مقالات

الطاقة السلبية وطرق التخلص منها

كتبت سحر إبراهيم

  • مصادر الطاقة الإيجابية والسلبية
    عوامل جذب الطاقة الإيجابية

إن الحياة لا تستقيم دون ما تبثه داخلنا الطاقة الإيجابية من هالات التفاؤل والتفكير الإيجابي و الإرادة والعزيمة والإصرار على تحقيق الأهداف بعكس الطاقة السلبية التي تنبع من الإحباط والكسل والخمول والتشاؤم مما يتسبب في العديد من الأمراض النفسية و الجسدية. 

دلائل وجود الطاقة السلبية في الجسم

الطاقة السلبية وطرق التخلص منها
الطاقة السلبية وطرق التخلص منها

اكتشف العلماء أن المشاعر السلبية مثل الكبت أو الغضب ما هي إلا عمليات دفاعية يواجه بها الإنسان مشاعر القلق و الضيق والاكتئاب الذي يشعر بها الإنسان، وهي التي تكون لديه الطاقة السلبية .

تتدرج المشاعر السلبية بين الكبت والغضب والإنفجار أي أن تراكم الانفعالات أو ردود أفعالنا يمكن أن يؤدي بالإنسان للإنفجار دون سابق إنذار لذلك من الأفضل عندما نشعر بأي خوف أو حزن أو توتر أو غضب أن نقوم بتفريغ تلك الطاقة السلبية ، حتى لايتفاقم الأمر ويخرج عن السيطرة لتصل لحالة الإنفجار .

مسببات الطاقة السلبية
الطاقة السلبية وطرق التخلص منها
الطاقة السلبية وطرق التخلص منها

للطاقة السلبية في الجسم أسباب متعددة منها: -أساليب التربية الخاطئة خاصة في السنوات الأولى التي تتشكل فيها رؤية الطفل لنفسه كأن نوصم الطفل بالغباء والفشل فتتشكل لديه عقدة الغباء والفشل التي تلازمه طوال حياته و تشكل حجر عثرة يفقده القدرة على القيام بأي عمل ناجح.

– الانغماس في ملذات الدنيا و الاكتفاء بالنظرة المادية لها وجعلها جل اهتمامه وتجاهل الجانب الروحاني المغذي للنفس و السمو الروحي مما يجعله يقترف الأخطاء وتمتلئ حياته بالمشكلات شيئا فشيئا.فجوهر الدين أنه مصدر الأمان .

– عدم تحديد أهداف محددة من قبل الشخص يسعى إلى تحقيقها، وبالتالي فأنت ترى أشخاص لايعرفون ما يريدون ولا مغزى الحياة التي يعيشونها مما يصيبهم بالفشل و يتخبطون في حياتهم،

– عدم الرضا عن النفس وقبولها، وقد تؤدي إلى السوداوية في الأفكار و و اقتراف الجرائم بحق نفسه، فقد يقدم على الإنتحار من وراء هذه الأفكار السوداء.

– الاستسلام لاحباطات الماضي والتجارب السابقة والاحتفاظ بأحاسيسه السلبية تجاه تلك التجارب والنتائج.

– الشكوى المستمرة والتركيز على المواقف السيئة دون المواقف الموفقة في الحياة و التذكير الدائم بنقاط القصور دون النظر للنعم و الإيجابيات.

ولابد أن ندرك أن حياتنا ماهي إلا شبكات متداخلة من العلاقات سواء بين الفرد والأشياء من حوله أو بينه وبين الأشخاص ويحدث تأثر متبادل بين الطرفين فمثلا:
• الطيور المغردة تولد طاقة هائلة و البيت الذي تدخله الشمس ويمتلئ بروائح الورود العطرية خاصة في الفل.
• الطفل الصغير والمرح الذي يضفيه حين تداعبه فحركته ذاتها تولد طاقة إيجابية عجيبة
• الأماكن الباردة والألوان الزاهية.
• الخضرة والأشجار الطبيعية والبحر والأماكن المفتوحة.
كلها أشياء تصدر إلينا طاقة إيجابية.
في حين نجد أن :
• الأتربة وبيت العنكبوت
•الأشياء المكسورة والكراكيب التي لا نستخدمها لمدة طويلة
• الورود المجففة و نبات الصبار .
• أضف إلى ذلك وربما في المقام الأول الأشعة الكهرومغناطيسية التي تخرج من الهواتف المحمولة وخاصة في غرف النوم.
جميعها مصدر توليد طاقة سلبية في المكان .

وتماما مثل الأشياء نجد الأشخاص فهناك من تظهر في سلوكه طاقة إيجابية و يكون شخص مصدر للطاقة الإيجابية أو أن يكون شخص مستهلك لها و مصدر للطاقة السلبية.
و نجد أن تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية يشبه الخاصية المعروفة للطاقة فكما يمكنك تحويل الطاقة الحركية إلى كهربائية يمكنك تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية.

وهناك وسائل جاذبة لابد من الحرص عليها لتظل حياتك مشرقة وقادر على مواجهة الطاقات السلبية التي تأتيك من الآخرين ومن المواقف المحبطة التي تقابلها في حياتك:

• علاقتك الروحانية

صوت القرآن وما يمنحه لنا من طاقة إيجابية وارتقاء روحاني وحتى أصوات الترانيم الدينية لدى المسيحيين تمنحهم الأثر الروحاني المطلوب.

ولاشك أن الصلاة والتقرب لله سبحانه واليقين بأن الله وحده من سيخفف عنك يزيد من شحناتك الإيجابية بشكل قوي وقدأجمعت الدراسات أن وضع جبهة الرأس باتجاه الأرض وهذا هو وضع السجود يزيل الطاقة السلبية ويفرغ الجسم من كل المشاعر السلبية .

فعندما تشعر أن هناك ضيق بصدرك يمكنك الجلوس بين يدي الله، والتضرع إليه وحده أن يزيل عنك الغمة ولتخشع في صلاتك وتدعوا الله . عندها ستشعر كأن روحك صعدت إلى أفق بعيد، ويقال أن هناك علاقة كبيرة بين شحن الطاقة الإيجابية والدعاء للغير بظهر الغيب، فادعُ الله لك وللمقربين منك يسارع إليك الخير والسلام في الدنيا والآخرة.
ولتجعل البوح والشكوى كما جاء على لسان نبيه يعقوب -عليه السلام- في القرآن الكريم عند حزنه وألمه على فراقه لأبنائه : “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون”، فالشكوى إلى الله لها قدرة كبيرة على شحن الإنسان بالطاقة الإيجابية من حيث لاتحتسب .

• الرضا وقبول الذات

“أحب نفسك أولا وبعدها كل شئ آخر سيطاوعك.” عليك حقا أن تحب نفسك لإنجاز أي شيء في هذا العالم .إنه القانون الأول للتخلص من أي طاقة سلبية.
أشياء كثيرة تمنعنا من الاعتراف بحب الذات ربما أبرزها المفهوم السائد الذي يربط بين حب الذات والأنانية والنرجسية. ولكن في حقيقة الأمر لكل من تلك المفاهيم أبعادها الخاصة .وأول الأشياء التي تمنحك طاقة سلبية ألا تكون راضي عن نفسك سواء شكلك أو قدراتك أو إمكانياتك .
فحب الذات هنا يعني الرضا بإمكانيتنا وقدراتنا والتسليم بأننا لانتساوي في ذلك كبشر وأنه لا كمال إلا لله سبحانه وتعالى والرضا هنا لايعني الاستسلام ورفض التطوير والتغيير ولكن إذا أحببت شكلك وقدراتك فإنك لن تلوم نفسك أو تقلل من قدرها بل يمنحك الثقة بالنفس و لتصبح محاولات التطوير أو التغيير ليس من منظور التنكر والإشفاق إنما لأنك جيد وتستحق الأفضل .
والرضا كذلك يعني ألا تقارن حالك و قدراتك بغيرك بل تقارن نفسك وما أنت عليه الآن بما كنت عليه سابقا فالمقارنات بالآخرين غير منصفة والنجاح والفشل أمور متفاوتة.
إذا أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة، إليك فهذه القاعدة تلخص مفهوم الرضا :
عدّد نعمك وليس متاعبك.

• علاقتك بالآخرين

البعض يعتقد أنه لابد أن تكون أنت مصدر سعادتك و طاقتك الإيجابية وتنبع من داخلك ولا ترتكن على الآخرين لتحقيق ذلك ولكننا نتجاهل هنا مقدار سعادتنا بصحبة الأصدقاء أو بدفء جلسة الأسرة
فلتشحن طاقتك الإيجابية من تلك الصحبة إن وجدت ولتقترب و تتآلف مع أفراد أسرتك لعلها تغنيك عن لحظات الوحدة التي تزيد من طاقتك السلبية فالأصدقاء هم نبع حقيقي للحظات السعادة يساعدك على التخلص من أعباء العمل وما تلقاه من مشاكل تشحنك سلبا.

فأي نشاط يضاف إليه صديق يزداد فرص استمتاعك به وإمكانية التخلص من طاقتك السلبية. فإذا وجدت صحبة عند السير صباحا فمرحبا بها أو صديق عزيز لتتناول معه القهوة فلا تتردد.
، وتخير من حولك قدر المستطاع فالأشخاص تترافق على شاكلتهم فلتحرص أن يكونوا من حولك ذوي طاقة إيجابية فيغمرونك بطاقتهم وإن كانوا من المتشائمين ذوي الطاقة السلبية فستغرق في بحر من الطاقة السلبية.

• الجسم وعاء الروح

كما أن الاهتمام بالروح مفيد فلجسمك أيضا عليك حق .. الإفطار الصحي والاستيقاظ مبكرا لممارسة الرياضية أفضل ما يساعدك على أن تمنح جسمك اللياقة وينطلق داخلك فيض من الطاقة الإيجابية .،ويمكنك أن تكتفي بالسير في الهواء الطلق حيث يسهم في تنشيط جسمك وعقلك وشحن طاقتك .
بل أن الاسترخاء والنوم الجيد ليلا و القيلولة التي تستغرق ما بين نصف الساعة والساعة قادرة على أن تستعيد لك النشاط مرة أخري لتكمل يومك بإيجابية .

• مشاعرك من صنعك

فصفاء النوايا ونقاء السرائر وأن تفرغ صدرك من كل المشاعر السيئة التي يعكسها وجود الضغائن والكراهية تجاه الأشخاص من حولك فأنت هنا تضحي بطاقتك وتفقد سكيتنك . فمشاعر الكراهية و الحقد و الحسد تجاه الآخرين هي أمور مهلكة ليس لمن تتوجه نحوه تلك المشاعر فحسب بل لمن يضمرها داخله فتحرقه قبل أن. تحرق غيره .
فإذا أردت أن تسلم من الطاقة السلبية فالأولى ألاتصدرها لغيرك .

• الوقت كالسيف

فلتقدر الوقت وليكن للزمن قيمة في حياتك ولتحسب الثواني قبل الدقائق ولتهتم بلحظات السعادة التي تأتيك ولكن لاتنسى أن تحلم للمستقبل وتخطط له وهناك مقولة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه تقول: ” اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل للآخرة كأنك تموت غدا”،

• كن نشطا

دعوة لأن تكون نشيطاً فالنشاط سرّ عجيب يبعد السلبية عن الإنسان المهم أن يكون في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأحلام و الوصول إلى الأهداف التي وضعتها لنفسك في الحياة وإنجاز الأمور أولاً بأول، فإنّ التسويف وتأجيل الأمور يؤدي إلى تراكمها وعدم القدرة على إنجازها وهو ما يجعل الإنسان يعيش في حالة من الإحباط.

كن مصدر العطاء وعمل الخير
فإسعادك فقير. أو يتيم أو شخص محتاج هو نوع من السعادة لا يمكن لأي أمرٍ في الدنيا جلبه وهو شعور يتهافت عليه كلّ من أراد تذوق حلاوة العطاء ويالها من سعادة

• احذر سارقي الطاقة

هناك بعض الأشخاص يستفزونك أو يثيرون أعصابك، فيسلبوا الطاقة الإيجابية منك، وتشعر أنهم صوبوا نحوك طاقة سلبية. فقد يسبك أو يظلمك أحدهم ولا تستطيع مواجهته وتترقب العواقب بحذر و أنت في غنى عن استهلاك طاقتك في تلك المشاحنات فالعنف مع الأشخاص يزيد المشكلة لا يقللها، وضرب الشخص يجعلك تفرغ طاقتك لذا عليك التدرب على أن تكون شخص هادئ من خلال التحكم في أعصابك، فالذي يتمتع بالطاقة الإيجابية يتمتع بالاتزان، ومقدرته على التحكم في سلوكياته وأفعاله.مما يمكنه في نيل حقه بالعقل والحكمة.

• كفانا من اللحظات المتكررة الرتيبة

كلنا لدينا تلك العادات الروتينية التي تملأ يومنا وتسرق عمرنا دون محاولة منا في كسر ذلك الروتين وكأننا مجبرين أو مغيبين . عليك ولو ليوم واحد كل أسبوع أن تخرج من تلك الدائرة وتصنع شئ تحبه أو هواية تتقنها لعلها تكون مدخلك لقادم مختلف
الاهتمام بدور هوايتك التي تشعرك من داخلك أنك شخص مميز، فتفتخر بذاتك، وبهذا تحصل على نسب عالية من الطاقة الإيجابية التي تزيد ثقتك من نفسك، فتجعلك أقل عرضة للحصول على الطاقة السلبية. .. القراءة متعة ،و غذاء للعقل ،و خاصة اذا كنت تحب الموضوع الذي تقرأ عنه فهذا يساعدك على شحن طاقتك ،و ينمي عقلك ،و يجعلك تستكمل باقي يومك ،و بداخلك شعور من الرضا ،و السعادة

• ترسبات الماضي

الإنسان هو ماضي وحاضر ومستقبل فجزء من التكوين النفسي هو ماضينا وما مر بنا من تجارب و مفاهيم اكتسبتها من أسلوب التربية والأزمات التي تعرضنا لها ويتحقق التوازن النفسي في جزء كبير منه عن طريقة التعامل مع كل إحباطات الماضي وما يخلفه من ترسبات لانتجاوزها بسهولة فلنبدأ مع في التسامح والنظر إلى المستقبل فماضينا صفحات مطوية بلا عودة وعلاقتنا مع الماضي والتجارب السيئة مصدر دروس مستفادة وليس لجلد الذات.

• (شايف نفسك فين بعد خمس سنين)

سؤال تنمية بشرية فى كل المقابلات الخاصة بالتوظيف.والحقيقة هو سؤال لابد أن نسأله لأنفسنا من وقت لأخر لا بد أن نخطط لهدف ما ولو كان صغيرا ونحدد له موعد انتهاء فالمياه الراكدة دائما هي مصدر للأمراض .ضع أمامك هدف بعينه فلتحرك داخلك هدف حتي وإن كان مجرد أن تغير نمط ملابسك أو يكون عندك حاجة جديدة ولتنتظر لحظة السعادة التي تأتيك حال أنجزت ذلك الهدف.

الالتزام والعزيمة
فلتنبذ عادة أو سلوك سلبي كل ما عليك ه أن تنوي على ذلك صادقا النية وأن وتشحذ عزيمتك و تصر على الاستمرار حتى يصبح جزء من روتينك وعاداتك فالأمر لا يحتاج إلي قوة خارقة

لايوجد منا من يرفض أن يكون الأجمل والأقوى والأسعد وكل أفعل التفضيل الممكنة السبل متاحة لمن يريد صدقا أن ينهي عهد الأفكار السلبية ويبدلها بمفاهيم النجاح والسعادة فقط يحتاج بخليط من الشجاعة والعزيمة وجزء كبير من الالتزام والاستمرارية.
فلنبدأ تلك الوقفة المصيرية مع الذات لعلها المنجية من جحيم الأفكار السلبية و تمهد لك الطريق إلى السلوك الإيجابي ونعيم السعادة و أفق النجاح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا