مقالات

فن التواصل مع الآخرين

فن التواصل مع الآخرين

 

كتبت / سلمي محمد

 

التواصل بين الناس فنٌ من الفنون، وهو موهبة لا يملكها جميع الناس بنفس القدر، فالبعض لديهم قدرة كبيرة على التواصل مع الآخرين باختلاف عقولهم وتوجهاتهم وثقافتهم وتطلعاتهم، والبعض يفتقرون إلى أدنى درجات التواصل، ولا يستطيعون أن يحتكوا بالآخرين لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا متفاهمين معهم.

 

التواصل مع الآخرين موهبة، وهي موهبة ضرورية جدًا للدخول إلى عقول الآخرين ومعرفة طريقة تفكيرهم وطريقة التعامل معهم، خصوصًا أنّ التواصل مهم في جميع مجالات الحياة، سواء الحياة العملية أم العلمية أم الاجتماعية أم غيرها، ومن يعجز عن التواصل فسيواجه صعوبات كبيرة في حياته اليومية. يُعدّ التواصل بمثابة الجسر الذي تعبر عليه الأفكار بين العقول، وهو أيضًا مساحة واسعة ورحبة، يُمكن من خلاله أن ينشر الشخص أفكاره على الآخرين، كما يُمكن أن يستفيد من خبراتهم وتجاربهم بتواصل معهم، ولهذا من الضروري جدًا أن يُحاول كل شخص أن يبني جسور التواصل مع جميع الناس.

 

ويعتبر التعامل السليم مع الناس من أبرز الفنون الاجتماعية التي تسعى فئة كبيرة من الأشخاص إلى اكتسابها، وخاصة الأشخاص الذين يواجهون بعض المشاكل والصعوبات في التواصل مع المحيط الذي يعيشون فيه، حيث ينتج ذلك بصورة مباشرة عن ضعف الشخصيّة وعدم الجرأة في التعبير عن الذات، الأمر الذي ينعكس بصورة سلبية على الجانب النفسي والفسيولوجي لديهم، ويضعهم في قالب من العزلة الاجتماعيّة.

 

يوجد العديد من مهارات التواصل الفعال وهي مجموعة متنوعة من المهارات التي تشمل العاطفة والتفكير ولغة الجسد والاستماع والتحدث وإدارة الحوار والإقناع، وغيرها من المهارات التي يستطيع الشخص اكتسابها وتعلمها بنفسه من خلال القراءة وورش العمل والتدريب المستمر.

 

أهم مهارات ومبادئ الاتصال الفعال

 

الذكاء العاطفي

 

الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم ردود أفعال الآخرين والتفاعل معهم وجدانيًا، وتحليل انفعالاتهم، مما يترتب عليه القدرة على التعامل مع كافة أنماط البشر دون خلق المشكلات والنزاعات، وكل ذلك يصب بالطبع في صالح بيئة العمل.

 

ولأن الأشخاص يتأثرون عاطفيًا قبل أي شيء آخر، فقد تغيرت وجهة نظر الكثير من الشركات في آلية التوظيف، فأصبح منهم من يفضل توظيف شخصًا يتصف بالذكاء العاطفي عن غيره الذي يفوقه عقلًا وخبرة بمجال العمل.

 

الاستماع

 

من أهم مهارات التواصل التي لا تخلو منها أي عملية اتصال ناجحة، فالاستماع يعني أن تفهم جيدًا الشخص الذي تتناقش معه وتفهم ماذا يريد وماذا يقصد، فعندها ستتمكن من الرد بطريقة صحيحة، ومن أساليب الاستماع الجيد أن تأخذ وقتك الكافي في الاستماع إلى الطرف الآخر، وأن تطرح الأسئلة لتستوضح ما يقال لك، أو تعيد الكلام الموجه بصيغة أخرى لتتأكد أن هذا هو القصد.

 

التحدث

 

مهارة التحدث هي مرآة لشخصيتك وأفكارك وأسلوبك، فالآخرين يقيمونك من خلالها فإما يشعرون بالارتياح لك أو بعدم الاطمئنان إليك، ولتكون متحدث جيد يجب أن يكون لديك تفكير جيد وأسلوب إقناعي قوي يعتمد على الأدلة والقدرة على التفاوض والمرونة في تقبل الرأي الآخر.

 

لغة الجسد

 

من مهارات الاتصال الفعال التي ستحتاجها بصورة كبيرة في بيئة العمل، وهي أحد أنواع الاتصال غير الفظي؛ فإن كنت موظفًا أو مستقلًا، فنبرة صوتك وحركات يدك وحركة عينك يتوقف عليها رد فعل العملاء، فنبرة الصوت الودودة والأذرع المفتوحة تشجع الأشخاص على التحدث معك بحرية وصراحة.

 

لغة الجسد هي أسلوب عرضك لأفكارك وتعتمد بصورة أساسية على عنصرين وهما؛ جسدك وصوتك، وتشمل حركتك وطريقة جلوسك وإشاراتك واتجاهك وحماستك في أثناء الحديث، إضافة إلى، صوتك وطريقة إلقائك، فالجسد المنفتح والصوت القوي يعطي انطباعًا بأنك شخص قوي ومؤثر، أما الصوت المتردد والمنخفض يعطي انطباعًا بضعف الشخصية.

 

تحدد نبرة صوتك السياق العام الذي ستجري عليه المناقشة فإما أن تكون مناقشة هادئة وفعالة أو مناقشة حادة لن تأتي بجديد، لذلك فالحفاظ على نبرة صوت معتدلة وردود أفعال متوازنة سيقودك نحو اتصال فعال، أما النبرة العدوانية لن تؤدي إلا إلى الخلاف وعدم الوصول إلى حل.

 

الحوار مع الآخرين

 

الناس مختلفين وكل منهم له شخصيته وعاداته وطباعه وفقًا للبيئة التي نشأ وتربي فيها، لذلك فإن الحوار مع الآخر هو مهارة لا بد منها للوصول إلى نقاط اتفاق مشتركة بين الأشخاص في العمل، وفي سبيل اكتساب تلك المهارة تحتاج إلى:

 

التفكير الواعي بالموضوع المطروح، وبمعلومات وأدلة واضحة.

الصدق والموضوعية؛ بمعنى ألا تنحاز لفكرة أو شخص على حساب الآخر.

أن تكون مهذبًا وتعطِ كل طرف حقه في التعبير عن رأيه.

 

الإقناع

 

الإقناع واحدة من أهم مهارات الاتصال الفعال وتعني أن يكون لديك القدرة على التأثير بتفكير الطرف الآخر حتى يغير سلوكه وقراره ويتخذ قرارًا آخر بعد إقناعه بالأدلة وبالتفكير المنطقي، وهذه أهم النقاط التي تساعدك على اكتساب مهارة الإقناع:

 

كن على اقتناع برأيك وفكرتك قبل أن تقنع الآخرين بها.

لا تستمر في جدال دون فائدة، وضح فكرتك بطريقة مختصرة ومدعمة بالأدلة وابتعد عن خلق الخصومات والمشادات الكلامية.

استمع إلى آراء الآخرين واظهر لها الاحترام والاهتمام.

كن ذو تأثير عقلي وعاطفي في آنٍ واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا