أخبار مصرالتاريخ والآثار

“تمثال الكتلة”

بقلم الأثرية/ فاطمة نصار

أبدع الفنان المصرى القديم فى كل الفنون ، من الروائع التى تميز الحضارة المصرية القديمة سواء فن الرسم أو النحت أو العمارة، وبالأخص فن النحت الممثل فى المنحوتات سواء على الجدران أو التماثيل.


تمثال الكتلة:
هى عبارة عن كتلة واحدة بمعنى أن كان يتم نحت التمثال فى (وضع القرفصاء) أى ضم الساقين إلى الجسد ويحيط بها رداء حول الجسد، ظهرت هذه التماثيل فى الدولة القديمة على هيئة نقوش مصورة على الجدران ولكن نحت التماثيل بشكل فعلى فى الدولة الوسطى واستمرت فى الدولة الحديثة.

 

هذه التماثيل لها أهمية كبيرة عند المصرى القديم، حيث أنها تخص الأفراد، بالتالى يوجد مساحة كبيرة من كتلة التمثال كان يستغلها الفنان فى كتابة الأدعية والنصوص التى تحميه فى العالم الآخر وأسمه وألقابه وسيرته الذاتية، وكانت الرأس هى البارزة فى التمثال حيث ترمز إلى الميلاد من جديد فى العالم الآخر، توجد أغلب هذه التماثيل فى المعابد والمتاحف.

ونجد منها فى المتحف المصرى:
(1) تمثال حتب: مصنوع من الجرانيت الأسود (يرمز إلى عالم الأموات).

عثر عليه فى ستارة، ارتفاعه 72سم، فى قاعة الدولة الوسطى بالمتحف الدور الأرضى، يظهر الموظف حتب فى وضع القرفصاء ويرتدى باروكة شعر طويلة، ويظهر منه الرأس والذراعين المتقاطعين والساقين واستغل المحفة التى هو بداخلها فى كتابة أسمه وألقابه وسيرته الذاتية.

(2) تمثال سنموت ونفرو: مصنوع من الجرانيت الوردى، عثر عليه فى فناء الخبيئة بالكرنك، أرتفاعه 10 سم، يظهر سنموت وهو شاب ذو وجه ناعم مستدير، ممتلئ الوجنتين، ويرتدى باروكة شعر وفم معتدل صغير، أما الطفلة فظهرت رأسها وهى ترتدى خصلة الشعر (الذى يتميز بها الأطفال) أمام رأس سنموت وكتب أسمها بجانب رأسها بلقب (أمرأة الرب)، واستغل الفنان باقى كتلة التمثال فى كتابة القاب واسماء سنموت وسيرته الذاتية.


متى ظهرت تماثيل الكتلة:
ظهرت لأول مرة فى مصر القديمة فى عصر الدولة الوسط، ثم أنتشرت فى الدولة الحديثة، ثم العصر الانتقالى الثالث، والعصر المتأخر، وهى تماثيل تصور الإنان فى وضع “قرفصاء” وكأنه محبوس داخل مكعب، ولا يظهر منه سوى الرأس، وفى الدولة الحديثة أقترحت النصوص أن يكون الغرض من هذا الشكل من التماثيل هو حراسة المعابد، ولذلك وضعه معظمها عند بوابات المعابد.

ومن أشهر خصائص تماثيل الكتلة فى العصور المتأخرة: هو توفيرها لسطح واسع، يسمح ينقش كتابات عديدة، خاصة الديانة والطقوس الجنائزية، وكذلك أسماء الأفراد الذين صنع لهم التمثال، وألقابهم.

ومن أشهر الشخصيات التى نحت لها تماثيل كتلة شخصية:
“سنن سحوت” المهندس بنى معبد الدير البحرى، وكان وكيل أعمال الملكة حتشبسوت، والوصى على أبنتها الأميرة “نفرو رع” حيث ظهر “سنموت” فى عدة تماثيل كتلة وهو يحتضن الأميرة “نفرو – رع” وأيضاً تمثال “با إن خنسو” وهو موجود حالياً فى متحف “يمونخ” بألمانيا، ويعود إلى مصر الرعامسة فى عصر رمسيس الثانى.

وتماثيل الكتلة فهى من الإبتكارات الفنية لفترة عصر الدولة الوسطى هى تماثيل تجريدية نقدية وليست جنائزية.

ويفسر الأثريون المغزى من الشكل المكعب لتماثيل الكتلة أن أسطح المكعب لتماثيل الكتلة تتيح للنحات كتابة النصوص التى تحوى ألقاب صاحب التمثال أو قائمة القرابين، والطقوس الجنائزية، وأسماء الأفراد التى صنعت لهم هذه التماثيل وألقابهم.

ومن أهم الأسماء الشائع: (تمثال القرفصاء – تمثال ذات مئزر – التمثال المكعب – التمثال المحتبى – تمثال الكتلة).

ففى بداية الدولة الوسطى كانت تظهر بعض أجزاء الجسد مثل:
الأقدام والسيقان، وهذه التماثيل تعبر عن التل الأزلى (الكتلة) أما رأس المتوفى، فتبدو كأنها تخرج من التل الأزلى وهو ما يعبر عن العودة للحياة من جديد (البعث)، ومن سمات هذه التماثيل: (ظهور أخاديد الوجه وتجاعيده، انتفاخ الجفون، صرامة نحت الفم والأنف، والأذنان كبيرتان) وقد صنعت هذه التماثيل من (حجر الشيست الصلب والكوارتز والحجر الجيرى).

المراجع:
(1) سليم حسن، موسوعة مصر القديمة، الجزء الثالث، القاهرة، 1948.
(2) كمال محرم، الفن المصرى القديم، دار الهلال، القاهرة، 1937.

 

إقرأ أيضا:-

الملكة (مريت

نشأة الدولة العباسية الجزء الثاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا