مقالات

هل وجودنا حقيقي ٠٠٠٠ سؤال يطرق عقولنا فهل من جواب؟!

 

كتبت: نوران تامر 

 

عندما اجتاح حياتنا وباء كورونا، ثار العالم وتسابق ليتقي خطر الإصابة به، و أتاحت تلك الفترة الفرصة لاكتشاف المزيد والمزيد عن أنفسنا، فكانت الثمرة؟!

 

فكانت ثمرة تلك الفترة ما هي إلا وباء جديد  يجتاح حياتنا في صمت، لا نشعر بأنه كاد أن يكون بمثابة الاحتلال، لكنها حرب إكلينيكية، حرب من صنع أيدينا ، نريدها ونعلم مخاطرها لكن حبنا لها هو الذي يغلبنا ،

 

ألا وهو احتلال ” الرقمنة” وهو الأحتلال الذي حولنا مع مرور الوقت لمجرد متلقي و مستهلك للتكنولوجيا، تتوقف حياتنا بتوقف الإنترنت.

 

أليس هذا احتلالًا للعقول؟!،

و وباء يجتاح في المسافات البينية، يسيطر على أوقات فراغنا، يوفر علينا الكثير من العناء الذي يولد الحياة،  فأين المتعة التي كنا نكتسبها من الكتب الورقية، والبحث عن ما يحلو لنا بين الأسطر، والبحث عن المعنى وراء الأسطر، و أين الدفء الذي كنا ننتظره عند زيارة أقاربنا، فلن تكون التقنية بديلًا، اعتدنا على قلة العناء، مما يقلل من روح المثابرة، مما  يحول الإجتماعية إلى الانطوائية، والوجود ما هو إلا وجود اكلينيكيًا.

 

و هذا الوجود الاكلينيكي أو الوجود مع وقف التنفيذ، وبالطبع علينا أن نتصور هذا النوع من الوجود الزائف داخل الأسرة، ومع الآباء والأمهات، وتحويل الأولاد إلى المستهلكين للإنترنت والتكنولوجيا، اعتادوا على عصر السرعة، فالمثابرة والإصرار كلمتان لا ملامح لهما في القاموس الذي فُتر عليه.

 

فالتكنولوجيا تجعلنا نعيش في عالم ضيق من مصطنع، فيه المشاعر والأفكار من رمزية فهناك من يرسل رسائل تبدو أنها تمتلىء بالسعادة، على الرغم إنها رسالة تخرج من إنسان تكاد أن تصل كآبته إلى حد عدم قدرته على حياة، فهل ذلك من حياة أم من سجن ليس من معدن، لكن من صنع الافتراضيات، أشتاق إلى تلك الأيام البسيطة التي كان لها الخيال يتصدر، والفكر يزدهر، حب السعي يتولد باستمرار 

 

فأين تلك الأيام ونحن نجلس بالساعات نلهو معًا وتحكي ونسمع القصص والمواقف، أين اللحظات التي كنا تستغرقها في التأمل، فهل من شاشة زجاجية أن تغنينا عن العالم الطبيعي، هل لها من الحق والقدرة أن تسحبنا إلى مصير التلقي والاستهلاك، هل الأجيال الجديدة نستمر في ظلمها وحرمانها من اللحظات التي تأتي بتشكيل المشاعر والحنين، ونحرمهم من خيالهم ومن دفئنا، فعلينا بسؤال أنفسنا سؤالًا يؤلمها لأنه بمثابة صفعة يأتي معناها والعاصفة ينقلنا من حلم جميل باطنه كابوس، لواقع صريح و واقع طبيعي، الدفء سمته والمعاناة معناه والتكيف تاجه وفترته، وفي النهاية   هل لنا وجود أو وجودنا وجود إكلينيكيًا ؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا