مقالات

صدمات الحياة تهزمنا أم تجعلنا أقوى

 

بقلم/ رحمة الألفي

 

يمر الإنسان بعدة صدمات في الحياة ، إما تجعله يفقد الأمل ويتملكه اليأس ويصبح جزءًا منه، أو يتحول لشخص لا يعرف معنى المستحيل، لكن كيف لصدمات أن تحول الإنسان لمجرد جسد بلا روح؟ أو تتركه في المنتصف لا يعرف طريقة الوصول، وعاجز عن العودة.

صدمات الحياة تهزمنا أم تجعلنا أقوى
صدمات الحياة تهزمنا أم تجعلنا أقوى

الصدمة الأولى

يظل الإنسان عالقا في حياة الطفولة والعقل البريء حتى يصطدم بأول ضربة، هنا يقف حائرًا لا يعلم أين السبيل للنجاة، يبكي مرارًا لعل أحدهم يسمعه، و يعلو صوته طالبًا العون، لكن بلا فائدة، هنا لا يعلم إن وجب عليه أن يحكم على برائته بالإعدام، أم أن المعضلة تكمن في شخصيته ذاتها وليس براءته، و يظل مذبذبا بين برائته و جرحه الذي مازال ينزف، حتى تأتي صدمة أخرى.

 

صدمة أخرى

كل ما ظن أنه الأكثر قسوة في العالم اتضح أنه كان مجرد بداية، تلك القسوة وذلك الجرح كان مجرد بداية ليصبح أكثر نضجا، ليتعلم أن البراءة وحدها لا تكفي، وأن الحب لا يمكن أن يشفي الكثير من الآلام كما كان يعتقد، فقط بصدمة جديدة يبكي بلا صوت، دموع تملأ العيون دون أن يفصح عن الأسباب، يبكي دون طلب العون، و هنا يخرج من ذبذبته بين البراءة والجرح إلى جرح ينسيه براءته.

صدمات الحياة تهزمنا أم تجعلنا أقوى
صدمات الحياة تهزمنا أم تجعلنا أقوى

توالي الصدمات

كلما توالت الصدمات إزداد قوة، وكذلك إزداد ضعف، كأن تبني بيتًا من الزجاج وتقنع الجميع في الخارج أنه بلاتين، يصبح شخصًا هاشًا لكنه يأبى أن يعترف بذلك، يخشى أن يحطمه أحدهم فيصبح بلا حياة، هنا يستقبل الصدمات بصدر رحب، يتوقع الغدر من الجميع، ويظل عالقًا في تلك الحالة المذرية منتظرًا من الله أن يرسل له العوض في شخص واحد يكن له كل جميل في الحياة، شخص كأنه جزء منه في جسد آخر.

صدمات الحياة مؤلمة، قد تهزمنا وقد تجعلنا أقوي، لكن حتى القوة التي نمتلكها تستنزف من روحنا أجزاء مختلفة، تجعلنا لا نثق بالآخرين، وربما لا نثق بأنفسنا أيضًا، لا نشعر بحلو الحياة، ننتظر كل جديد وكأنه ألم يعقبه درس نتعلمه في الحياة، إن الآلام تجعلنا لا نستطيع أن ندرك قيمة الحياة، لكن حين يعوضنا الله عن كل ما حدث ندرك أن ما حدث وجب أن يحدث لندرك قيمة عوض الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا