أخبار مصرالتاريخ والآثار

وكالة الجداوي الاثرية بإسنا

بقلم / أسماء أحمد

الجدير بالذكر أن وكالة الجداوى تشكل بانوراما أثرية مع معبد إسنا الرومانى ومأذنة الجامع العتيق وأيضا النموذج الفريد لبقية آثار إسنا .

وكانت وكالة الجداوى التاريخية بمدينة إسنا، تعانى من سوء حالة الواجهة الرئيسية الخاصة بها، ومبانيها، وظهور التشققات فى بعض جدرانها، إضافة لحدوث هبوط أرضى بأماكن متفرقة بها، حيث إن الوكالة أنشأها حسن بك الجداوى عام 1712م،

 

وقد كانت مملوكة لعلى بك، أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الدهب، ومات بغزة مصابا بالطاعون عام 1215هـ/1800م، وكانت الوكالة مركزا تجارىا لتبادل المنتجات فى ذلك الوقت.

 

وفي هذا الصدد ، تشهد مدينة اسنا جنوب محافظة الأقصر، زيارة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، والمستشار مصطفي ألهم محافظ الأقصر، برفقة مسئولي وممثلي الحكومة الأمريكية، وذلك لافتتاح ترميم وكالة الجداوي في مدينة إسنا .

 

 

الموقع : وتقع هذه الوكالة وسط مدينة إسنا بالناحية الشمالية بالقرب من معبد الإله خنوم بإسنا وعلى مقربه من نهر النيل وتبلغ مساحة وكالة الجداوى حوالى 2321 متر

 

إن الوكالة الإسلامية كانت محطة للقوافل التجارية السودانية، والتبادل التجاري بإسنا بين مصر والسودان، وذلك لاتصالها بدرب الأربعين الذي يصل من دارفور وأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان أعشاب طبية، وجمال وخيول وحمير، وسن الفيل.

 

وأضاف أن السودان كانت تستورد من مصر، “الفركة” والسكر والشاي، وكانوا يفضلوا السكر الجماع، حيث كانوا يقومون بتكسيره إلى قطع صغيرة، بالإضافة إلى الزيوت، والدور العلوي للوكالة كان فندقا للتجار، والدور الأرضي وضعت به الدواب .

تاريخ الانشاء :

أنشأت هذه الوكالة في عام 1207 هجرية و1712 ميلادية والوكالة كانت تستخدم كمقر ومنزل للتجار والبيع والشراء للسلع والحاصلات في الطابق الأول حيث كانت إسنا تشتهر في ذلك الوقت بكونها مركزا للتبادل التجاري في صعيد،

 

ومن أشهر البضائع التي كانت تباع بالوكالة السلال والمصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة الأقمشة القطنية الخام الناعمة والشيلان المعروفة باسم الحلاية الذي كان يعد أكثر الملابس ضرورة عند سكان مصر في ذلك الوقت خاصة لمن يقومون بالسفر,

 

فكان بالنسبة لهم الفراش والجبة والخيمة, وكانوا يطوقون به رقابهم وهو أعظم مكافأة يمكن أن يقدمها السيد لخادمه تعبيرا عن رضائه عنه وعرف عن إسنا قديما وجود العديد من مصانع الأواني الفخارية والمعاصر التي كان أشهر إنتاجها زيت الخس .

 

وتحدث علماء الحملة الفرنسية في موسوعة وصف مصر, عن جودة بناء الوكالة التي تتكون من فناء كبير يحيط به رواق يوصل إلي جميع المحال التجارية, اعلاه رواق آخر مشابهة يؤدي إلي مساكن التجار والمسافرين ..

 

المنشئ :

أنشأها حسن بك الجداوي الذي كان مملوكا لعلي بك وهو احد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب ، وتولى إمارة إسنا بالاشتراك مع مراد بك، في عهد الحملة الفرنسية واطلق عليه لقب جداوي لانه كان يتولي إدارة جدة وتوفي عام1215 هجرية 1800م .

 

قرار التسجيل :

تعد وكالة الجداوي من أهم الوكالات التجارية في صعيد مصر وهي مسجلة في عداد الاثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم10357 لسنة 1951 م .

الوصف المعماري للوكالة :

تطل واجهة الوكالة على معبد إسنا بارتفاع 8 أمتار، تعلو واجهة باب الوكالة عتبة من الخشب منقوش عليها النص التأسيسي لها بالحفر الغائر، كتب على جانبها الأيمن “ وبشر نصر من الله وفتح قريب, وبشر المؤمنين يامحمد قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد, هو الأول والآخر سبحانه وتعالي احد صمد ياسيد سعد السعود يلوح في اركانها دار مبارك .

 

أما الجانب الأيسر ” دار السعود بدار الخير والنعم العظم السعد ربها والبشر لازمها طوبي لساكنها ناجي من الغم الله يحرسها من كيد حاسدها بجاه طه التهامي معدن الكرم عليه أذكي صلاة خالقنا مع السلامة من جاء بالحكم ربي يسر ولا تعسر ربي تمم بالخير تحريرا في 12 شهر ربيع ثاني 1207 ه ”

 

 

ويوجد بداخلها طابقان يحتوي كل طابق على مخازن وغرف للعمال والمغتربين ومحلات تجارية، يفتح كل منها على ممر عبارة عن رواق مسقوف بـ “البراطيم” وجذوع النخيل، كما يوجد بها بهو مسقوف على شكل “صحن” مغطى بـ “خشخيشة” على شكل مخروطي،

وتتكون الوكالة من فناء كبير تحيط به المحلات التجارية، يعلو مدخلها “مكسلتان” من الأجر والطوب اللبن ترتفع حوالي 80سم , وتحتوي الوكالة علي أربعين حجرة وملحقات أخري تلتف في طابقين .

 

لقد قاربت وكالة الجداوي علي الانهيار حيث وجود شروخ طولية وعرضية فى الواجهة تزداد بصفة يومية و إنعواج فى الواجهة تمتد خطورته الى الدرجة الاولى مما يهدد حياة المارة وبجانب انفصال العتب والعقد عن الواجهة

 

ووجود شروخ فى الفتانات التى وضعها المهندس المكلف من قبل قطاع المشروعات وتلف احد الأعمدة فى الدور الأول فضلا عن انهيار السلم الصاعد الذى يقع فى الركن الشمال الشرقى ووجود شروخ طولية وعرضية باتساع كبير فى الدور الثانى وسقوط سقف احدى الحجرات بالدور الثانى .

إقرأ أيضا:

شدة بني أيوب

((الأدوات الجراحية في مصر القديمة))

في ذكري انتصارات حرب اكتوبر أول مؤسسة عسكرية في تاريخ العالم”

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا