مقالات

أينشتاين العرب ” مصطفى مشرفة “

بقلم : الشيماء صقر

أينشتاين العرب “مصطفى مشرفة” الذي لقب بهذا الاسم نظرا لابحاثه و موضوعاته هى ذاتها موضوعات العالم “ألبرت أينشتاين”، هذا العالم المبدع والمفكر الذي كان نموذجا مصريا ومازال قدوة للشباب مشرفا، كان له العديد من الإنجازات في العديد من المجالات، المحب المتعلق بمجال الرياضيات، من هنا سنتكلم عن حياة ومسيرة عاشق الرياضيات العالم “مشرفة”.

نبذة عن أينشتاين العرب مشرفة :

ولد العالم المصري ” علي مصطفى مشرفة ” في ١١ يوليو ١٩٨٩ م بدمياط، كان الأصغر في فصله الدراسي ومميزا بفكره وثقافته، كان الأول على الجمهورية حيث حصل على الشهادة الابتدائية ١٩١٠ م، حصل على شهادة البكالوريا ” الثانوية ” عن عمر ال ١٦ عاما وكان أول طالب يحصل عليها في هذه السن الصغيرة عام ١٩١٤ م، فضل دخول كلية المعلمين بدلا من الطب وغيرها لحبه الشديد للرياضيات.

يلقب “بأينشتاين العرب” نظرا لأن موضوعاته وأبحاثه كانت نفس موضوعات وأبحاث العالم ” ألبرت أينشتاين “، تخرج من مدرسة المعلمين العليا عام ١٩١٧ م، حصل على الدكتوراه في فلسفة العلوم من جامعة لندن عام ١٩٢٣ م، وكان أول مصري حاصل على دكتوراه في فلسفة العلوم من إنجلترا جامعة لندن عام ١٩٢٤ م، عُين مدرسا للرياضيات بمدرسة المعلمين العليا ثم بكلية العلوم مدرسا للرياضيات التطبيقية ١٩٢٦ م، كان دون الثلاثين من عمره ومنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة، وانتخب عام ١٩٣٦ م عميدا لكلية العلوم وكان أول عميد مصري لها، تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر من بينهم ” سميرة موسى “، ولُقب بلقب الباشوية من الملك فاروق، توفى١٥ يناير ١٩٥٠ م عن عمر ال ٥١ عام بسبب قصور بالقلب.

أينشتاين العرب " مصطفى مشرفة "
أينشتاين العرب ” مصطفى مشرفة “

للمزيد من المقالات اضغط هنا

السيرة الذاتية :

ولد العالم علي مصطفى مشرفة بدمياط، مصر وكان أكبر أبناء مصطفى مشرفة حيث كان من أثرياء دمياط، ومن المتمكنين من علوم الدين وكان أكثر تأثرا بالفكر العقلاني لجمال الدين الافغاني ومحمد عبده في فهم الإسلام ومحاربة الخرافات وله أتباع سموه ” صاحب المذهب الخامس “.

تلقى التعليم المبدئي على يد والدته ثم بمدرسة ” أحمد الكتبي “، وكان من الأوائل دراسيا بشكل مستمر ودائم، وكانت طفولته خاليه من اللهو واللعب حيث قال : ” لقد كنت أفني وأنا طفل لكي أكون في المقدمة، فخلت طفولتي من كل بهيج، ولقد تعلمت في تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت ( وهذا ما كانت تقوله والدته )، تعلمت الوقار والسكون في سن اللهو والمرح، حتى الجري كنت أعتبره خروجا عن الوقار “.

توفى والده ٨ يناير ١٩١٠ م، بعد أن فقد ثروته في مضاربات القطن ١٩٠٧ م، وخسر كل أملاكه و بموت الأب أصبح علي الراعي والمسؤول الأول عن عائلته وأخوته ” نفيسه، عطيه، مصطفى، حسن، وانتقلوا للعيش في القاهرة مع جدتهم لوالدتهم، استأجروا شقة بحي محي بك بالعابدين.

أمضي على سنة بالقسم الداخلي المجاني بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية ثم انتقل لمدرسة السعيدية وبالمجان لتفوقه دراسيا بالقاهرة حصل منها على القسم الأول من الثانوية “الكفاءة” عام ١٩١٢ م، وحصل على القسم الثاني ” البكالوريا ” عام ١٩١٤ م وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله، وعمره ٢٦ عاما وكان فريدا من نوعه في عالم التربية والتعليم، تخرج من دار المعلمين العليا بالمرتبة الأولى بعد ثلاث سنوات من الالتحاق بها ومُنح منحة تعليمية إلى بريطانيا على نفقة وزارة المعارف العمومية.

رحلته التعليمية ببريطانيا :

التحق بجامعة نوتنجهام الإنجليزية عام ١٩١٧ م بالخريف، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في الرياضيات خلال ثلاث سنوات بدل أربع.

أثناء ثورة ١٩١٩ بقيادة سعد زغلول كتب علي لصديقه الذي كان أحد زعماء الثورة محمود فهمي النقراشي رغبته بالرجوع لمصر للمشاركة في الثورة وكان رد محمود عليه هو ( نحن نحتاج إليك عالما وليس ثائرا، أكمل دراستك ويمكنك ان تخدم مصر في جامعات انجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر ).

وكانت نتيجته قد أثارت انتباه أساتذته حيث اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يكمل دراسته بلندن فوافق، والتحق عام ١٩٢٠ م بالكلية الملكية ( كلية كينجز لندن )، وحصل منها عام ١٩٢٣ م على الدكتوراه في فلسفة العلوم بإشراف العالم الشهير تشارلز توماس ويلسون الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام ١٩٢٧ م، وحصل على دكتوراة العلوم بجامعة لندن عام ١٩٢٤ م وهي أعلى درجة علمية في العالم لم يحصل عليها وقت ذاك غير ١١ عالم.

عودته إلى مصر :

عاد إلى مصر بناء على أمر وزارة المعارف، وعمل مدرسا للرياضيات بمدرسة المعلمين العليا، وبعد حصوله على الدكتوراه في العلوم من إنجلترا كان أول مصري يحصل عليها، عند افتتاح جامعة القاهرة عام ١٩٢٥ م، عين بها أستاذا مشاركا في الرياضيات التطبيقية بكلية العلوم لأنه وقتها كان تحت سن ال ٣٠، وكان الحد الأدنى للتعين أستاذا، وفي عام ١٩٢٦ م حصل على درجة ” أستاذ ” رغم اعتراض قانون الجامعة على منحه اللقب دون سن ال ٣٠.

أعماله العلمية :

أخذت أبحاثه مكانها في الدوريات العلمية وكان سنه لم يتعدى الـ ٢٥ عاما، ونشر له أول بحثين عام ١٩٢٢ م، وكانا البحثين الذي حصل فيهما على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم.

قدم مشرفة سبعة أبحاث حول تطبيق فروض و قواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان، وتأثير شتارك، ومنها حصل على درجة الدكتوراه في العلوم.

مؤلفاته وكتاباته :

كان يرى أينشتاين العرب أهمية العلم وضرورته لتقدم الأمم وكان يهتم بتوصيل الفكر وكل المجالات للمواطن من خلال تأليفه وقراءتهم لها حتى يستطيع التحاور في أي مجال وكان يستعمل البساطة في الأسلوب، وكان له العديد من الكتب :

١. الميكانيكا العلمية والنظرية وكتاب آخر اسمه الهندسة الوصفية عام ١٩٣٧ م .

٢. مطالعات علمية وكتاب آخر النظرية النسبيه الخاصة عام١٩٤٣ م .

٣. حساب المثلثات المستوية وكتاب آخر الهندسة المستوية والفراغية عام ١٩٤٤ م .

٤. نحن والعلم وكتاب آخر الذرة والقنابل الذرية عام ١٩٤٥م .

٥. العلم والحياة عام ١٩٤٦ م .

٦. الهندسة وحساب المثلثات عام ١٩٤٧ م .

كان من تلاميذه ( فهمي ابراهيم ميخائيل، محمد مرسي أحمد، وعطية عاشور، وعفاف صبري، وسميرة موسى، ومحمود الشربيني).

إنجازاته العلمية :

نشر مشرفة ٢٥ ورقة أصلية في المجالات العلمية المتميزة حول نظرية الكم، ونظرية النسبية، والعلاقة بين الإشعاع والمادة.

ونشر حوالي ١٢ كتاباً علمياً حول النسبية والرياضيات، وتمت ترجمة كتبه حول نظرية النسبية الى العديد من اللغات مثل ( الانجليزية والفرنسية والبولندية والألمانية )، وترجم أيضا ١٠ كتب في علم الفلك والرياضيات الى اللغة العربية.

وكان مهتما بتاريخ العلوم في دراسات مساهمات علماء في القرون الوسطى، ونشر كتاب الخوارزمي الكتاب المختصر في الجبر والمقابلة مع تلميذه محمد مرسي أحمد، ومن اهتماماته أيضا الرياضيات والموسيقى حيث ساهم في إنشاء الجمعية المصرية لمحبي الموسيقى عام ١٩٤٥ م.

الرؤية المجتمعية والسياسية لمشرفة :

فهو كان من الأوائل يطالبون بالاصلاح الاجتماعي والتطوير بناء على البحث العلمي.

كتب العديد من الكتب العليمة العامة بأسلوب بسيط، كتب في التراث العلمي العربي وكتب في موسوعة علمية عربية وهو من شجع على كتابة الترجمة العربية، كان لا يؤيد استخدام الذرة الطاقة الذرية في الحرب، ونبه على عدم استخدام العلم للتدمير.

توفي ١١ يناير عام ١٩٥٠ م بسبب أزمة قلبية، وهناك شكوك في وفاته، فهناك من يقولون أنه مات مسموما على يد أحد مندوبي الملك فاروق، أو أحد عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي ولكن كتاب دكتور علي ثروة خسرها العالم من تأليف شقيقه الدكتور عطية مشرفه ينفي ذلك ويؤكد موته على فراشه.

التكريمات والألقاب التي حصل عليها :

أنشأت حكومة المملكة المتحدة منحة دراسية لدراسة الدكتوراه تحت اسم منحة نيوتن مشرفة للدكتوراه في المملكة المتحدة.

حصل على لقب الباشا من الملك فاروق لكنه رفضه لأنه لم يجد أفضل من لقب الدكتوراة في العلوم التي حصل عليها.

تم تسمية قاعة محاضرات بكلية العلوم في القاهرة باسمه.

يتم منح مكافأة مالية للطالب الأكثر ذكاء في مجال الرياضيات سنويا وتتولى عائلته ذلك.

قام معهد العلوم المتقدمة بالولايات المتحدة بدعوة مشرفة لزيارة جامعة برينستون ولكن الملك رفض ذلك.

ونختتم حياة أينشتاين العرب بأنه كان مسلم الديانة، وكان من أشهر أقواله ” من أوجب الواجبات على الدولة أن تترك العلماء أحراراً في حكمهم على الأمور، وأن تشعرهم باستقلالهم، لأنهم قادة الفكر، فطالب العلم طالب حقيقة ومن طلب الحقيقة أحب الحق، ومن أحب الحق كان صادقا، ومن كان صادقا كان شجاعا، ومن كان شجاعا كان ذا مروءة، ومن كان ذا مروءة كان كريما، ومن كان كريما كان رحيما وأحب الخير، ونصر العدل وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا