مقالات

السيسي و الجدة دورثي رسالة و صورة لكل قادة العالم

 

كتب: أمير أبورفاعي 

 

أربعة أشهر أو ما يزيد قليلاً كانت هي مدة الرحلة التي إستغرقتها دوروثي هيلدبراندت قطعت خلالها قرابة الـ 8228 كيلومترا قررت أن تقطعها و هي تقود دراجتها الهوائية من كاترينهولم موطنها الأصلي في دولة السويد و تحديداً من كاترينهولم وصولا إلى مصر و تحديداً مدينة شرم الشيخ، لحضور قمة المناخ COP27 .

 

عبرت دوروثي هيلدبراندت السيدة السبعينة حدود 17 دولة حول العالم كي تصل رسالتها خوفاً منها على مستقبل أجيال قادمة قد لا تجد ما إستأمنوها عليه من موارد طبيعية وفرت لها سبل الحياة – الموارد الطبيعية هي أمانة أعارها إلينا أجيال قادمة لا كما يعتقد البعض أنها إرث منا لمن بعدنا – حتى تغرد في هذا الكوكب .

 

 

«أنقذوا كوكبنا، علينا جميعا أن نتحد من أجل مواجهة التغير المناخي، فهو الخطر الأكبر على حياتنا وحياة أحفادنا من بعدنا».

تلك هي رسالة دوروثي هيلدبراندت بعد وصولها لمصر أو إن شئت قل الجدة دورثي ، رسالة وجدت أن من أجلها لا يعني ذاك المجهود و تلك الحدود أن يكونا عائقاً أو مبرراً في التقاعس عن وصولها إلى العالم و قادته .

و بإنصات و إهتمام كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي – الذي تحتضن بلاده أعمال قمة المناخ في دورتها 27 – و بأدب جم واضعاً في الإعتبار كل حرف في رسالة الجدة دورثي و هي تحدثه بعدما جمعهما وقتاً معاً كل منهما يقود دراجته الهوائية في شرم الشيخ ، كلاهما يقود دراجته و يتطلع حوله في هذه الطبيعة و يحدث نفسه عن مصيرها مالم يدرك قادة العالم أن ثمة خطر وشيك يتخطى الحدود بفعل التغييرات المناخية و إرتفاع درجة حرارة كوكب الأرض عن سابق معدلاتها .

 

كلاهما يرسم في ذهنه أن الخطر المناخي لن تقف أمامه حواجز أو حدود بعدما إجتاحت دول أوروبية عدة موجات حارة و جفاف أنهار و أعاصير و أمواج لطمت مدن في قارة أمريكا الشمالية و حرائق في غابات أوروبية كانت نسخة من تلك التي شهدتها الجزائر في القارة الأفريقية .

 

درجة و نصف الدرجة باتت هي المطلب المنشود و المبتغى ألا تتخطاه درجات الحرارة إرتفاعاً و من أجل ذلك كانت قمة COP27 ، و هو ما يحتاج تحقيقه أن تلتزم دولاً صناعية كبرى بما قطعته على نفسها بنفسها من إلتزامات بيئية و مادية تجاه دول أخرى لم تكن سوى متأثراً بشدة من جراء إفراط غيرها في إستنزاف الموارد و تحقيق المكاسب بفعل أدخنة مصانع أنهكت شعوباً بما تخلفه من إنبعاثات كربونية و غيرها .

 

الجدة دورثي وجدت في إنصات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، لحديثها بارقة أمل علها لم تجدها من دول 17 عبرتها لتحمل الرجل مسئولية أن ينقل عنها رسالتها إلى ما يزيد عن 100 رئيس دولة شاركوا في أعمال قمة المناخ COP27 ، متوسمة في الرجل الجرأة في طرح الأمر بشجاعة في أن يضع كافة الدول أمام مسئوليتها الحقيقة بلا تردد أو تجميل خاصةً بعد خطابه الإفتتاحي لأعمال القمة و الذي جاء واضحاً بلا مواربة .

 

كانت صور الرئيس عبدالفتاح السيسي ، و الجدة دورثي حقاً ملفتة للأنظار و مصدر للأخبار التي تناقلتها منصات الإعلام على مختلف لغاتها ، لكن الأمر ليس مجرد خبر عابر أو لقطة كاميرا حقاً مميزة بقدر ما هو حوار يستدعي أن يتحمل قادة الدول المسببة للتغييرات المناخية مسئوليتهم الحقيقية بذات قدر إنصات الرئيس المصري و إهتمامه لرسالة الجدة دورثي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا