مقالات

المرأة في الإرث الفكري الإماراتي

المرأة في الإرث الفكرى الإماراتي

طالب غلوم طالب

كاتب وباحث إماراتيّ

 

للمرأة حضورٌ بارزٌ في الإرث الفكري الإماراتي عبر التاريخ، حيث لعبت دورًا هامًا في مختلف المجالات ، من تربية الأجيال إلى المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

وفي هذا المثال نلقي الضوء على دورها الأدبي والاجتماعي والاقتصادى في المجتمع الاماراتي ، ففي مجال الإبداع الأدبي وتحديدا الشعر النبطي برزت العديد من الشاعرات الإماراتيات ، مثل: الشاعرة عُوشةُ بنت خليفة السويدي من رُوّاد الشعر الشعبي النسوي الإماراتيّ حيث يتميز إنتاجها منه بالوفرة في الإنتاج الشعري مع التنوُّع وما يتفرد به شعرها النبطي من خصائص جمالية وفنية جعلها تستحق بجدارة لقب (فتاة الخليج) ثم (فتاة العرب) وذلك لما يحمله هذا اللقب من معاني متعددة منها تربُّعها على عرش الأدب النسوي الإماراتي . و الشاعرة عاتكة بنت خلفان التي عُرفت بأشعارها الوجدانية والحكمية. وأيضا الشاعرة موزة بنت سعيدالتي اشتهرت بأشعارها الوطنية والغزلية . وكذلك الشاعرة فاطمة بنت علي التي عُرفت بأشعارها التي تتناول قضايا المجتمع.

هذا الأدب النسائي ساهم في كسر الصورة النمطية عن المرأة ، وساعد في إبراز إبداعات المرأة الإماراتية في مختلف المجالات الشعرية …إلخ. ..أما في المجال الاقتصادى فقد ساهمت المرأة الإماراتية في دعم وتعزيز الحرف الاقتصادية الإماراتية على مر التاريخ فقد تميزت المرأة الإماراتية قديمًا بإبداعها في مختلف الحرف اليدوية، مثل: السدو : وهو صناعة النسيج من الصوف أو الوبر. و التلي: وهو صناعة الدانتيل . والخوص : ومنه صناعة السلال والحصر من سعف النخيل…

كما لعبت المرأة دورًا هامًا في نشر التعليم، حيث كانت تُعلّم الفتيات القرآن الكريم والقراءة والكتابة ، وشاركت في الحياة الاجتماعية والاقتصادىة الإماراتية حيث ساعدت المرأة في الزراعة وتربية الحيوانات ، و شاركت في التجارة وبيع المنتجات المحلية.

ولعبت المرأة دورًا هامًا في تربية الأجيال وغرس القيم الأخلاقية في نفوسهم ، وحظيت بالتقدير والاعتراف بدورها من قبل الدولة ، حيث تم تخصيص العديد من الجوائز والأوسمة لتكريم إنجازاتها مثل جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز التي تهدف إلى تكريم النساء المتميزات في مختلف المجالات.

سياسات تمكين المرأة الاماراتية :

ومن أبرز مظاهر اهتمام القيادة الرشيدة بالمرأة الإماراتية هو سن القوانين والتشريعات التي تعطي المرأة المجال الكبير لاطلاق إبداعاتها المختلفة مثل : سن قانون الأحوال الشخصية ، حيث تم تعديله لضمان حقوق المرأة. و أيضا قانون حماية الأسرة من العنف ، فقد تم إصدار قانون حماية الأسرة من العنف لحماية المرأة من العنف الأسري. كما حرصت القيادة على دعم التعليم و توفير التعليم للفتيات جنبًا إلى جنب مع الفتيان ، مما أدى إلى ارتفاع نسبة المتعلمات ومستوى التعليم بين النساء.

ولا ننسى تمكين المرأة في المجال السياسي حيث شغلت المرأة الإماراتية العديد من المناصب القيادية في الدولة على المستوى المحلي والاتحادي ، بما في ذلك عضوية المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الوزراء.

ونذكر أيضاً تمكين المرأة في المجال الاقتصادي: فقد تم إطلاق العديد من المبادرات لدعم المرأة في المجال الاقتصادي ، مثل :صندوق خليفة لدعم مشاريع الشباب: الذي يُقدّم قروضًا ميسرة للشباب ، بما في ذلك النساء، لبدء مشاريعهم الخاصة، وبرنامج “رائدات الأعمال” الذي يهدف إلى دعم رائدات الأعمال من خلال تقديم التدريب والتوجيه والدعم المالي.

كما اهتمت القيادة الرشيدة بدعم المرأة في المجال الاجتماعي فتصيغ الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة التي تهدف إلى تمكين المرأة في جميع المجالات ، بما في ذلك التعليم والصحة والمشاركة السياسية والاقتصادية.

وكان نتاج الإرث الفكرى للمرأة الإماراتية أن حققت إنجازات كبيرة في مختلف المجالات ، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به للمرأة العربية ، كما احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً في مؤشر تمكين المرأة في مجال التعليم ، وارتفعت نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 46%.

إلهام الأجيال القادمة :

ألهمت المرأة الاماراتية الأجيال القادمة من النساء، حيث أظهرن أن بإمكانهن تحقيق إنجازات كبيرة في مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا