مقالات

امرأة كفنها النبي” ص “بقميصه ودمعت عينه لأجلها  

 

بقلم: ممدوح الحوتي

 

أعزائي القراء الكرام..أهلا ومرحبا بكم ..طبتم وطاب مسعاكم وأسعد الله أوقاتكم ..معكم في مقال جديد لنعرف سويا
من هى المرأة التى خلع نبي الأمة صلى الله عليه وسلم قميصه ليكفنها به ولما أُنزلت بقبرها أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحفر ويوسع التراب بيده و اضطجع في قبرها وقيل توسَّد القبر وخرج وعينه تفيض من الدمع عليها؟

 

من هى تلك المرأة التى دعا لها بأن تُبعث وهي كاسية فهي مُكفَّنةً بقميص نبينا صل الله عليه وسلم ؟

 

من هي المرأة التي سيبعثها الله كاسية يوم القيامة 

 

يبعث الناس يوم القيامة عراة كلهم إلا امرأة واحدة تبعث كاسية ف من هي 

من هى التى لمَّا سوَّى عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئًا لم تصنعه بأحدٍ، فقال: «إِنِّي أَلْبَسْتُها قَمِيصِي لِتَلْبَس مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لَيُخَفَّف عَنْهَا مِن “ضَغْطَة الْقَبْرِ” إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا بي بعد أبي طالب ؟

 

انظروا أحبائي إلى النبي القدوة الذي يحمل المعروف لصاحبه ولا ينساه أبدا ..حبيبي أنت يارسول الله تحمل المعروف لمن لم يقدمه لك فكيف بإمرأة حوى معروفها طفولتك !!!؟

 

من هي هذه المرأة ؟ وما قصتها ؟ هيا بنا لنعرف….

 

هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيَّة الهاشميَّة، زوجة أبو طالب عم النبي وأم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، كان النبي يعيش في كنف جده عبدالمطلب حتى الثامنه من عمره وتحديدًا عندما توفي جده انتقل لبيت عمه أبو طالب ..

‏لقد احتضن هذا البيت ..نبينا محمد عليه الصلاة والسلام واحتضنته امرأة عظيمة وهي فاطمة بنت أسد فاعتبرته أحد أبنائها بل وأكثر وفي بعض الروايات أنها كانت تُحب النبي أكثر من أبنائها ..فعندما توفي عبدالمطلب جاء أبو طالب لفاطمة وقال لها ..‏اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي ، وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي ، وإيّاكِ أن يتعرّض علَيه أحدٌ فيما يريد ، فتبسّمت من قوله وقالت له : توصيني في وَلدي محمّد ، وإنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي ؟! ففرح أبو طالب بذلك.

‏وبعدها اعتَنَت فاطمةُ بالنبي صلى الله عليه وسلم عناية فائقة ، وأولَتْه رعايتها وحبّها ، وكانت تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس لأنها كانت تقدر أنه يتيم فكانت تعطيه أشياء واهتمام حتى أكثر من أبنائها رضي الله عنهم فإذا احتاج النبي أمرًا فكانت تلبيه مباشرة فنعم الأم كانت.. ‏وكانت أيضًا تغسّله بالماء وتدهن شَعره وتُرجّله وتطيبه ، وكان النبي يحبّها ولا يناديها إلاّ بـ “أمّي” لأنه لم يلاقي اهتمام كهذا إلا من أمه فاطمة بنت أسد وكانت تجمع له الطعام إذا كان خارج المنزل فإذا رجع يكون نصيبه محفوظ..

مواقف تحسب لفاطمة بنت أسد مع النبي ص.

‏ومن شدة حبها بالنبي عليه الصلاة والسلام حتى عندما تزوج السيدة خديجة دفعت إليه بفلذة كبدها ابنها عليّ بن أبي طالب ليكون في ولايته صلي الله عليه وسلم بعد زواجه من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، فكيف ردَ لها النبي عليه الصلاة والسلام جزء من أفضالها؟

‏تشير بعض الروايات و الكتب الإسلامية إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام سمى بنته فاطمه على اسم هذه المرأة العظيمة التي كان يناديها بأمي وهي فاطمه بنت أسد ، فسمى بنته وسيدة نساء أهل الجنه فاطمة رضي الله عنها على اسمها من شدة حبهِ لها ..

‏وفي مرة من المرات أُهدي للنبي حُلَّة من إستبرق بمعنى “ثوب من الحرير” فقال عليه الصلاة والسلام “اجعلها خُمرًا بين الفواطم، فشقها أربعة أخمرة، خمارًا لفاطمة الزهراء، وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب، والرابعة قيل إنها فاطمة بنت شيبة بن عبد شمس زوج عقيل بن أبي طالب”..

إسلام فاطمة بنت أسد:-

‏أسلمت فاطمة بنت أسد بعد وفاة زوجها أبي طالب ، ثم هاجرت مع أبنائها إلى المدينة
‏وكانت رضي الله عنها راويةً للحديث؛ روت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ستَّةً وأربعين حديثًا وكانت امرأةً صالحة، وذات صلاحٍ ودين، فكان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يزورها وينام في بيتها بعض الأحيان.

‏وفي السنة الخامسة من الهجرة توفت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها فحزن النبي صلى الله عليه وسلم عليها حزنًا شديدًا ، وروى ابن عباس رضي الله عنهما: أنه لمـَّا ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلع رسول الله صلى الله عليه و سلم قميصه وألبسها إياه واضطجع معها في قبرها..

إنها سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : يبعث الناس يوم القيامة عراة . فقالت : واسوأتاه . فقال لها صل الله عليه وسلم : إني أسأل الله أن تبعثين كاسية .

‏وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: لمـَّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها فقال: “رحمك الله يا أمي كُنتِ أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعميني وتريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة”…‏وقال صلى الله عليه وسلم: «اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»

يا لعظمة هذه المرأة.. حقا والله مواقف ولا أروع ..ولا أجمل ..ولا أبدع ..ولا أحنى ..ولا أرقى من هذا..
‏ومن المؤسف أن الكثير منّا لا يعلم سيرة هذه المرأه العظيمة التي ربت خير البشر عليه الصلاة والسلام ، رضي الله عن فاطمة بنت أسد وجمعنا بها في جناته.

أعزائي القراء الكرام..لتكن حكاية السيدة العظيمة فاطمة بنت أسد قدوة لبناتنا ونسائنا ..نعم فأمثال هذه ..هي من تستحق لقب الأم المثالية وإن كانت لم تلده ولكنها أحسنت تربيته والعطف عليه ومساندته صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف ..وهي فرحة وراضية .

جزاها الله خيرا ..وهنيئا لها ما فعله رسول الله لأجلها..وتعلموا يا بنات العصر..واقتدوا بهذه النماذج الرائعة..وتعلموا يا شباب ورجال العصر حتى تربوا أولادكم وبناتكم على هذه السجايا والأخلاق الإسلامية العظيمة .

دمتم في أمان الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا