التاريخ والآثار

مكانة المرأة عند المصري القديم

 

بقلم: نادين خالد كمال

قد نالت المرأة مكانة رفيعة في مصر القديمة لم يبلغها الكثير من الرجال، حيث وصلت لدرجة التقديس فظهر منهن معبودات كإيزيس وحتحور ونفتيس، وحصل بعضهن على وظيفة دينية مثل كبيرة الكاهنات والمنشدات، واستطاعت المرأة الدخول إلى العديد من ميادين العمل المختلفة؛ فشاركت في الحياة العامة، ووصل بعضهن لعرش مصر؛ وتولين الحكم في فترات مختلفة؛ مثل الملكة \”حتب\” أم خوفو؛ والملكة \”خنت\” ابنة منقرع؛ و \”أباح حتب\” ملكة طيبة؛ والملكة \”حتشبسوت\” التي بلغت شهرتها الآفاق، والملكة \”تري\” زوجة إخناتون.

كما عملت المرأة بالقضاء مثل السيدة \”نبت\” حماة الملك تيتي الأول بالأسرة السادسة، وعمل بعضهن بالطب مثل السيدة \”بسوشيت\” التي حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة، ووصلت الكاتبات منهن والمتعلمات لمناصب مديرة، ورئيسة قسم المخازن، ومراقب المخازن الملكية، وسيدة الأعمال.

ولم تتوقف مهمة المرأة في مصر القديمة عند العمل العام؛ بل كانت – فضلا عن ذلك كله – تعتبر الرفيق لزوجها حيث اعتادت أن تساعده في تدبير شؤون البيت فكانت تستيقظ في الصباح الباكر لإعداد الإفطار له ولأبنائه، وبعد أن ينصرف الزوج وأكبر الأبناء إلى العمل، يذهب الأبناء الصغار مع الماشية والإوز، أو تذهب بهم الأم إلى المدرسة للتعلم وكانت المدرسة بجوار المعبد.

ولما كان الرجل بطبيعته كثير التنقل والترحال بين عدد من الأماكن لممارسة الرعي أو الزراعة، أو أية حرفة أخرى تحقق له الرزق الذي يقتات منه وأسرته؛ فقد كان على الزوجة أن تعمل على تنظيم بيتها، وتهيئة السعادة والرفاهية لزوجها، والعناية بتربية أبنائها، وكانت تخرجا إلى الترعة المجاورة لتملأ الجرة وتغسل الملابس، وتعود إلى منزلها مزودة بما يكفي من الماء لبقية اليوم.

كان على الزوجة أن تعمل على تنظيم بيتها، وتهيئة السعادة والرفاهية لزوجها، والعناية بتربية أبنائها، وكانت تخرجا إلى الترعة المجاورة لتملأ الجرة وتغسل الملابس، وتعود إلى منزلها مزودة بما يكفي من الماء لبقية اليوم

أما الحكيم آني؛ فقد حث على إكرام المرأة؛ فوجه حديثه للرجل قائلا: لا تكون رئيسا متحكما على زوجتك في منزلها، إذا كنت تعرف أنها ممتازة تؤدي واجبها في منزل الزوجية، فهي ستكون سعيدة وأنت تشد أزرها، ويدك مع يدها، فسعادتكما حين تكون يدك بجوارها، وكل زوج ينبغي أن يتحلى بضبط النفس‏ وهو يعامل زوجته…

هذا غيض من فيض مما كان عليه حال المرأة في مصر القديمة، وها نحن نرى بأم أعيننا حالها الآن… فهل آن لمن ناهضها ومنعها حقها اليوم؛ أن يعي ما قاله القدماء؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا