مقالات

زينة الإيمان

 

دعاء الزغبي

 

الحياء هو خلق من الأخلاق الإسلامية الجليلة وشعبة من شعب الإيمان فقد قال النبي صل الله عليه وسلم “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان”.

والحياء هو الوقار والاحتشام وعكسه الوقاحة والتبجح وهو زينة الإيمان ومن مكارم الأخلاق لأنه يبعث على كل فعل حسن وترك كل ماهو قبيح ذميم.

ولذلك أمرنا الشرع بالتخلق به نظرًا لأهميته الكبرى فهو يدعو للخير ويؤدي إليه مثل الإيمان تمامًا.

أنواع الحياء:

-الحياء من الله ويتمثل في عدم ارتكاب الإنسان للمعاصي وتقصيره في أداء الفرائض.
-الحياء من الملائكة وذلك لعلمنا أنهم معنا ولا يفارقونه ولأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان.
-الحياء من الناس فلا يجاهر الإنسان بمعصيته أمام الناس .
-الحياء من النفس وذلك يحدث عندما يصون الإنسان نفسه بالعفة والبعد عن ارتكاب المعاصي ومن يستحي من الناس ولم يستحِ من نفسه فإن نفسه تصبح رخيصة جدًا عنده.

الفرق بين الحياء والخجل:

يخلط الكثير بين الحياء والخجل ظنًا منهم أنهما يحملان نفس المعنى لكن هناك فرقًا بينهما فالخجل قد يكون خلقًا ذميمًا عندما يصيب الإنسان بشعور النقص أمام الآخرين فلا يستطيع أن يطالب بحقه أو يدافع عن نفسه لشعوره الدائم أنه أقل من الآخرين لكن الحياء عكس ذلك فهو خلق حميد لأنه يساعد الإنسان على أن ينأى بنفسه عن فعل أي أمر قبيح أو معصية .

الحياء في الإسلام :

دعا الإسلام إلى التحلي بخلق الحياء وشدد على أن أهم الفضائل خلق الحياء حيث أنه يمنع المسلم من فعل كل قبيح ومن الوقوع في الرذائل والفواحش والمنكرات .

وللحياء فضل كبير في الإسلام فهو شعبة من شعب الإيمان من تمسك به حسن إسلامه وترك المعاصي والتزم بطاعة الله فالحياء يلبس صاحبه تاج الوقار وهو من صفات الأنبياء وصفة جميلة عند الرجال والنساء فالحياء قمة الأخلاق.

وكان النبي صل الله عليه وسلم شديد الحياء فقد قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :”كان النبي صل الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها”.

وكان سيدنا عثمان بن عفان أكثر الناس حياء فقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم:”ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة”.
والحياء من صفات الرسل والأنبياء فورد في وصف سيدنا موسى عليه السلام أنه كان حييًا ستيرًا.

الحياء المذموم والممدوح :

أشار الرسول صل الله عليه وسلم بقوله :”الحياء حياءان:حياء عقل وحياء حمق فحياء العقل العلم وحياء الحمق الجهل”.

والحياء المذموم هو المنبثق من عدم الثقة بالنفس والخوف من مواجهة الناس مما يسبب الانطواء والعزلة وضعف الشخصية فهو بذلك حياء سلبي نهى عنه الإسلام لأنه يعوق التعلم والرزق ويضعف الشخصية ويحد من قدراتها وهو حرمان لأنه يحرم الإنسان من أن يمارس إنسانيته ويحرمه من كثير من حقوقه.

أما الحياء الممدوح فهو حياء إيجابي يجعل الإنسان يستحي من مخالفة أوامر الله وارتكاب نواهيه لأنه يخاف الله وهذا من الفضائل لأنه يدفع الإنسان إلى التفقه في الدين وكسب العيش وإظهار الحق .

ومن هنا يتضح أن الحياء السلبي لا يمثل قوة للإنسان لأنه معرض للزوال لكن الحياء الإيجابي حياء ثابت عميق لأن أساسه الخوف من الله وعصيانه .

فضائل الحياء :

-من استحى يبعد الله عنه أي أذى أو ضرر ويستره في الدنيا والآخرة.
-يكتسب صاحبه الوقار والحكمة فلا يفعل الفواحش ويبتعد عن المنكرات.
-ينال من عنده حياء محبة الله والعباد.
-يساعد الحياء صاحبه على هجر المعاصي والتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات.
-يتحلى صاحبه بمكارم الأخلاق والتسامح بين الناس والصفح عنهم.
-يكتسب صاحبه حصنًا منيعًا من الوقوع في المعاصي والمنكرات وكل مايغضب الله ويصبح همه الوحيد إرضاء الله عز وجل.

أهمية الحياء وأثره في حياة الفرد والمجتمع :

يعتبر الحياء من أساس الدين لأنه من الفضائل والصفات الحميدة والنبيلة والتي تقوي علاقة الإنسان بربه و تبتعد بالإنسان عن كل ما يفسد الأخلاق والعقائد فلو لم يكن هناك حياء لانعدمت السعادة في حياة الفرد ونفس الشيء للمجتمع فلولا الحياء لانتشرت الرذائل والمعاصي مما يؤثر بالسلب على المجتمع.
ويمر الحياء بمرحلتين الأولى هي حياء المسلم من ربه والثانية حياؤه من الخلق.

آثار البعد عن الحياء على الأفراد:

انتشار كثير من الرذائل والجرائم كالسرقة والقتل والاغتصاب وكثرة المشاكل والخوض في أعراض الناس وشدة التبجح .

أقوال السلف والعلماء عن الحياء:

قال عمر رضي الله عنه”من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه”.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه”أحيوا الطاعات بمجالسة من يستحيا منه”.
قال ابن عباس رضي الله عنهما”أربع من كن فيه فقد ربح:الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر”.
قال الإمام النووي:حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق”.

الحياء والمرأة:

الحياء بمثابة حصن منيع للمرأة يصون كرامتها ويحميها من الوقوع في الفواحش والرذائل وهو خلق فطري في المرأة ويكون في أسلوبها وطريقة تعاملها مع الآخرين وفي مشيتها ولباسها .فأروع زينة للمرأة هي الحياء فهو يصون كرامتها ويحفظها من أي منكر أو فحش وعندما ينتهي الحياء يحدث الخلل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا