هل تساهم منصات التواصل في التنبؤ بالأزمات؟

 

كتبت: منة رمضان 

 

 

نعرف جميعًا أنّ منصات التواصل الاجتماعي “Social Media” تشكّل الآن جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، وهذا لما تحتويه من مميزات مختلفة تعمل على جذب كل الفئات العمرية. لكن إلى أي مدى يصل تأثير هذه المنصات؟ وهل يتسع دورها لتتنبأ بحدوث الأزمات في العالم؟

توقُع حدوث الأزمة

 

مع اتجاه رواد منصات التواصل الاجتماعي إلى نشر ومشاركة كل مايحدث من وقائع وأحداث، أصبح من الممكن التنبؤ بحدوث الأزمات والكوارث، خاصةً أنه بمجرد مشاركة الخبر او الواقعة على منصات التواصل فإنه ينتشر كالنار في الهشيم. فمثلا مع ملاحظة حركة المياه، ومشاركة الكثير على منصات التواصل لصور المياه وهي تنحدر كثيرًا أو صور أماكن تجف أو تعلو بها المياه عن المعتاد لها، فإن هذا قد ساعد على التنبؤ –كما يعتقد الناس– بحدوث أزمات جسيمة في المستقبل من غرقِ للمدن الساحلية ونقص منسوب المياه، وبعضهم يتشارك ويقول أنها ستكون نهاية العالم.

 

الاستعداد الجيد للأزمات

 

لا شك أن مشاركة الناس آراء وتنبؤات كهذه على منصات التواصل الاجتماعي يعد سلاحًا ذا حدين، فقد يكون تأثيرها على الناس في المجتمع بالسلب فيهلع الناس ويترقبوا الهلاك وفناء العالم في كل مرة تنتشر مثل هذه التنبؤات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يكون لها تأثير إيجابي عظيم فتستعد الدول المعرضة لمثل هذه الكوارث وتحاول معرفة سبب الأزمة لمعرفة كيفية الوقاية منها فلا تحدث ولا تتضرر الدولة ولا تُفقَد الشعوب، مثلما يحدث في مؤتمرات المناخ المُقَامة في مختلف الدول ومن بينهم مصر، فهي تناقش هذه الأزمات وتعمل على حماية البلاد من خطر وقوعها.

الهزاتُ الأرضية حديث العالم

باتت الزلازل حديث العالم على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، حيث بدأ الأمر مع انتشار صور ومقاطع ڤيديو لوقوع زلزال تركيا وسوريا الذي تسبب في أضرارٍ جسيمة وأودى بحياة آلاف من البشر التي تسكن مدن البلدين، وكانت الناس تتشارك هذه المقاطع لأيامٍ عدة على السوشال ميديا ليكن لها تأثيرها السلبي والإيجابي على الناس في أنحاء العالم. فبدأ البعض في استغلال هذه الأزمة ليروج بوقوع الزلازل في أماكن مختلفة – لجذب المشاهدات – فخاف الناس وأصبحت تُصدِّق كل ما تَرىٰ حتى وإن كان من محضِ الخيال. كما بدأ البعض الآخر في التهدئة من روع الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركة صور ومقاطع فيديو لتوعية الناس بكيفية التعامل مع حدوث كوارث كهذه وكيفية الاحتماء وقت حدوثها، وهذا هو الدور الإيجابي الحقيقي الذي يجب أن تلعبه مواقع التواصل. وأنت أي دور تقوم به في مثل هذه الأزمات؟