ابدأ بالأهم قبل المهم 

 

✍️منة عصام

 

أصبح الناس مقيدين ببرامج إدارة الوقت والخطط التي تجعلهم يشعرون بأنهم مثقلون بالمواعيد والضغوطات الكثيرة، ولكن إدارة الوقت ليست التسمية الصحيحة لأن التحدي ليس في إدارة الوقت بل في إدارة أنفسنا فأعلم دائمًا

“أنت المبتكر لذا أنت المسئول”

د/ستيفن آر كوفي

فإن الوقت يعتبر من أثمن الأشياء التي لا يمكن تعويضها كما يصفه الجميع بأنه سيف قاطع لا ينتظر أحدًا، لذلك يجب الحرص على كل دقيقة تمر في حياتنا، لأن إذا مضى الوقت فأنه لا يعود ابدًا، لهذا يجب أن يتدرب الأشخاص على كيفية اكتساب مهارة تنظيم الوقت واستغلال كل دقيقة في يومهم بالشكل الصحيح، فأبحر معنا لتتعرف على كيفية تنظيم الوقت بأكثر الطرق الفعالة.

 

مهارات تنظيم الوقت

 

١- الأولوية :

تحديد الأهمية لها علاقة بالنتائج فإن كان أمرًا مهمًا، فهذا يعني أنه يأتي على رأس أهدافك ويسهم في قيمك ورسالة حياتك.

 

فإن الإدارة الفعالة كما قال ستيفن آر كوفي في كتابه الشهير العادات السبع للناس الأكثر فعالية “هي البدء بالأهم فالمهم” ، بمعنى تنظيم وتنفيذ الأولويات الأكثر أهمية التي لها أكبر تقدير بالنسبة لك، وليس وفقًا بالقوى المحيطة بك والعوامل الخارجية، وتذكر دائمًا جملة يوهان غوته حين قال:

“الأشياء المهمة ينبغي ألا تخضع لرحمة الأشياء الأقل أهمية”

 

٢-تحديد الأهداف:

عندما يصبح للإنسان هدف في حياته سيتمكن بالفعل حينها من التفكير في طرق عديدة من أجل الوصول إلى ذلك الهدف، فإن الأهداف هي من تحركنا دائمًا.

 

ولكن من الشائع بيننا وضع أهداف قد تكون غير قابلة للتحقيق، عندما تقوم بذلك ربما تشعر بالتعب أو الإحباط ف حاول دائمًا أن تضع اهدافًا معقولة يمكن الوصول لها.

 

٣-الطموح:

دائمًا من لديه طموح فهو سيبدأ يومه وسيمضيه من أجل هذا الهدف تلقائيًا، ولكن لا تضع هدفًا عشوائيًا لمجرد أن تصبح صاحب طموح، بل عليك تحديد هدف يلائمك ويعود عليك بالنفع وعلى من حولك.

 

٤-تحديد المهام اليومية:

يجب عليك تقسيم الأهداف الخاصة بك إلى مهام تنجزها على المدى اليومي، بحيث تكون معقولة الإنجاز.

 

٥-القدرة على الرفض:

أن تتحلى بالشجاعة وتقول لا، فلا تكن منساقًا وراء الناس ولا تخجل من قول لا، وتذكر أنك دائمًا تقول “لا” لشيء ما إذا لم يكن لأشياء تبدو عاجلة في الحياة فإنها تكون لأشياء أساسية وأكثر أهمية وحتى إذا كان العاجل جيدًا فإن الجيد قد يحجب عنك الأفضل، ويبعدك عن المساهمة المتميزة وهذا في حال سماحك له بهذا.

 

فأجعل لديك القدرة دائمًا لقول “لا” لكل ما هو غير مهم وتذكر أن وقتك أكثر قيمة من كل شيء.

 

٦-الحزم:

إن أكثر ما يجب الحذر منه في رحلتك لتنظيم الوقت هو المماطلة والتسويف، فكن حازمًا فإن المترددون هم الأكثر تضييعًا للوقت والفرص.

 

٧-الاستمرارية:

تأكد أن التخطيط بلا تنفيذ ضرب في الآمال الحالمة وإهدار كبير لوقتك، والتنفيذ بلا متابعة واستمرارية لا جدوى منه.

إن أهم شيء في عملية العزيمة والإصرار هو عدم ترك أي شيء في المنتصف والبعد عن المماطلة في الأشياء التي خططت لها، فما فائدة أن تقوم بوضع خطة ولا تلتزم بتنفيذ تلك الخطة فتتساوى في هذه اللحظة بالشخص العشوائي والفوضوي الذي يفشل في حياته ولا يتمكن من إنجاز أي شيء يوكل إليه.

 

“كل عمل يتعرض للانقطاع يصبح أقل فعالية وأطول إستغراقًا للوقت”

قانون كارلسون

ولكي تزيد رغبتك في تنظيم وقتك بشكل جيد لابد أن تعلم مدى أهمية إدارة الوقت في زيادة الثقة بالنفس وذلك يحدث فقط عندما تخصص وقت كافي من يومك للعناية بذاتك بالشكل المطلوب وتعطي لنفسك الأهمية، إلى جانب تعزيز شعورك بالإنجاز، وايضًا يساعدك في تحسين القدرة على اتخاذ القرارات لأن الضغوط والعشوائية لا تدفعنا إلا للقرارات الخاطئة والمتهورة التي نتخذها بدون تفكير أغلب الأحيان.

 

لذا يتضح لنا أن الوقت هو أغلى شيء في حياة الإنسان ولابد أن يكون على وعي كبير لأهميته الكبيرة في حياتنا وإذا لم يتمكن الإنسان من معرفة أهمية الوقت فلم يحقق أي نجاح في حياته وسيظل كما هو، فنجد أن التنظيم والتخطيط من أهم سبل النجاح والاستغلال الأمثل لهم يعينك على تحقيق أهدافك بشكل كبير، والعشوائية والفوضى كفيلة أن تسبب الفشل لأي شخص مهما وصلت درجاته العلمية، وفي النهاية تذكر دائمًا قوله تعالى “وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى”

سورة النجم.