومسئولية اتخاذ القرار، فمهما كانت أعمالك ومهاراتك، ومهما كانت قدراتك فائقة على التعلم النشط، ومجاراة كل ما هو جديد يظل اتخاذ القرار وتحمل عواقبه هو الأصعب، لذا عليك التأني واستخدام كل ما هو متاح والمحاولة في كل ما هو غير متاح للوقوف على قرار صائب تغلب الإيجابية على نتائجه.

 

تقبل التغيير

 

وتعود بنا هذه المهارة إلى المرونة في الفكر والقدرة على تقبل كل ما هو جديد.

ثورة تغيير شاملة تجتاح العصر الحالي ولا بد من مواكبتها، فرص جديدة تختلف لابد من مجاراتها وتكنولوجيا متطورة، وواقع افتراضي اندمج بسرعة البرق في عالمنا، شئنا أو أبينا نحن مطالبون بالتغيير واكتساب المهارات بسرعة، للوصول لقيمة أفضل ليس في عالم الأعمال فقط ولكن على المستوى الشخصي. قطاعات وظيفية جديدة لم تكن موجودة من قبل، وقطاعات تندثر وتختفي مع ظهور أخرى أكثر تطورا وبراعة وقوة، أبحاث ودورات وتدريبات وتطوير ذاتي ومهني يظهر بقوة، فقط أنت من يحدد مكانك وأولوياتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا