مقالات

الحور العين والوِلدان المخلدون

كتبت: هاجر جاويش

وَعَدَ الله عباده المؤمنين أن يُدخلهم الجنة إن هم آمنوا به، وصدقوا رسله، وانتهوا عن الذي نهاهم عنه، فهم يلقون عندئذ نعيم الجنة ومن هذا النعيم الحور العين والوِلدان المخلدون.

وكلمة الحور هي كلمة مشتقة من ححور يحور حورا فهو أحور وحورت العين أي اشتدّ بياضُ بياضها وسوادُ سوادها واستدارت حدقتُها وَرَقَتْ جفونُها.

حور العين والولدان المخلدون
حور العين والولدان المخلدون

والحُور:

هى جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد وسواده شديد السواد والعين جمع عيناي، والعيناء هي واسعة العينان .

والحور العين والوِلدان المخلدون هما حصر لهؤلاء “المتقين” وليس لكل المؤمنين الذين سيدخلون الجنة فيقول الله تعالى في حق هؤلاء المتقين:

١/ في سورة [النبأ] {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا وَكَأْسًا دِهَاقًا لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كَذَّابًا جَزَاءً مِنْ رَبّك عَطَاءً حِسَابًا}

٢/ وفي سورة [الدخان] قال الله تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ في مَقَامٍ أَمِينٍ في جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِين ٍ }.

حور العين والولدان المخلدون
حور العين والولدان المخلدون

وغير ذلك في مواضع كثيرة في القرآن الكريم والحور العين هم فتيات صغيرات لخدمة المتقين ووصفهم الله تعالى في القرآن الكريم :

١/ في سورة الواقعة يقول الله تعالى {عُربا أترابا}

٢/ في سورة النبأ {كواعب أترابا}

٣/ ثم في صورة ص {وعندهم قاصرات الطرف أتراب}

٤/ وفي سورة الواقعة مرة أخرى قال تعالى {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا}.

أي أن الحور العين كما ووصفهم الله لنا (عربًا/ وكواعب/ وأترابا/ وقاصرات/ وأبكارًا) فى ذلك تأكيد على أنهن بنات صغيرات السن ، ويكونون في سنٍّ واحدة وهم أزواج المتقين ومن صفاتهم أنهم ولدان مخلدون أي لا يكبرون في السن أبدا.

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري (2643).

أي أنها لو أطلت بوجهها لأضاءت ما بين السماء والأرض وطيب رائحتها يملأ ما بين السماء والأرض وهم كاللؤلؤ المكنون الأبيض الرطب الصافي والمستور عن الأعين ولونه أحسن الألوان فهن كاملات الأوصاف .

وأما عن الولدان المخلدون فقد قال الله تعالى في شأن أهل الجنة:

١/ في سورة الإنسان: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً

٢/ وفي سورة الواقعة: ويَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِين.

ويفسر ذلك ابن كثير أنه يطوف لخدمة أهل الجنة وِلدان من الجنة وهم مخلدون على حالة واحدة لا يتغيرون عنها ويقول ابن عباس إنهم لا يموتون، وفي العرب قالوا عن الذي يكبر ولا يشمط ولم تذهب أسنانه من الكِبَر إنه لمخلد.

واختلف العلماء فيمن يكون هؤلاء الولدان المخلدون:

١/ فروى عن علي ابن أبي طالب والحسن البصري أنهم أولاد المسلمين الذين يموتون صغارًا وليس لهم حسنة ولا سيئة

٢/ وعن سلمان رضي الله عنه يقول إنهم أطفال المشركين

٣/ وقال الحسن هم الذين ليس لهم حسنات ولا سيئات

٤/ ابن القيم يقول إن هؤلاء الولدان أنشأهم الله لأهل الجنة من غير ولادة وهذا القول أقر به أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال إنهم ليسوا أبناء أهل الدنيا بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة يكمل خلقهم كأهل الجنة ويكونون على صورة آدم أبناء ثلاث وثلاثين سنة، وطولهم ستين ذراعا وروي أن العرض سبعة أذرع.

وهم ليسوا من الملائكة أيضا حيث لم يُعهد التعبير عن الملائكة بالولدان لأن التعبير عن الملائكة بالولدان إنْ لم يكن فيه توهين لهم فهو منافٍ للتشريف المعهود من الله تعالى لملائكته.

وهناك احتمال يُضاف إلى هذه الروايات من احتمال أن الوِلدان المخلَّدين وإن كان لهم الطبيعة البشرية إلا أن خلقهم يكون في النشأة الأخرى مثل الحور العين، والله تعالى أعلم بحقائق هذه الأمور.

فيجب على كل عباد الله تعالى أن يتعلموا المأمور ويعملوا به ويحبوا ما أمرهم الله به لأنه تعالى لايأمرنا إلا بما فيه الخير والفلاح وأن يقع العمل على الإخلاص والثواب ويجب عليهم أيضا أن يتجنبوا ويحذروا مبطلات الأعمال ومحبطاتها والثبات على ذلك حتى الممات ليحظى كل خلق الله تعالى بذلك النعيم الذي أعده الله تعالى لجميع المتقين.

اقرأ أيضًا:

المرأة والحياة رؤية وطن

المرأة بين الشرق والغرب

حقوق المرأة في الإسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا