مقالاتالتاريخ والآثار

بردية إيبرس

بقلم: بسنت محمد بكر

 

مصر جاءت أولاً ثم جاء التاريخ
مصر قديمة دائمًا سابقة في كل المجالات، قدم لنا التاريخ المصري القديم تراث عريق من الفنون بمختلف أنواعها، والعادات، العمارة، والهندسة، والمجالات العلمية،..إلخ ؛ وسبق المصري القديم عهده في التقدم حتي في مجال الطب وقدم لنا”بردية إيبرس” أقدم وثيقة علاجية في التاريخ، وأضخم بردية في العالم تم العثور عليها حتي الآن .

في البداية كلمة بردية تطلق علي المخطوطات والوثائق القديمة؛ لأنها كانت تكتب علي لفائف وأوراق من نبات البردي، يتم تجهيزه للكتابة بعدة مراحل ثم يتم الكتابة عليه .

التاريخ المصري القديم
بردية إيبرس

سبب التسمية

بردية إيبرس تم العثور عليها من قبل فلاح مصري في مدينة الأقصر عام 1862م مدفونة في بعض أكفان المومياوات ثم اشتراها عام 1872م عالم المصريات الألماني الأصل”چورچ إيبرس“؛ لذا أطلق عليها اسم “بردية إيبرس“، وهي الآن محفوظة في متحف “لايبتزغ” في ألمانيا .

 

وصف البردية

كُتبت هذه البردية بالخط الهيراطيقي من اليمين إلي اليسار بمداد أسود، والعناوين الرئيسية والقياسات بالمداد الأحمر، طولها يبلغ حوالي 21 مترًا عبارة عن110 صفحة، تحوي أكثر من 700 وصفة علاجية، وتحوي أكثر من 879 نص فردي يشرح حوالي 80 مرض وأعراضهم وكيفية علاجهم .. وجاء بها أوصاف لإصابات الحروق، وأمراض السكر والربو، والتهاب المفاصل، وطب الأسنان، وتوصيف لأمراض القلب الوعائية وأمراض العيون والجلدية والجزام، بالإضافة إلي الأمراض النفسية والاكتئاب التوتر، ومنذ فجر التاريخ عرفت هذه البردية طرق لتشخيص الحمل وحساب فترته واستخدام وسائل لمنع الحمل، وما إلي ذلك .. أيضًا احتوت هذه البردية علي بعض التعاويذ السحرية الوقائية سواء للأمراض أو من الأعمال الشريرة والسحر .

التاريخ المصري القديم
بردية إيبرس

دراسة البردية

كانت هذه البردية في الأصل مكونة من 48 ورقة بردي ملتصقة مع بعضها البعض، قسمت إلي 29 قطعة بعد ذلك لأسباب تتعلق بحفظها، وأثناء الحرب العالمية الثانية تم فقد أجزاء منها ولكن أعاد صياغتها إيبرس سنة 1875م، وتمت دراستها علي أيدي علماء آخرين غير إيبرس، وفي عام 1913 طبع العالم“فراشنكسكي” ترجمة هيروغليفية، وحاول عالم آخر ترجمتها في كتاب عام 1890م ولكنها محاولة لم توفق .

 

تأريخ البردية
يبلغ عمر هذه البردية حوالي 3500 عام؛ حيث أنها دونت فيما بين 1550:1600ق.م، في الجزء الخلفي منها علي العمود الأول وجد تقويم يؤرخها إلي السنة التاسعة عشر من عهد أمنحتب الأول؛ لذا البعض يرجعها إلي عهد الملك أحمس، والبعض يؤرخها إلي عهد الملك أمنحتب الأول .

 

 

إقرأ أيضًا :-

القصبجي الهارب من الألم للألم

إيلي كوهين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا