مقالات

جلد الذات

 

✍ نور عبد المنعم الحوفي

نعيش كل يوم حالات من اليأس والحزن، نعيش حياة لا تشبه الباقية من وجهة نظرنا نحن فقط، نعيش حياتنا في حالة من النقد الدائم لأنفسنا، سؤال ربما نكرره كل يوم بداخلنا، لماذا نحن هنا؟، نرى بأنه لا توجد لنا مهمة في الحياة سوى أن نشتكي حالنا ونضع اللوم على أنفسنا في حالة أن أنفسنا لم يكن لها يد في أي شيء فنحن من نسوق أنفسنا وليس العكس، بمعنى لم يتحرك لسانك إلا عندما تسمح له بالكلام وتقوم بفتحه، وكذلك يدك وعينك وحتى عقلك، فكل هذه نحن من نتحكم بها وليس العكس، دائمًا نرى بأن القليل لا يرضينا والكثير لا بأس لو كان أكثر.

لماذا نجلد أنفسنا؟

لو سألنا أنفسنا ذلك السؤال بطريقة واضحة سنجد الإجابة لا أعلم فما ذنب نفسي بعدم تحمل المسؤولية، و ما ذنب نفسي بأن الجميع يغادرها، بما أذنبت نفسي بأنها أقل مستوى من زملائي، ستجد نفسك واضعًا نفسك في خانة اللوم الدائم مع أن هي ليست مذنبة بل أنت، أنت من تنتظر أن تأتي لك جميع الأشياء دون أدنى سعي منك،أنت من تريد أن تكون محل شفقة للآخرين لا غير.

هل جلد الذات فعل خطأ ؟

من وجهة نظري لم أرىٰ أن جلد الذات خطأ إلا في حالة واحدة وهي عندما يتحول جلد الذات لنفسك إلى حالة اكتئاب وعدم تعديل الأشياء المُراد تعديلها، بمعنى يتحول جلد الذات إلى اللوم الدائم لنفسك دون تغير من الواقع شيء وتضع نفسك في خانة “يعني المفروض أعمل إيه” في هذه الحالة أن لم تستطع الإجابة على نفسك بأنك تستطيع عمل الكثير أعلم بأن جلد الذات لك هو بداية اللعنة وليست بداية الإصلاح.

جلد الذات؟

ينقسم جلد الذات إلى جلد إيجابي وجلد سلبي.
ففي حين أن تجد نفسك في حالة من التغير إلى الأفضل أعلم بأن جلد ذاتك هو بداية لخطوة إيجابية ولكن عندما تجد بأنك غير قادرًا على مواجهة ما تمر به سوى باللوم الدائم أعلم بأن ذلك هو الطريق الخطأ الذي سيؤدي بحياتك يومًا ما.

عواقب جلد الذات؟

إذا كان جلد الذات سلبيًا فستكون عواقبه كالتالي:

١)الإكتئاب

ستجد نفسك في حالة من الإكتئاب لأنك دومًا محلك سر لا تقدم لنفسك سوى أنك تجد نفسك دون فائدة، وهذا هو مدخل الشيطان يحاول التقليل من كل فعل تفعله في سبيل النجاة من تلك الدوامة وتجد نفسك كل يوم وراء الآخر بجلد ذات إلي أن تجد نفسك سجين الإكتئاب.

٢)كره الذات

من الطبيعي عندما نجد أحد يقدم لنا النصيحة بطريقة مهذبة علينا أن نتقبلها ونجد فيه الراحة والسكينة فربما نرجع إليه في أمورًا أخرى من أجل حلها، و في حالة تقديم النصيحة بطريقة غير آدمية سوف تشعر بأنك محل سخرية واستهزاء الآخرين وكذلك جلد الذات و توجيه اللوم الدائم لنفسك بطريقة سلبية سيجعلك تكره نفسك وغير قادر على أيـة مواجهة معها في أي موقف.

٣)الإرهاب الكامل للعقل والجسد

من الطبيعي بأن التفكير في أي شيء من الأمور يجعل العقل بحاجة إلى الراحة بعد ذلك وكذلك الجسد ولكن في حالة جلد الذات المستمر يجعلك لم تُعطي لنفسك أي فرصة للاستشفاء ستجد نفسك في دوامة الأرق وعدم الراحة النفسية والجسدية.

ففي كل الأحوال سيؤدي بك جلد الذات إلى إنتهاء حياتك ربما ستعيش جسدًا بلا روح لأن روحك استنزفتها في أشياء لا فائدة لها دون تعديل.

فحاول أن تشغل نفسك بأشياء تفيدك، وتجعلك تخرج من قوقعة التفكير وجلد الذات، عليك أن تشغل نفسك بالقراءة والبحث في كل الأشياء لتضيف لنفسك شيئًا جيدًا ومنها ستعيد لنفسك ذاتها وتقديرها، وعليك بالبعد عن الأشخاص الذين يمثلون لك عنصرًا سلبيًا في حياتك لأنهم لا إضافة لهم في حياتك سوى التأثير السلبي لك أيضًا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا