في ذكرى ميلاد وردة الـ 83… حكايات من مشوار فني حافل
تقرير: ثريا الصاوي
تحل اليوم ذكرى ميلاد رمز من الغناء العربي، ومشوار فني حافل عاشت قصة حب أشبه بقصص الأفلام الرومانسية مع الملحن “بليغ حمدي” بجانب هذه القصة الرومانسية الرائعة قدما مشوار غنائي ملئ بالنجاح مستمرة حتى وقتنا هذا ومازال الجمهور متعلق بها.
وردة محمد فتوكي وشهرتها الفنية وردة الجزائرية ولدت في مثل اليوم عام 1939، في مدينة النور الفرنسية لأب جزائري وأم لبنانية، عشقت الغناء منذ الصغر كانت وردة تبدع في إلقاء أغاني العندليب عبدالحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم على مسرح الملهى الذي كان يمتلكه والدها.
قدمت أغاني خاصة بها من فرنسا إلى لبنان والذي كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريّا، إلى أن تأتي البداية الحقيقية للفنانة وردة في عام 1960 قدمت أول بطولة سينمائية مطلقة لها في فيلم “ألمظ وعبده الحامولي” وذلك بدعوة من المنتج والمخرج “حلمي رفلة” بعد نجاحها في هذا العمل توالت عليها الأعمال السينمائية وكانت شركات الإنتاج تتصارع للعمل معاها قدمت مجموعة من الأعمال السينمائية منها”اه يا ليل يا زمن، حكايتي مع الزمان، ليه يا دنيا، صوت الحب”
وعن أعمالها الدرامية “أوراق الورد، آن الأوان، الوادي الكبير”، غنت لكبار الملحنين السنباطي وعبدالوهاب والقصبجي وفريد الأطرش الموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل صلاح الشرنوبي وحلمي بكر.
تزوجت من وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري “جمال قصيري”، أثناء فترة زواجها منه اعتزلت الفن واستمرت هذه الزيجة سنوات وفي عام 1972 طلب منها الرئيس الجزائري “هواري بومدين” لتغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها، بعدها عادت للغناء مرة أخرى وانفصلت عن زوجها “القصيري” لتعود إلى مصر مرة أخرى.
عند عودتها إلى مصر التقت مع الملحن “بليغ حمدي” في منزل الموسيقار الراحل محمد فوزي بتلحين أغنية “يا نخلتين في العلالي” ومن هنا تبدأ شرارة الحب بين بليغ حمدي ووردة الجزائرية.
العيون السود
كتب بليغ مطلع الأغنية “وعملت إيه فينا السنين فرقتنا لا.. غربتنا لا.. ولا دوبت فينا الحنين السنين.. وبحبك والله بحبك.. قد العيون السود بحبك وانت عارف قد إيه كتيرة وجميلة العيون السود في بلدنا يا حبيبي ” وغنتها وردة في أول حفل لها في مصر عام 1972، وبعد ذلك قدمت الأغنية في فيلم “صوت الحب” مع الفنان حسن يوسف عام 1973.
علي قد ما يومها
هى في الأصل أغنية “على رمش عيونها” للمطرب اللبناني الكبير وديع الصافي، وغناها عام 1970 في فيلم “نار الشوق” للشحرورة صباح ورشدي أباظة، ومن كلمات حسين السيد وألحان بليغ حمدي.
و يقول الكاتب محمد العسيري في كتابه “عرفتهم.. على سلم المزيكا”: “لم يكن بليغ يستطيع رفض أي طلب لوردة، فحينما أعجبها لحن أغنية على رمش عيونها لوديع الصافي طلبت أن تكون الأغنية لها، ولكن كان الأمر صعباً لأن كلمات الأغنية وسياقها يتطلب أن يغنيها رجل، فقام بليغ بإعادة كتابة كلمات الأغنية لتناسب وردة مع حسين السيد وتم تصويرها تلفزيونياً بمساعدة سمير صبري”.
وغنت وردة أغنية “على قد ما يومها” عام 1981 لأول مرة وتم عرضها في التلفزيون.
وحشتوني
فى عام 1981، قدمت وردة أغنية وحشتوني التي فاجأت بها جمهورها، من كلمات سيد مرسي وألحان بليغ حمدي وحققت الأغنية نجاحا كبيرا لم يتوقعه أحد.
مسا النور والهنا
هي من ضمن أغاني وردة من كلمات الموسيقار محمد عبد الوهاب، وألحان بليغ حمدي.
والله يا مصر زمان
كما لحن “بليغ” واحدة من أشهر أغنيات وطنية لـ وردة الجزائرية، والتي كانت من كلمات الشاعر سيد مرسى، وقامت وردة بغنائها عام 1972.
قصة روتها الفنانة وردة في أحد اللقاءات التليفزيونية قائلة: “رغبتي في أغنية مش عوايدك التي قدّمها بليغ لميادة، وبُعد بليغ عني أثناء فترة مرضي، كانا السبب في طلاقي منه”.
في عام 1984 قدم بليغ حمدي واحدة من أروع ألحانه وهو “مش عوايدك” لكن هذه المرة لم يكن اللحن لزوجته وحبيبته “وردة” التي قدم معها أنجح وأجمل الألحان طوال عدة سنوات، وإنما قدمها للفنانة “ميادة الحناوي”.
بودعك
هي أغنية النهاية التي اختتم بها بليغ حياته كملحن، كتب بدايتها أثناء منفاه الاختياري في باريس بعد اتهامه في قضية انتحار مطربة صاعدة من نافذة شقته، وأكملها الشاعر السعودي منصور الشادي، ولحنها بليغ، كما قام بتسجيلها بصوته، وحينما وصلت لوردة أعادت غناءها وانتاجها محسن جابر.
و في 17 مايو 2012 توفيت الفنانة وردة في منزلها بالقاهرة إثر ازمة قلبية ولكنها دفنت في الجزائر ووصلت في طائرة عسكرية بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية ليتم دفنها في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.
