مقالات

كارثة اجتماعية وراءها العالم الافتراضي

منى حافظ

أصبح العالم الافتراضي صناعة تدفق الثقافات ، إلا أنه يرى البعض أن الأيام الماضية قدمًا كانت أكثر أمانُا وحرصًا وطمأنينة ، عصر كانت الأسر مترابطة متحابة حتى جاء العالم الافتراضي وكأنه وسيلة لتفكك الأسر عالم يغزو عدة تصورات كارثية فلابد من ضرورة التحذير منها .

كارثة اجتماعية وراءها العالم الافتراضي
كارثة اجتماعية وراءها العالم الافتراضي

لماذا أصبح العالم الافتراضي كارثة اجتماعية ؟

لابأس من ضرورة مواكبة العصر الحديث “عصر التكنولوجيا” بما تحتويه من تطورات على جميع الأصعدة سواء على المستوى العلمي أو المهني من خلال الملتيميديا كمواقع التواصل الاجتماعي والمنصات والتطبيقات الأخرى ، إلا أن العالم الافتراضي يمثل في بعض الأحيان وسيلة كارثية مخيفة تخرج عن مجراها الطبيعي وتعد من المخاوف و المكابدات من خلال قضاء وقت طويل لا فائدة له في بعض الأحيان أمام تلك المنصات والتطبيقات ويكون من يستحوذ على المرتبة الأولى هو الفيسبوك ويلية تطبيقات الألعاب دون وعي وكأنها عالم آخر وهمي اخترق عدد كبير داخل المنازل تقود بعض الأفراد إلى التغيب العقلي والذهني والشرود الشديد مما يمثل خطر على سلوك أفراد الأسرة ومن بينها الأطفال من خلال تحميل الألعاب من على التطبيقات التي أصبحت متاحة بسهولة ويسر مما أدت هذه التطبيقات إلى الخضوع لتلك الألعاب معظم الوقت ومن الصعب السيطرة على التوقف عنها وإدمانها وباتت الأطفال غارقة في الإبحار إليها بشكل شبه كلي ، ويكاد لايمر يومًا دون شكوى من بعض الآباء وعدم قدرتهم على ضبط فترات إستخدام هذه الألعاب وإستخداماتها الغير آمنه ومحاولات أبناءهم لتقليدها بشكل مخيف.

كارثة اجتماعية وراءها العالم الافتراضي
كارثة اجتماعية وراءها العالم الافتراضي

الأخطر هنا في المشكلة لاتنحصر فقط في اللعبة ذاتها بل تكمن في مخاطرها ما تحويه من عنف شديد وملحوظ في سلوك الأطفال كما أصبحت المشكلة تنافسية حتى وصل الأمر إلى الإنفاق الكبير من المال على تلك الألعاب للوصول إلى مراحل متقدمة وكأنه سباق فيه الحياة أو الموت.

كما أن هناك كارثة من نوع آخر ولكنها تخص الشباب فيما فوق وهو استغلال التكنولوجيا الحديثة من خلال منصات التواصل الاجتماعي واستخدامها في أغراض دنيئة وهي التدخل في حياة الآخرين خارجة عن نطاق الصداقة سواء من أحد طرفى الذكور والإناث معا وليس إحداهما فقط والتطرق لسلوك غير أخلاقي كالمعاكسات والمضايقات وسرقة صور أصحاب بروفايلات الصفحات الخاصة بالأفراد وإعادة عمل صفحات أخرى بها مزيفة و الاختباء وراءها دون وضع في الاعتبار محاذير وخطوط حمراء حرمها الله آدت إلى الوقوع فيما لا يرضيه تقوده إلى الوصول لخسارة النفس قبل كل شيء .

كارثة اجتماعية وراءها العالم الافتراضي
كارثة اجتماعية وراءها العالم الافتراضي

ختامُا : العالم الافتراضي لايمثل مبررًا لخوض سلوك غير متحضر وليست فقط لخلق بدائل جاذبة والبحث عن جوانب الإمتاع والتسلية بطرق غير سوية لأجيال تائهه غير منتمية ومفرغة من أى هدف له قيمة والخروج من العالم الحقيقي داخل الأسرة للدخول إلى عالم افتراضي يأخذ منه سلبياته وتلاشي إيجابياته ، فالتكنولوچيا في أصل صناعتها هي وسيلة للتطور العقلي والفكري والنفسي والوقوف على نقاط الإبداع المختبئه في عقول المبدعين واكتشافها وتطورها والحد من شراهة العادات السيئة المكتسبة حتى لا يتحول العصر الحديث إلى عصر الفوضى ، فكل عصر له مميزاته وعيوبه وعلينا أن نختار ما يناسبنا ثم نتحكم فيما تم اختياره لعدم الوقوع في المحظور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا