مقالات

نَضَجتُ ولكن

 

 

بقلم /نور عبد المنعم الحوفي 

 

كل يوم يمر علينا يأخذ من عمرنا أيام ، كل يوم يؤثر فينا سوا أكان بالسلب أو الإيجاب فعلى كل حال تؤثر فينا الأيام أكثر ما نؤثر فيها نحن ، وكل يوم يمر علينا العمر مر الكرام ففي بعض الأحيان نجد ما نتعلمه والبعض الآخر لا نجد سوى من يعلم فينا ، وبين هذا وذاك ننضج جميعًا وتمر علينا السنين متتالية.

 

 

أشهد بأنني لم أتعدى عامي الثالث والعشرون ، ففي نظر الجميع أمثل لهم في هذه الحالة بأنني أنثى في كامل النضج ولكن لم تكن حتما وجهة نظره صحيحة؛ فهناك من ينضج سنًا ولكن قلبه ما زال متعلقًا ببعض الأشياء التي تمثل لهم أشياء لا تمثل سوى تعبيرًا عن الطفولة المطلقة.

 

لم يكن دومًا من الصحيح أن الأنثى تنضج ثم تتحمل جميع المسئوليات عليها وإنها في هذه الحالة أصبحت تتحمل ما لا يتحمله بشر؛ فلم تكن هذه هى الأفكار التي لا بد أن نتعايش بها طول الوقت ونسلم بها بأنها هى التراث الذي لا بد من أن نسير عليه دومًا.

 

قد أكون نضجتُ ولكن ما زالت أرى بأن فساتين الزفاف تليق بغيري فلم يكن الزفاف مجرد فساتين ترتدي فقط؛ فهناك ما هو أكبر من ذلك ، لا زالت أتعلق بجميع السائلين لي في الطريقة وأردد داخلي بفرحة عارمة آمين ، لا زالت أنظر دومًا إلى الأوراق بسعادة كبيرة وأحتاج بأن أمتلكهم جميعًا ، ما زالت أحب اللعب مع الأطفال وأشعر بأنني أنتمي إليه ربما روحًا ربما طبعًا لا أعلم ، ربما في بكائي على الأشياء التي أفقدها حتى وإن كانت بعضًا من خصلات شعري المتساقطة ، نَضَجتُ وما زالت أفرح بكل الصدف التي تقابلني في يومي وأعتبرها لي اشارة لأنها تطمن قلبي بعض الشيء .

 

كل هذه الأشياء تسبب لي أحيانًا سعادة نظرًا للبساطتها التي لا تتمشي مع عمر هكذا بالنسبة للجميع حوالي، فالجميع يردد لم تكوني صغيرة فقط فات عمرك لكل هذه الأسباب، ولكن لماذا بسبب بعض السنين التي مرت على دون أن تؤثر على روحي ما زال بها شيئًا يجعلني أحب نفسي في وقت أصبح السائد بأن الناضج هو القوي في تعاملاته لاغيًا بعض اللين والود منها فهو أصبح ناضج وعليه استعمال القوة فقد غاب زمن الطفولة واللين وأصبح به المتعامل بعقله وبعض اللين هو ما زال طفلاً لا يستحق العيش وسط هؤلاء الذي يمتلكون قوة ونضجًا أكثر من اللازم.

 

 

نهايةً عزيزي القارئ لم يكن السن مقاسًا لابتعادك عن ما تحبه حتى لا يقال عليك كذا كذا؛ فربما تجد من لا يتعدى العشرة سنوات ولكنه يتملك عقل أكثر من يمتلك الثلاثين عامٌا وفي نفس الوقت يعيش طفولته ولكن بعقلاً .

 

فعِش حياتك ولكن بعقل فليس كالرجل الكبير المدرك لكل شيء لأن حتمًا ستجد هناك من هو أعقل منك ويعلم الكثير عنك ، ولا تعش طوال الوقت كأنك طفلاً لأن هذه المرحلة لم تعد بعد .

 

 

فلا بأس بأن تكون نضجت ولكنك ما زالت متعلق بعادات كثيرة يحبها الأطفال ربما هى من تجعلك محبًا لحياتك، ولكن لا تتعامل كالأطفال ففي بعض الأحيان يكن الأمر ليس محببًا لغيرك فهو يعلم بأنه يعامل شخصًا ناضجًا.

 

اقرأ أيضا

فلسفة احترام الكبير في المجتمع المصري 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا