أعراض وطرق علاج اليرقان”الصفراء” عند الرضع
بقلم / راندا محمد أحمد
اليرقان هو حالة شائعة جدًا عند الأطفال خاصة حديثي الولادة، حيث تظهر أعراض المرض عادة في الأيام أو الأسابيع القليلة الأولى من ولادة الطفل . ولكن لا تقلق فمعظم حالات اليرقان لا تنتج عن أي مرض أو مشكلة مقلقة ، لذلك في هذا المقال سوف نوضح لك أهم أعراض اليرقان لتتمكن من متابعة طفلك في حالة ظهور أعراض المرض عليه حتي لا تسوء حالته ، وتستطيع أن تقدم لطفلك العلاج المبكر وتوفر له الشفاء السريع والعاجل من هذا المرض إن لزم الأمر .
في البداية ما المقصود بمرض اليرقان ؟؟
يحدث اليرقان بسبب زيادة مادة صفراء “صبغة” تسمى البيليروبين في الجسم ، فعندما لا يمكن إزالة البيليروبين من الجسم بالسرعة الكافية وتصبح المستويات البيليروبين في الدم مرتفعة للغاية يصبح الجلد والجزء الأبيض من العينين باللون الأصفر ، فالبيلروبين يقوم تصنيعها في الكبد والطحال ونخاع العظام من خلايا الدم الحمراء التي تكسرت، ثم يقوم الكبد بإخراج البيليروبين من الجسم من خلال البراز.
وهناك أنواع لمرض اليرقان يمكن أن تصيب طفلك ، فما هما ؟؟
النوعان الرئيسيان من اليرقان عند الرضع:
1- اليرقان الفسيولوجي: هذا النوع شائع جدًا، حيث غالباً يصيب حوالي ستة من كل 10 مواليد، و يحدث اليرقان الفسيولوجي عندما لا يخرج البيليروبين من الجسم بالسرعة الكافية، ولكن في أغلب الأحيان ، يختفي من تلقاء نفسه خاصة عندما يبلغ عمر الطفل حوالي أسبوعين، ولكن إذا استمر ، فقد تكون هناك حاجة للعلاج.
2- اليرقان الباثولوجي: أي أن مرض اليرقان ناتج عن مرض ما ولابد أن تعرف السبب لكي تجد علاجاً يمكنك من الشفاء ، حيث يمكن أن تمنع الاضطرابات المختلفة ، مثل الأمراض المعدية والغدد الصماء “الهرمونية” أو الجينية “الموروثة” الكبد من معالجة البيليروبين كما ينبغي. ففي هذه الحالات ، يجب اكتشاف المشكلة التي تسبب اليرقان ومعالجتها على الفور .
ما الذي يسبب اليرقان عند الأطفال؟
أثناء الحمل ، يفكك كبد الأم البيليروبين الخاص بالجنين أي يخرج الزيادة من البيلروبين ، ولكن بعد الولادة ، يتولى كبد الطفل هذه المهمة. لذلك يمكن أن يحدث اليرقان عندما يتعذر على كبد الطفل التعامل مع البيليروبين الإضافي ” الزائد ” بمفرده. لأن كبد الطفل لا يزال غير ناضج ،لذلك اليرقان شائع جدًا بعد ولادة الطفل . ومع ذلك ، معظم الأطفال “حديثي الولادة” ، يستمر هذا المرض معهم لبضعة أيام أو أسابيع فقط، بعد ذلك ، يصبح كبد معظم الأطفال قادرًا على التعامل مع البيليروبين بشكل طبيعي وتمريره خارج الجسم حتى لا يتراكم ويسبب اليرقان ، وفي هذه الحالة لا يحتاج إلي علاج ولكن يحتاج فقط متابعة الطفل إذا كانت العلامات ظاهرة عليه بعد أسبوعين أم لا ، لذلك نادرًا ما يكون اليرقان عند الأطفال علامة على مشكلة صحية أكثر خطورة.
ولكن هناك بعض الأسباب و المشكلات الصحية التي يمكن أن تسبب اليرقان المستمر وأهمها ما يلي:
1- أمراض خلايا الدم ، مثل فقر الدم المنجلي أو نقص الجلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD)
2- عادة ما يحدث اليرقان بسبب فيروس “مثل فيروس CMV” أو بكتيريا “مثل عدوى المسالك البولية”، حيث يمكن أن يكون اليرقان أيضًا علامة على وجود عدوى أكثر خطورة ، مثل الهربس البسيط.
3- يمكن أن يحدث اليرقان بسبب اضطرابات الغدد الصماء “الهرمونية” ، مثل قصور الغدة الدرقية “خمول الغدة الدرقية” أو قصور الغدة النخامية.
4- يمكن أن ينتج اليرقان من بعض الحالات الوراثية على سبيل المثال التليف الكيسي ، أو نقص ألفا 1 أنتيتريبسين ، أو متلازمة ألاجيل، ومتلازمة جيلبرت “حالة شائعة وغير ضارة” أو الجالاكتوز في الدم “مرض خطير يجب علاجه بنظام غذائي خاص للطفل”وهناك العديد من الأمراض الوراثية الأخرى التي يمكن أن تسبب اليرقان ، ولكن معظمها نادر للغاية.
5- انسداد في القناة الصفراوية في الكبد للطفل .
6- مشاكل في الكبد
ولكن ما هي أعراض اليرقان التي يمكن أن تظهر على طفلك وتعني إصابته باليرقان ؟
– اصفرار الجلد والعينين: فيمكنك الضغط برفق على جبين الطفل بإصبع واحد. فإذا بدت المنطقة المضغوطة تظهر بلون أصفر ، فقد يكون طفلك مصابًا باليرقان، حيث قد يبدأ الاصفرار في غضون 2 إلي 4 أيام بعد الولادة.
– البول الداكن: بول الرضيع الطبيعي أصفر فاتح أو عديم اللون، فإذا كان لونه داكناً يعني أن قد أصيب باليرقان .
– براز الطفل يكون شاحب اللون.
– نعاس أكثر من المعتاد.
– في حالات اليرقان الشديدة يحدث اصفراراً في البطن والأطراف.
– فقدان الوزن أو عدم زيادة في الوزن.
– حركات العين الغريبة ، مثل التحديق لأعلى.
من هم الأطفال المعرضون لخطر الإصابة باليرقان؟
يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة باليرقان من غيرهم. ولكن من هم ؟ يشمل هؤلاء الأطفال الذين هم :
1- الأطفال المولودون قبل أوانهم: أي عندما يولد الطفل مبكرًا جدًا (قبل 37 أسبوعًا) ، ففي هذه الحالة قد لا ينمو الكبد بما يكفي لإزالة البيليروبين بأسرع ما يمكن.
2- الرضاعة الطبيعية غير الكافية: من المحتمل بشكل خاص الإصابة باليرقان عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرضاعة الطبيعية ، إما لأن الطفل لا يرضع جيدًا أو لأن الأم لا تنتج ما يكفي من الحليب. فإذا لم يحصل الطفل على ما يكفي من حليب الثدي في الأيام أو الأسابيع الأولي ، فقد لا ينتج حركات أمعاء كافية لإزالة البيليروبين فيحدث اليرقان .
3- الكدمات عند الولادة: حيث حدوث الكدمات أثناء الولادة ، من الممكن أن تجعل خلايا الدم الحمراء للطفل تتكسر بشكل أسرع ، وهذا يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستويات البيليروبين.
4- الأطفال الذين لا تتوافق فصيلة دمهم مع فصيلة دم أمهاتهم، حيث يمكن للطفل الذي لا تتوافق فصيلة دمه مع فصيلة دم أمه أن يتطور إلى تراكم الأجسام المضادة التي يمكن أن تدمر خلايا الدم الحمراء وتسبب ارتفاعا مفاجئًا في مستويات البيليروبين.
كيف يتم تشخيص اليرقان عند الطفل؟
بعد مولد الطفل لابد أن يفحص للكشف عن اليرقان قبل العودة إلى المنزل وذلك في المستشفى أو مركز الولادة التي تمت فيه عملية الولادة. حيث يجب قياس مستويات البيليروبين عند الأطفال في الـ 24 ساعة الأولى من العمر على الفور ، إما من خلال فحص الدم “وفي هذا الفحص سوف يقيس كمية البيليروبين في الدم” أو اختبار الجلد “يستخدم ضوء خاص لقياس مستوى البيليروبين في الجلد” فإذا كان مصاباً باليرقان فقد يحتاج إلى الفحص مرة أخرى بعد بضعة أيام. فإذا كان طفلك لا يزال يعاني من اليرقان بعد أسبوعين من عمره” وفي بعض الأحيان الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية ، قد ينتظر الطبيب الخاص لمدة تصل إلي 3 أسابيع” ، و استمر اليرقان “الصفراء ” علي طفلك بعد أسبوعين أو 3أسابيع فسوف يلجأ الطبيب إلى اختبارات أخرى تساعده في التشخيص والتي قد يكون منها الآتي :
– اختبار تعداد الدم الكامل (CBC)
– وفصيلة الدم وعدم توافق عامل الريسوس (Rh).
– بالإضافة إلى ذلك ، يمكن إجراء اختبار كومبس للتحقق من زيادة تكسر خلايا الدم الحمراء.
كيف يتم علاج اليرقان عند الطفل؟
– غالبًا ما يختفي اليرقان الفسيولوجي (اليرقان غير الناجم عن مرض) دون علاج في غضون أسبوعين. خلال هذا الوقت ، قد يلزم فحص دم الطفل للتأكد من تحسن مستويات البيليروبين.
– وقد يحتاج بعض الأطفال إلى علاج يسمى العلاج بالضوء، وقد يحدث ذلك عن طريق تعريض جلد الطفل لنوع خاص من الضوء الأزرق الساطع. هذه “المصابيح الصفراوية” آمنة جدًا لمعظم الأطفال. يتسبب الضوء في تفاعل كيميائي في الجلد يتيح للجسم إزالة البيليروبين بسهولة أكبر عن طريق البول والبراز ،و قد يستغرق العلاج بالضوء من بضع ساعات إلى عدة أيام.
وهناك نوعان من العلاج بالضوء لليرقان:
1- العلاج بالضوء التقليدي: حيث سيوضع طفلك على سرير خاص تحت ضوء طيف أزرق بينما يرتدي فقط حفاضات ونظارات واقية خاصة.
2- العلاج الضوئي بالألياف الضوئية: يتم هذا العلاج بجهاز يسمى بطانية الصفراوية. وهي عبارة عن وسادة ناعمة بها أضواء علاج ضوئي زرقاء بالداخل. يتم وضع الطفل أو لفه في البطانية الصفراوية أثناء العلاج.
– إذا لم يؤدي العلاج بالضوء إلى خفض مستويات البيليروبين بدرجة كافية أو بسرعة كافية ، فقد يحتاج الطفل المصاب باليرقان الشديد إلى نقل الدم (يتم إزالة بعض دم الطفل واستبداله بدم متبرع) ،حيث في هذه الحالة سوف يستبدل دم الطفل التالف بخلايا الدم الحمراء السليمة، و هذا يزيد أيضًا من عدد خلايا الدم الحمراء لدى الطفل ويقلل من مستويات البيليروبين. ولكن نادرًا ما تكون هناك حاجة لذلك.
– بالنسبة للأطفال المصابين باليرقان المرضي (اليرقان الناجم عن مرض) ، فإن أفضل مسار للعلاج يعتمد علي السبب. ، حيث يمكن أن يكون سبب اليرقان العديد من الأسباب المختلفة ، وقد تكون هناك حاجة إلى اختبارات مختلفة لمعرفة ماهية المشكلة وكيفية علاجها.
ما هي مضاعفات اليرقان عند الطفل؟
غالبًا ما يكون اليرقان مؤقتًا وغير ضار، ولكن في حالات نادرة ، يمكن أن يكون اليرقان خطيرًا أو حتى يهدد الحياة. ولكن لحسن الحظ ، يمكن للعلاج السريع أن يمنع معظم مضاعفات اليرقان عند الأطفال.
ولكن إذا لم يتم علاج اليرقان بشكل صحيح ، فقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، حيث عندما ترتفع مستويات البيليروبين بشكل خطير ، يمكن أن تضر الخلايا في جميع أنحاء الجسم، فمن الممكن أن يتسبب اليرقان الشديد في تلف الدماغ (اليرقان) مما يؤدي إلى مضاعفات مثل الشلل الدماغي أو الصمم.
الوقاية من اليرقان لدى حديثي الولادة، هل يمكن منع اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة؟
لا توجد طريقة حقيقية للوقاية من اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة
، ولكن هناك طرق تمكنك من منع حالة اليرقان عند طفلك أن تصبح وتصل إلى المراحل الأكثر حدة و من هذه الطرق الأتي :
– تأكدي من أن طفلك يحصل على ما يكفي من التغذية من حليب الثدي، فأفضل طريقة لتقليل فرص حدوث الصفراء لدى حديثى الولادة هى التأكد من إطعامهم جيداً، حيث أنه في الأسبوع الأول من الحياة ،يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية من ثمانية إلى اثنتي عشرة مرة في اليوم، حيث إطعام طفلك من 8 إلى 12 مرة يوميًا في الأيام الأولى يضمن عدم إصابة طفلك بالجفاف ، مما يساعد على مرور البيليروبين عبر الجسم بسرعة أكبر.
– إذا لم يستيقظ طفلك لإرضاعه 8 مرات على الأقل كل 24 ساعة لابد أن تلجأ إلى الطبيب المختص .
– راقب طفلك بعناية في الأيام الخمسة الأولى من العمر بحثًا عن أعراض اليرقان ، مثل اصفرار الجلد والعينين.
