مقالات

ما هي متلازمة “إنكار الحمل”؟

بقلم : إكرام اقدار

تعد متلازمة “إنكار الحمل” ظاهرة غامضة لم يتمكن العلم من تفسيرها، وهي تتكرر في جميع أنحاء العالم، وتتأثر بها في فرنسا وحدها ثلاثة آلاف امرأة على الأقل، أي أن طفلا يولد في فرنسا كل ست ساعات من حمل لم تكن صاحبته على علم به، بمعدل 2000 حالة في السنة. 

وفي المضمار ذاته، وجدت مراجعة لعام 2011 للأبحاث المتاحة أن امرأة واحدة من بين 475 امرأة تكتشف حملها في الأسبوع الـ 20 أو فيما بعد. وفي كثير من الأحيان، لا تعاني النساء المصابات بالحمل الخفي من الأعراض النموذجية للحمل، مثل: الغثيان، غياب الدورة الشهرية، انتفاخ البطن… وبالتالي فقد لا تدرك المرأة نفسها ولا الأطباء والأقارب أنها المرأة حامل. ويميل الأطفال المولودون من الحمل الخفي إلى نقص الوزن وتأخر النمو أحيانا بسبب نقص الرعاية ما قبل الولادة.

ما هي متلازمة "إنكار الحمل"؟
ما هي متلازمة “إنكار الحمل”؟

للمزيد من المقالات اضغط هنا

ووفقًا لمراجعة عام 2011، فقد تعاني النساء اللاتي لديهن أعراض نفسية نتيجة الحرمان من الحمل، من أمراض عقلية، مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب. لذلك فإنهن قد يتعرضن لأعراض الحمل ولكن قد ترتبط بأسباب الوهم الناتج عن الاضطراب النفسي الذي يعانين منه.

من أجل جرد أسباب إنكار الحمل، نشير إلى أنه وفقًا للدراسات العلمية، يعتقد الباحثون أن النساء اللواتي يعانين من الحمل الخفي عادة ما يكون لديهن واحد أو أكثر من العوامل التالية:

1- صغر السن.

2- صعوبات في التعلم.

3- ضعف الدعم الاجتماعي والأسري.

4- بعض الأمراض النفسية.

5- تعاطي المخدرات.

مع العلم، أنه حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة على الحمل الخفي.

وبناءً على مراجعة الدراسات العلمية، فتشير الدلائل الآن إلى أن معظم النساء اللواتي يعانين من حمل خفي هم:

– في العشرينات من العمر.

– لديهن أطفال آخرون.

– لديهن دعم اجتماعي وعائلي جيد.

كما أن الأقلية منهن فقط يتمتعن بذكاء أقل، أو تاريخ من تعاطي المخدرات، أو اضطرابات مزاجية ونفسية. وبالإضافة إلى ذلك فقد تؤدي الضغوط الخارجية والصراعات العقلية أو العاطفية حول الحمل، إلى إنكار الحمل لدى النساء الأصحاء أيضًا. لذلك فمن الصعب تحديد النساء اللواتي لديهن خصائص إنكار الحمل.

وقالت الدكتورة لبنى بوحولي، أخصائية في الطب النفسي والعقلي في إحدى البرامج التلفزية المغربية إن : “هذه الظاهرة هي برهنة على عظمة الدماغ وقدرته على التأثير على الجسد بشكل عجيب” وتفسر الدكتورة بوحولي الظاهرة بقولها: “هي حالة نجدها عند نساء حوامل، لكن لا تظهر عندهن أية علامة جسدية علمية تثبت الحمل، إلى أن يكتشف الحمل بعد ستة أشهر أو أحيانا أثناء الوضع الشيء الذي يشكل صدمة للمرأة.

فحتى الدورة الشهرية لا تنقطع في هذه الحالة ولا تكون عند المرأة أيه علامة طبية للحمل”. وتضيف لبنى بوحولي، أن “السبب في هذه الظاهرة هو الرغبة الدفينة واللاوعية للمرأة في عدم الحمل فيعطي الدماغ أمره للجسد بعدم الكشف عن الحمل.

وفي هذه الحالة يكون الجنين في وضع عمودي داخل الرحم مما يجعل الرحم لا يتمدد إلى الأمام فلا يكبر حجم البطن. وفي حالة اكتشاف الحمل، تبدأ علامات الحمل في الظهور ويصبح الرحم في وضع أفقي إلى الأمام”. 

وتقول اختصاصية علم النفس السريري والمحللة النفسية في عيادة الأم والطفولة بمستشفى “نانت” الجامعي، ومؤلفة كتاب “أنهن يلدن ولسن حوامل.. إنكار الحمل” صوفي مورينوبوليس، “إن هؤلاء النسوة لا يعترفن في قرارة أنفسهن بأنهن حوامل، ويتخذون من هذا الإنكار وسيلة دفاعية غير واعية يحمين من خلالها أنفسهن”. إنها ظاهرة لا يزال العلم عاجزا عن تفسيرها إلى حد الآن، فجسم الحامل في هذه الحالة يقع تحت سيطرة قوة اللاوعي للأم فيتمادى في الإنكار، فهي لا تريد أن يعلم أحد ولا حتى هي نفسها أنها حامل. وهنا تقول مورينوبوليس” يتدخل اللاوعي بقوة لا تصدق فيؤثر على الجسم ولا يترك أي علامة للحمل تظهر عليه، فهؤلاء النسوة يعتبرن الأمومة أمرا ممنوعا بالنسبة لهن”. إنه شيء يصعب على الناس فهمه، إنهن نساء يتعرضن للإساءة إلى حد ما، ويعاملن كمجنونات وكذابات ولا يصدقهن أحد. ولا بد أن المرأة في هذه الحالة تكون في حالة نفسية متأزمة مما يستوجب مرافقة نفسية لأنها تكون معرضة للاكتئاب وأمراض نفسية قد تؤثر حتى على جنينها. 

بين هذا وذاك، نستطيع الإقرار بأن الحمل الخفي أكثر شيوعًا مما كان يعتقده الأطباء في السابق. رغم أن الخبراء لم يجدوا بعد أي تفسير علمي أكثر دقة لهذه المتلازمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا