مقالات

خطوات نحو تقبل الذات

 

✍ أحمد خالد

 

محتويات المقال:
• نظرة عامة على مشكلة تقبل الذات.
• فخ المقارنة.
• إحصاءات عن تقبل الذات بين أفراد المجتمع العربي والغربي.
• خطوات علمية وعملية لتقبل ذاتك.
• ختام.

 

لست وحدك!

مشكلة تقبل الذات تطال غالبية المجتمعات المعاصرة، لاسيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي يبرز فيها الناس والمشاهير أفضل وألمع ما فيهم، أفضل لحظات حياتهم، أفضل ما أنجزوه في حياتهم العملية، أبرز الإنجازات..الخ، وأنت يا مسكين تبدأ في المقارنة بين ما تملك وبين ما ترى من حياة هؤلاء.

خطوات تقبل الذات
خطوات تقبل الذات

 

على الرغم من معرفتنا بأن هؤلاء لا يظهرون الجانب المظلم والسيئ من حياتهم، الجانب الذي لا يعجب به أحد، والذي لا يتمنى أحد أن يراه، لحظات الفشل والسقوط، الخسارة والألم والعيوب التي لا تخلو منها النفس البشرية، فعلى الرغم من معرفتنا بذلك، إلا أن هذه المظاهر تأثرنا، تجعلنا نتمنى معايشتها متناسين أنها ليست حقيقية، وإنما صنعت وصورت خصيصًا لتعرض على الناس وجذب المشاهدات! يعني عملية ربحية تمامًا مثلها مثل السينما والأعمال التلفازية، فما من داعِ إلى تصديقها.

عندما تبدأ المقارنة، تبدأ السقوط!
تقبل الذات هو مؤشر للصحة العقلية والنفسية، وتحسين هذا المؤشر يساعد على تحسين الحالة المزاجية العامة، وإشغال التفكير بأمور أكثر أهمية، كما يساعد على الإنجاز.

وعندما تبدأ المقارنة بمن هو أفضل منك سواء ماديًا أو اجتماعيًا أو غير ذلك، تبدأ رحلة سقوطك في فخاخ كره الذات وعدم الثقة وضعف الشخصية والانزواء والانطواء، التهرب من التجمعات والخوف حتى من الارتباط وتكوين عائلة.

إن لم تكن المقارنة دافعًا لك على الإنجاز والتميز، فإنك لا تقارن بل تجلد نفسك على عيوبها ونقائصها، ولتعلم أنه ما من بشر إلا وله عيوبه ونقائصه، وأن هذا الذي تقارن به نفسك هو أصلًا غير راضي بشكل تام عن نفسه سواء شكله أو عائلته أو غير ذلك!

إنك إن سعيت في هذا الطريق فهو ليس بمقارنةِ تفيدك وتدفعك للأمام، وإنما سعيًا للمثالية التي لن تُدرك، فكثيرون وقعوا في فخاخ عمليات التجميل، فبدأ الأمر بواحده ثم أرادوا التعديل في أجسادهم وتشكيلها من جديد كيفما يشاءون، فوقعوا في فخاخ الآثار الجانبية وعمليات لا تنتهي، فأصبحت حياتهم تنقلات بين المستشفيات.

ويعاني أكثر من 18% من البالغين في الولايات المتحدة من اضطرابات القلق المختلفة، ويعتبر تقبل الذات أحد الأدوات الفعالة للتغلب على هذه الاضطرابات وتحسين الصحة النفسية، وليس الأمر وحده في أمريكا بل في مجتمعاتنا العربية نعاني أيضًا، وجد الباحثون أن 53.5% من الطلاب الجامعيين في مصر يعانون من مشاكل في تقبل للذات، وترتبط هذه المشكلة بالقلق والاكتئاب وانخفاض الرضا عن الحياة، وليس الأمر ببعيد عن باقي الدول العربية، ففي الأردن كانت النسبة 27.9%، وفي المغرب 39.1%، والكويت 37.8% وغير ذلك من الأرقام التي توضح لنا في النهاية حجم هذه المشكلة وتفشيها في جميع المجتمعات.

إن لم تجعلك المقارنة في حافز نحو تطوير نفسك، فهي تدمرك، اتركها.

ما الهدف من مقارنة نفسك وتيشقوم المجتمع والظروف إن لم تساعدك المقارنة في البحث عن حلول والعمل على تطوير وضعك الاجتماعي والمادي والتطلع نحو وضع أفضل؟

 

7 خطوات نحو تقبل الذات

يمكن اتباع خطوات لتحسين تقبل الذات مثل:

1. الاعتراف بالمشاعر السلبية التي تؤثر على تقبل الذات، والحديث عنها بصدق مع الشخص المناسب.

2. التفكير بواقعية في هذه الأفكار السلبية، ومعرفة هل هي مجرد مشاعر مؤقته، أم أفكار واقعية تحتاج إلى التحسين.

3. العمل على تحسين الذات من خلال معرفة الأفكار السلبية الحقيقية التي تحتاج إلى تحسين وإصلاح، مثل تطوير المهارات والالتحاق بدورات تدريبية ما في مجال العمل أو تنمية المهارات الشخصية بشكل عام.

4. اكتساب صداقات جديدة، والبعد عن الصداقات التي تتنمر على ذاتك أو تشعرك دائما بالرغبة في احتقار ذاتك ومقارنتها، تخلص من الصحبة التي تسحبك إلى القاع.

5. لنكن صادقين مع بعضنا، لا بد من التخلص ولو تدريجيا من الخجل، فهو يبني شخصية انهزامية ضعيفة، ولحسن الحظ فهذا الأمر يمكن التخلص منه، فلا تكتئب يمكنك العمل في خطوات على التخلص من الخجل واكتساب شجاعة حقيقية مع الوقت تساعدك على تقبل ذاتك والدفاع عنها.

6. البحث عن الدعم الاجتماعي من المقربين دون الخجل في الحديث عن المشكلة مع الأشخاص المناسبين.

7. إن لزم الأمر فلا مانع من البحث عن الدعم النفسي مع متخصص، ولا عيب في ذلك بل هو شجاعة.

 

ختامًا،

لن تصل إلى الكمال، فاعمل على تطوير ذاتك وتحسن أوضاعك، إن لم تجعل المقارنة هدفًا للرضا والتطلع نحو الأفضل، فستكون سببًا في هدم ذاتك وثقتك وسحبك نحو أوضاع أسوء وأسوء.

 

مصادر مستخدمة:
– دراسة للمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة.
– دراسة نشرت في مجلة البحوث التربوية والنفسية في عام 2015، عن النسبة في مصر.
– دراسة نُشرت في مجلة الصحة النفسية في عام 2019، عن النسبة في الأردن.
– دراسة نُشرت في مجلة السلوك في عام 2016، عن النسبة في المغرب.
– دراسة نُشرت في مجلة البحوث النفسية في عام 2013، عن النسبة في الكويت.
– “10 Steps to Self-Esteem: The Ultimate Guide to Stop Self-Criticism”، من موقع Positive Psychology
– “Improving Self-Acceptance: 5 Simple Tips”، من موقع Psychology Today
– “Building Self-Esteem: A Self-Help Guide”، من موقع HelpGuide
– “7 Steps to Improving Self-Esteem”، من موقع Verywell Mind

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا