حوارات

محمد التاجي في حوار لرؤية وطن “تيتمت انسانيًا عند وفاة والدتي وفنيًا عند وفاة نور الشريف”

 

أمنه أحمد إسماعيل

حب عريق للمهنة محفور في وجدان نجم عشق الفن بشكل لا يصدقه العقل، واختار ان يسير في طريق الصعاب التي ظل يتصدى لها بقوة كي يصل للمكانة التي يستحقها بالفعل، ذلك لأنهُ كتب كلمة الصدق عنوانًا على جبينهُ منذ بداية مشواره الفني، ليعلم الجميع مدى ولائه ووفائه الحقيقي في إتقان العمل بجدارة.

وعلى الرغم من أن إمكانيات الإبداع موروثة ومكتسبة من جدهُ الفنان القدير صاحب المقام الكبير في الزمن الجميل ” عبدالوارث عسر” الذي كان هو أول المعترضين على دخوله لمجال الفن، إلا أنه استطاع أن يخلق لنفسه اسم يلمع في سماء الساحة الفنية بكل فخر.

محمد التاجي في حوار لرؤية وطن "تيتمت انسانيًا عند وفاة والدتي وفنيًا عند وفاة نور الشريف"
محمد التاجي

من هنا نبدأ الحوار مع الفنان القدير” محمد التاجي” الذي كان حاضرًا معنا بروحهُ الطيبة وتعاملهُ الأصيل الذي يذكرنا بالزمن الجميل، وبكل شفافية ووضوح تحورنا معهُ و أجاب عن جميع الأسئلة المتعلقة بمشواره الفني.

في البداية.. حدثنا عن دور “سيد حرفوش” الذي اشاد به الجمهور في مسلسل ملوك الجدعنة ؟

“سيد حرفوش” شخصية ولدت على يدي، فقد كنا مسافرين لتصوير كواليس المسلسل وليس لدينا إلا القليل من الورق الخاص بالسيناريو، أو بمعنى أصح لا نملك إلا الخطوط العريضة للعمل فقط، لأن الورق كان على قيد الكتابة، حيث كانت الشخصيات تولد على أيادينا ونحنُ متواجدين مكان العمل.

وفي الحقيقة كنا نعلم بكافة تفاصيل بداية ونهاية العمل المتعلقة بالشخصية التي يقدمها كل أحد منا، بحيث الجميع يعلم ماهي العقد والمشاكل التي سيصل إليها، وعلى هذا الأساس كنا نحضَر للأداء، وقبل البدء في تصوير أي مشهد كان يحدث حوار جانبي لتطوير الدور لشكل الأفضل.

والفضل يعود لله بأن الجمهور اشاد بدوري، ذلك لأن الدور أستنزف مني مجهود كبير جدًا لكي يظهر “سيد حرفوش” بهذا الشكل للجمهور، وكل أحد يأخذ مكافأتهُ على الدور الذي يقوم بأدائه، والله سبحان وتعالى عالم بتعبي في أداء الشخصية وكانت هذه المكافأة الحقيقية التي حصلت عليها هو التفاف الجمهور حول شخصية سيد حرفوش.

تميزت في السباق الرمضاني هذا العام بالمشاركة أيضا في عملين دراميين وهم ” لحم غزال، لعبة نيوتن”، حدثني عن الأدوار التي قدمتها في المسلسلين؟

أولًا مسلسل “لعبة نيوتن” تم تصويرهُ في السابق لكي يتم عرضهُ في رمضان 2020، لكن جائحة فيروس كورونا هي التي كانت السبب في تأخير العرض لرمضان 2021، و الحمدلله كان هناك تكامل مع شخصية المعلم سيد حرفوش، ذلك لأنهم دورين يتم تجسد فيهم دور الأب بشكل طيب، لكن كل شخصية فيهم كانت تاخد منهج في حياتها، فدور أستاذ إبراهيم أبو حازم في مسلسل “لعبة نيوتن” رجل مثقف وجامعي وموظف في القاهرة، وتعليمهُ يجعلهُ يتعامل مع الأبناء بشكل مختلف عن شخصية سيد حرفوش الذي تعليمه على قد حاله، وعندما تحدث مشاكل في كلًا الدورين تجد ان كل شخصية تضع لها قرار يتناسب مع البيئة التي جعلتهُ يوصل إلى هذه الدرجة.

اما دور المعلم نصار في مسلسل ” لحم غزال” كان رجل تاجر لحوم، وكنت بالنسبة للعمل ضيف شرف، بحيث لا يمكن ان يكون هناك تأثير قوي مثل تأثير شخصية سيد حرفوش والأستاذ إبراهيم.

ماهو رأيك بتفاعل الجمهور مع الأدوار 3 المختلفة التي قدمتها في المارثون الرمضاني؟

من فضل الله سبحان الله تعالى أن الجمهور تفاعل مع 3 أدوار لي قمت بتقديمهم، وكل شخصية كان لديها الفيد باك الخاص بها وكان هائل للغاية “والصدق بيبان وبيوصل للناس على طول” .

ماهي الكلمة التي تريد إرسالها لصناع العمل المسؤولين عن الأعمال الدرامية التي كنت تشارك فيها في رمضان، ولجميع الزملاء بدون إستثناء؟

أقول لهم جميعهم أقصر طريق للوصول للمشاهد هو الصدق بدون تزيف وتمثيل، لأن الناس أصبحت تحب ان ترى صدق على الشاشة التلفزيونية، وأتمنى أن يبقى هذا منهجنا دائمًا في الأعمال الفنية الجديدة القادمة.

مسلسل ” أديب” للفنان الكبير الراحل “عمرو الشريف” ماذا يعني لك؟

مسلسل أديب للفنان ” نور الشريف” هو بدايتي، فقد كانت قصة الدكتور والمؤلف طه حسين، وإخراج يحيى العالمي، وسيناريو وحوار محمد جلال عبدالقوي الذي كان أول عمل لهُ “ربنا يدوم عليه الصحة”.

فقد كان تاني عمل اقوم بتقديمهُ في الفيديو، فهو عمل محفور في الذاكرة، لأن دائمًا البدايات لها مكانة خاصة وطعام مميز” ومش مهم تبقي واصل للكمال فيها لكن ليه ركن في قلبك “، وهذا المسلسل من الأعمال التي من المستحيل أن أنساها على مر الزمان.

ماهو أكثر عمل فني مقرب لقلب النجم “محمد التاجي”؟

الكثير من الأعمال مقربة لقلبي، ومن الأعمال الأخيرة مسلسل “ملوك الجدعنة” الذي قدمت فيه دور” سيد حرفوش” ، ولعبة نيوتن ” أستاذ إبراهيم، ومسلسل “أريد رجل” خال سليم، والخال عبد السلام لهُ بداخلي حب خاص، و “الشارع الجديد” دور الخواجة مع المخرج و الأستاذ محمد فاضل، و مسلسل ” بوابة الحلواني” الذي كنت أجسد فيه دور “شحات النحيف” هذا الدور مقرب لي جدًا

وطبعا دور أستاذ مغاوري التلباني في فيلم آخر رجال المحترمين، و المطارد، وغيرها من الأعمال لأن أشعر بأن هذا cv كبير جدًا وصعب تفضل شيء عن شيء، لأن الكثير من الأعمال قمت بها على مر تاريخ لها مكانة كبير لدي.

كما توجد مسلسلات قمت بأداء فيها مشهد وأحد لكنها عزيزة على قلبي جدا على سبيل المثال مسلسل ” لأ ” عزيز على قلبي والجمهور لازال يتذكر هذا الدور إلى الآن، فهو من إخراج يحيى العلمي، و تأليف مصطفى أمين، وأيضًا مسلسل “نيللي وشيرهان “كان دور بسيط جدًا وصورت مع الفنان محمود الجندي “رحمة الله عليه” فقد قمنا بأداء مشهد جميل ودمه خفيفه، فهو من إخراج ابني حبيبي” أحمد الجندي”، وهذا الدور لهُ واقع خاص بالنسبة لي و للجمهور، و جيل الحلال شاركت به في 3 مشاهد مع الراحل محمود عبد العزيز، والمخرج عادل أديب، ولا زال الجمهور يتذكر هذا الدور جيدا، ولا توجد غيرها من الأعمال كثيرة للغاية.

ويوجد هناك عمل سينمائي يحمل اسم ” عفريت النهار” قمت بأدائه انا والفنان الراحل “نور الشريف” وتحصلنا على العديد من الجوائز الدولية عنهُ، و كان هذا الحدث في 1997 ، نال هو جائزة أفضل ممثل أول، وانا نلت على جائزة أفضل ممثل تاني.

وأيضًا مسلسل قضية صفية، وولاد تسعة الذي قدمت فيه دور محروس، و أيضًا شخصية غانم في مسلسل ” يويس ولد فضة”، والحمد لله ان الله انعم علي بأدوار كثيرة وكانت جميعها أدوار مختلفة وصعبة وهي قريبة جدًا مني ومن قلبي فاشكر الله عليها دائمًا.

نعود للماضي بسؤال .. ماهو سبب رفض جدك الفنان القدير الراحل ” عبدالوارث عسر” دخولك مجال الفن؟ وهل اكتشفت السبب بعد خوضك التجربة؟

السبب الرئيسي للسيد” عبد الوارث عسر” رحمة الله عليه، لأن  المجال صعب وفيه إحباطات وحروب كثيرة جدًا، على سبيل المثال” يبقي حبيبك وقاعد جنبك وهو بيحاربك وبيدي فيك ذنوب وبيعمل فيك اي حاجه وفي الوش حبيبك”، لذلك فهو لدي الحق عندما خاف علينا من الصدمات التي ممكن نتعرض لها، بحيث ان في السابق لم يكن هذا الشيء الذي نراهُ الآن في التعامل” ولمن يبدأ الواحد صحابك وحبيبك وهو بيلعب من وراك مع شركة في مسلسل ويتفق هو والمخرج بتاع العمل عشان يمشوني ويجي هو مكاني”، فتواجد صدمات كثيرة غيرها وهذا سبب رفضهُ لي وهو خوفًا عليا من الصدمات.

لكن حب المهنة والعمل والتشخيص نفسهُ يجعلك تسنى كل هذه الأشياء، ويولد لدى الإنسان رونق آخر وعمر تاني و أعمار تانية غير عمره، وتجارب آخر غير تجاربهُ هو الشخصية، لذلك “الواحد يتحمل صعابها عشان حلاوتها”.

رغم انتقادهُ لك في بداية مسيرتك الفنية.. هل تلقيت منه الدعم المعنوي بعد اكتشفهُ الإمكانيات الإبداعية التي تملكها في الأداء؟

لا لم أتلقى الدعم من الحاج عبدالوارث “الله يرحمه”، ذلك لأنه أخذ “عليا” عهد لكي لا أقول “انا حفيدهُ” واني لا أتعامل في المجال الفني باني انتسب إليه وقال لي ” حسك عينك اسمع انك تروح لشركة إنتاج تقول انا حفيد عبدالوراث عسر وشغلني، دي كانت هتبقي نهاية ماسؤية باللنسبة لي لو انه سمع الكلام ده “فأنا عشت طول حياتي اشعر بالخوف لكوني اعترف بأني حفيدهُ إلا بعد أربعة او خمسة سنوات من وفاته.

وبعد مسلسل “البشاير” ثبتت اقدامي على الأرض والجماهير بدأت تعرفني جيدًا وتشير عني في كل من مكان” فخلاص انا بقيت مش محتاج عبد الوارث الفنان عشان أعتمد عليه، لكن محتاج عبدالوارث الإنسان اللي انا أفتخر بأني من صلب هذا الراجل واني حفيدهُ” وهذا الشيء الذي جعلني اعترف، لكن لم اكون محتاج استند عليه فنيًا في اي وقت من الأوقات، وعلى الرغم من ان هناك اشخاص لا تربطهم معهُ صلة قرابة ويدعون بانهُم أبنائه و أقربائه .

 

مارأيك بالأعمال الدرامية والسينمائية في الوسط الفني؟ وماهو أكثر عمل لفت انتباهك ؟

حقيقة من الممكن أن اقول رأيي في الأعمال الدرامية، لكن السينمائية ليست موجودة لكي أتحدث عنها ولا تلفت انتباهي في الأساس.

فقد كان آخر عمل لي في السينما في عام 2014 وهو فيلم “الجزيزة 2″، لكن اسالوني عن ماهو السخن السينمائي الذي يوجد لدينا لكي نتكلم عنه ونفتخر به، للأسف نحنُ لدينا المهرجانات السينمائية أكثر من عدد الأفلام المنتجة للسينما خصيصًا، واتمنى من الأشخاص الذين يقومون هذه المهرجانات بدل من أنهم حريصين على إقامة المهرجانات وصرف الملايين والمليارات وكل الكلام الفارغ لى مهرجان يجمعون فيه الناس لكي يجلسون هكذا “وخلاص” اتمنى أن يصرفونها على إنتاج سينمائي .

اما بالنسبة للأعمال الدرامية أصبحت جيدة، ولا أستطيع أن اتذكر عمل في عقلي حاليًا، ومع كامل احترامي للإختيار الجزء الأول والتاني وفيلم الممر، وانا حاليًا سأقول تصريح ” يزعل ناس كثير مني، وهو انا لا أحب الإعلام الموجه للجمهور للأعمال الفنية”، وساحكي لكى حكاية بسيطة حدثت لي في عام 2009_2010 كان هناك عرض للأستاذ المخرج خالد جلال على عمل يحمل اسم “القهوة سادة” كان أول شيء يفعلهُ هو مركز الإبداع، كان هناك أحد يقايلني في النادي ويفضل على الدوام يحدثوني عن العمل هذا، وانا اقول له “أن شاء الله” وكان دائمًا يقابلني ويقول نفس الكلام فأنا حقيقة حدث معي عملية رفض لمشاهدة هذا العمل، ومن بعدها حدث بيننا خلاف وقال لي” انتو مسمين أنفسكم فنانين ومابتتفرجوا على أعمال عظيم زي دي، فهو انت من كثر إلحاحك سديت نفسي اتفرج على العمل ده” وحتي الآن عندما يأتي هذا العمل على الشاشة التلفزيونية لا أشاهدهُ.

فتواجد أعمال من كثر الدعاية لها والإلحاح عليها بشكل موجه يجعل البرامج تتحدث عنها وعلى الرغم من عظمتها وانها تتحدث عن تاريخ قريب لينا جميعنا و نفتخر به، لكن عملية الإلحاح الإعلامي الذي يتم فعلهُ والموجه يجعلني أشعر بإنسدد في النفس لمشاهدتها، وحقيقة اعذورني على اعترافي هذا وممكن الاعتراف يسبب إيذاء لمشاعر الناس لكن ” للأمانة بقولها وأجري على الله”، ودائمًا اتركوا الجمهور يشاهد العمل بارتياحية ليس بالاجبار، وأكرر مرة أخرى على الرغم من احترامنا لكل الشهداء الذين ضحوا من أجلنا لكي نعيش نحنُ” أحمد المنسي وزملائه وكل الأشخاص الذين معهُ” فوق راسنا نحنُ كشعب مصر، لكن الأعمال التي تقلدهم اتركوا الناس هي التي تختار و لا تجبرهم على شيء.

على الرغم من اختلاف الثقافات في المجتمع، بوجهة نظرك إلى أي مدى يمكن أن تؤثر ثقافة المجتمع في الفن؟

ثقافة المجتمع من المؤكد أنها ثؤثر على الفن ، وكل ثقافة تجد لديها من يؤديها ويتكلم عنها وعن درجة ثقافتها واستيعابها ودرجة تنويرها، وستجدي المقابل الخاصة بها لدينا في الفن.

على سبيل المثال أن الجهل أصبح لديهُ ناس تعبر عنهُ، ونحن كدولة يوجد فيها حوالي 30% أميًا، وفي أكثر من شخص أميًا يعمل في الوسط الفني بجلهم وبكل الغبار الذي على عقولهم يقدمون أعمال للعالم، وطبعًا الفن مرآة لكل مجتمع وكل لما ارتفع المجتمع و ارتفعت ثقافتهُ كل لما وجدتي ان الشيء الذي يقدم شيء من الأعمال الرفيعة، لأن كل واحد يتحدث عن نفسهُ، وهذا الشيء الذي نعاني منه، و في ثقافات هكذا دخلت علينا في الفن أصبحت شيء صعب جدًا.

ماذا تحُب ان تقول للشباب الذين يرغبون أن يخُوض تجربة التمثيل في حياتهم؟

اقول لهم انتم على عيني ورأسي، لكن الشيء الذي اراه ان نحنُ الآن في مصر أصبحنا مليون شخص يريد أن يخوض تجربة التمثيل، وإذا كنا نحنُ 100 مليون نريد ان نمثل ” مين اللي هيعقد يتفرج” و لازم ان العمل يكون لهُ متلقي، هذه من ناحية ومن ناحية أخرى ” لو انت توجد لديك الموهبة لازم تتقدم من خلال قنوات شرعية، ياما من خلال معهد الفنون المسرحية ياما من خلال الورش التدريبية، والتي هي تقريبا ورشة واحدة محترمة وتنتج شيء محترم وهي ورشة خالد جلال في مركز الإبداع في الأوبرا”.

وهناك أشخاص كثيرون يكلمونني ويقولوا أنهم يريدون أن يمثلُ، فأنا ماذا أفعل، فهل تعتقد “اني انا ماعرفكش ولا عمري شفتك وتقولي يا استاذ انا موهوب اوي، ياسلام ربنا يخليك ويخليلك موهبتك، فانا أروح اورط نفسي معاك واقول لمخرج أن شخص ده قال عنده موهبة عالية استحالة”.

لكن انت عندما تذهب من خلال قناة شرعية مثل خالد جلال والنقابة أيضًا لديها ورشة فهذا يجعل هؤلاء الأشخاص يضمنون حقك لو إنك حقيقة موهوب سيتم امتحاناتك ويطورون موهبتك وفي نفس الوقت سيقدمونك للوسطى الفني، وفي وقتنا هذا كل المخرجين والمؤلفين للأعمال الدرامية أو السينمائية أو المسرحية أو أي كان يذهبون لزيارة لمركز الإبداع لخالد جلال ويتفرجون ومن ثم يختارون وجوه جديدة من عندهم.

وهذا شيء لو أن الأشخاص الذي خوض هذه التجربة صادقين ويعشقون المهنة، لكن لا يصح ان تذهب لكي تطرق باب ممثل وتقول له شغلني انا يوجد لدي موهبة، وأهم شيء لو انت موهوب فعلا نصيحتي لك انك تُدرب نفسك عن الصدق، بمعنى واضح الصدق في الأداء لأن الجمهور ” مابقاش على نياتوا” الجمهور يجب أن يحس بأدائك وانت تشخص لهُ العمل لكي يتفاعل معك، لكن لو إنك مثلت فقط يكشف إنك تمثل فقط كممثل، ولكي تمس مشاعره وكيانه هذا “حدوثه تانية خالص”، والنصيحة حتي للشباب الموهوبين الحقيقين لا يأخذون فن التشخيص بشكل سطحي، يجب أن هناك عمق و مشاعر كلها والجوارح تشتغل على العمل التي تقوم بأدائه.

برأيك.. هل تعتقد بأن الإعلام قادر أن يصنع نجمًا وهو لا يستحق ذلك؟

نعم الإعلام قارد على هذا الشيء، ويوجد لدينا أمثلة كثيرة جدًا وأغلبية النجوم تجدهم صناعة إعلامية، لكن قلَّما انك تجد نجم يستحق ما هو فيه، قلَّما تجد نجم مثل الفنان “كريم عبد العزيز”، قلَّما تجد مثل منى زكي و محمد ممدوح “دول كلهم نجوم يستحقون النجومية فعلاً” ، قلَّما تجد شابة مثل سهر الصايغ.

لكن يوجد كثير منهم على الساحة الإعلام هو الذي نجمهم، لكن هما لايستحقوا هذه المكانة، ويوجد نجوم كثيرة جدًا، لكن أغلب الممثلين الآن أصبحوا يلعبوا دور أنهم أبطال وهم نجوم العمل، ويذهب يفعل نجم في مسلسل ومن ثم يفشل فشل ذريع ” وبعدين زي اللي رقصوا على السلم، لا عارف يكمل كده ولا كده، ومش عارف يرجع للأدوار التانية تاني ماخلاص بقي عمل بطولة، لكن هو اساسا مش قد العمل دوات كبطل، فالاعلام بيصنع ناس مالهمش اي ثلاثين لازمه”، وأتمنى ان لا تزعلون من كلامي.

لو خيروك بين أمنية للمستقبل أو بين تصحيح خطأ في الماضي؟ ماذا ستختار ، ولماذا؟

” وعايزنا نرجع زي زمان، قول للزمان ارجع يا زمان” في الحقيقة الزمان لا يعود، فنعيش للمستقبل القادم ونطلب من الله سبحان وتعالى ان يحقق  أمنياتنا، لكن لا يمكن ان نلعب على حصان مات، فالماضي مات ودفن منذ زمن بعيد.

ماهي الشخصية التي أثرت في حياتك تأثير إيجابي لاينسى؟

على المستوى الفني الفنان ” نور الشريف” الله يرحمه، لأنه هو من الأشخاص الذين اقتنعوا بي في بداية حياتي، فهو الذي أعطاني اول فرصة عمل فني، فعندما عملت معهُ في مسلسل أديب كان مقتنع بقدارتي جدا ، ومن بعدها بعامين قام بإنتاج فيلم يحمل اسم” آخر الرجال المحترمين” وقدمني للعمل بجانبهُ في دور كبير تاني بعد دورهُ بفيلم، ونور كان لديه الفضل لأنهُ هو الدعم الأول لي في الكثير من الأعمال التي كنا فيها سويا فهو “سبورت لي”، كمثال فيلم “المطارد ” كان هو دعم منه ومن سمير سيف.

أما عن المستوى الإنساني والدتي الله يرحمها، فقد كانت شيء إيجابي جدًا في حياتي، وبعد وفاتها شعرت بليتم الحقيقي، وعلى الرغم من أنها توفت وأنا كبير في العمر في عام 2009، فوفاة امي هزتني هزة كبيرة جدًا لانها كانت بالسنبة لي اكبر شيء في حياتي” رحمة الله عليها”

ولتوضيح أيضًا.. انا يوم وفاة الفنان “نور الشريف ” انا قلت للجميع أنا تيتمت لتاني مرة، فعندما ماتوفت امي كنت يتيم إنسانيًا، ويتيم فنيًا في يوم رحيل نور الشريف.

برأيك ماهو الشيء الذي يفتقدهُ الفن في الوقت الحالي؟

الشيء الذي يفتقده الفن الوقت الحالي هو الصدق، وأكرر كلمة الصدق كثير جدا جدا، لأن أصبح هناك تزييف في المعاملة بين الناس بمعنى بلدي ” تطبيل لبعض وتمجيد في بعضهم” لكن لايوجد صدق بين البشر مع بعضها في العملية الفنية، و لا يوجود صدق يظهر على الشاشة من أعينهم، فهذا هو الشيء الذي ينقصون جدا، وأتمنى أن نعود مثل الماضي والناس جميعهم يحبون بعض وكل أحد يبقي في حالهُ.

وأهم مافقدنهُ في العملية الفنية في 12 عام ماضي ان المخرج هو سيد العمل، وان المنتج وصناع العمل يقوموا بتكوين العمل في البداية ومن ثم يرشحون الممثلين الذين يقودون العمل، حيث كان العمل لديه اب شرعي، لكن الآن عندما تقوم بتكوين النجوم قبل المخرج ومن ثم يأتوا بمخرج يستطيعون التحكم فيه” يبقي النجم هو اللي هيعل عليه”، فنحنُ سمعنا أشياء كثيره جدا عن هذا الموضوع في العالم الحالي مثل ” النجمة اللي قعدت على المونتاج وبتشيل مشاهد زملائها، عشان ده إنتاجها وإنتاج زوجها، اللي مش عارف بتدخل في ايه عشان ده مايقولش لا، نحن بنسمع بلاوي كتيرة”.

فالحقيقة دور الاب الشرعي إنتهى وهو المخرج صاحب الكلمة الأولى والأخيرة للعمل، وانا مصمم إلى اليوم هذا فأي عمل لي يبقي المخرج مراجعي، لأنني لا أقبل أن أتحدث مع اي ممثل زميل اي كان ” السوبر ستار بتاع العمل، أو هو عامل نفسهُ سوبر ستار وكده، ولمن اجي اتناقش في اي حاجه مش مريحاني في العمل أو نقطة عايز استفسر منها، انا بروح للمخرج واقعد معه افهم منه كل شيء، لكن مابرجعاش لزميل خالص، هما التانيين طبعا عايزين النجم يبقي كل حاجه في العمل” وللأسف هذا شيء غير صحيح تماماً، وهذا الشيء قأم بتضيع أشياء كثيرة في الفن وهو الشيء الذي يفقتدهُ الفن.

هل ندم الفنان ” محمد التاجي” في لحظة انكسار على كونه فنان، وتمنى بان يعود به الزمان ليكون مجرد انسان عادي بعيدا عن الأضواء والشهرة ؟

أولاً انا لم أندم لحظة مهما كان الانكسار على اني عملت بهذه المهنة، كوني إني أنا فنان هذا شرف كبير بالنسبة لي، فأنا كل يوم مثل التلميذ الذي يحاول أن يثبت نفسهُ في كل عمل، وكل عمل أدخل لهُ يعتبر امتحان جديد وتحدي لي كفنان أن فمن الضرورة أن أكون” قد المسؤولة” واستخدام جميع اداوتي وخبراتي للنجاح فيه.

وحقيقة أنا لا الأضواء ولا الشهرة تعني لي شيء، فتوجد ساعات انا أسير فيها على الطريق والناس تشير عني على كوني ممثل وأنا الموضوع بالسنبة لي عادي، لكن أجمل لحظاتي وأنا داخل الاستوديو.

ماهي الحكمة التي تؤمن بها عندما تشتد عليك الصعاب؟

الحكمة الذي أؤمن بها في الصعاب ” إن بعد الْعُسْرِ يُسْرًا “.

ماذا عن استخدامك لسوشيال ميديا؟

استخدامي لسوشيال ميديا كعادتي الشخصية إستخدام إنساني، كونت منها بعض صداقات الحميمة التي استطيع التحرك منها، و أيضا لا اعرف استخدامها لكي تصبح هي خادمة لطماعي الشخصية أو لأهداف انا اريد ان اصل إليه مثل ” الفولو وغيره”، ذلك لأنني انا ليس لدي في الأشياء هذه، فأنا أجد فيها محبة الناس فقط لا أكثر.

على الرغم من تباعد الأشخاص عن بعضها، فأنا لدي أصدقاء “الأنتيم” جداً ومحب جدا في الخليج و في المغرب وهما فعلا أصدقاء حقيقين وحبايب غاليين مثل صديقي العزيز “حسن القصاص” مذيع في إذاعة العريش، واقول لهُ” نفسي تتفتح السكة واجي ازوركم واقعد معاكم في البلد الجميلة وهي الخليج”، وفي أشخاص قبلتهم هذا العام وأصبحوا أصدقاء لي، وأنا لا استخدمها لأغراض شخصية مطلقا.

هل من أعمال فنية جديدة الفترة المقبلة؟

نحضر الآن في الوقت الحالي في مسرحية سيتم الافتتاح به في عيد الأضحي المبارك القادم في مسرح “كايرو شو”، تحمل هذه المسرحية اسم ” ياما فى الجراب ياحاوي”.

فهي مسرحية مثل الأوبرا، من تأليف بيرم التونسى، وإخراج وانتاج مجدي الهواري صاحب مسرح كايرو شو، ويشترك معنا في البطولة كل من محمد الشرنوبي، يحيى الفخراني، كارمن سليمان، إياد نصار، بيومي فؤاد، بالإضافة إلى مشاركة كوكبة جميلة من النجوم، ونسأل الله ان يكمل هذا العمل على خير ونستفتح به في العيد الكبير.

كلمة أخيرة لك نختم بها هذا الحوار ؟

الكلمة الأخيرة التي احب ان اقولها في نهاية الحوار” ربنا يلهم قيادتنا الصواب و يخليهم يعدوا الصعاب الكثيرة اللي بتقابلهم على خير يارب العالمين، والشعب كله سبورت ليهم و في ظهرهم، والأهم مافي الأمر الصعاب اللي نحنا كشعب بنقابلها، و موضوع سد النهضة ربنا يلهمهم فيه الصواب ، وإن شاء الله بقدرة الواحد الأحد مايضعش من بلدنا نقطة مويه، وتفضل مصرنا فوق الكل وعلى رأس الكل، وتفضل مصر هي اللي بنفتخر بها في مكان، وتفضل هي الراية المرفوعة اللي ضامة العرب اي كان اتبعتهم تحت جناحها وذراعها”.

اقرأ أيضًا

سميحة أيوب في حوار لرؤية وطن “الطاووس قضية مهمة ومورستان سبب عودتي للمسرح”

ما لا تعرفه عن المرأة الحديدية.. نجلاء فتحي ومشوار من العطاء الفني لسينما الزمن الجميل

مراجعة… مادونا عادل عدلي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا