مقالات
أخر الأخبار

نصائح فعالة للعيش بسعادة دون حب

كتبت: بسنت الغباري

 

لا أحد منا يفكر بالمفهوم العميق للسعادة، معتقد البعض أن السعادة لابد من وجود الحب ولكن مع التقدم في العمر واكتشاف الحياة والغوص في أحداثها، تصبح السعادة فجأة أمرًا شديد التعقيد، وتبدأ في أخذ حيز أكبر من حياتنا، فنقضي السنوات باحثين عنها ساعين للوصول إليها، وقد يضيع الكثيرون خلال بحثهم هذا فينسون حقيقة أنهم على قيد الحياة.

حبك الأول يجب أن يكون أنت

يعد فهم الذات ومعرفتها واحدًا من أصعب الأمور على وجه الأرض، وهذا ما يجعل الكثير من الأشخاص يبحثون عن السعادة في المكان الخاطئ، وإنهم يركضون خلفها ويبحثون عنها في الخارج متناسين أن منبعها الحقيقي من دواخلنا، إن لم تكن قادرًا على الإستمتاع برفقة نفسك، فأنت لا تستمتع برفقة الآخرين، وإن كنت تريد الحب، ابدأ بحب نفسك وتقبلها كما هي، كما أن السعادة تأتي من العطاء، وإن كان لابد لك من أن تعطي، فابدأ بالعطاء لنفسك، فالقلب المليء بالرضا والسعادة هو الوحيد القادر على منحها.

تعرف على نفسك

خذ وقتك لفهم ما تريده بالضبط، لأن كلما فهمت نفسك أكثر، قل احتمال تعرضك للأذى من الآخرين، وسوف تغمرك السعادة في اللحظة التي تدرك فيها أن بإمكانك العيش دون الحاجة لإثبات نفسك للآخرين.

أنصت إلى صوتك الداخلي

لا تتردد في الانعزال بعض الوقت والإنصات إلى صوتك الداخلي العميق، حيث لا يمكن لآراء الآخرين سواءً كانت ضدك أو لصالحك أن تؤثر عليك ما لم تسمح لها أنت بذلك، لذا احرص دومًا إزالة الأصوات الخارجية التي تعيق سعادتك، وخصص بعض الوقت لتقضيه بمفردك أنت وأفكارك، ولتتأمل فيه الطبيعة وجمال الحياة من حولك، وستدرك حينها معنى السعادة الحقيقية وستعود مجدّدًا إلى حياتك الاعتيادية بمشاعر إيجابية تساعدك على مواجهة أيّ عقبات تعترض طريقك.

تقبل أحزانك وتعامل معها بشكل صحيح

لا يمكن فصل الحزن عن الحياة، فمحاولة التخلص منه نهائيًا أشبه بالشهيق دون زفير وكلما حاولت مقاومته أكثر ازدادت شدته، كما أن المهرب الوحيد من الحزن هو بتقبّله واحتضانه، وفي كل مرة تواجه موقفًا عصيبًا يُحزنك، توقف قليلاً وفكر في مشاعرك، ثم تقبلها كما هي حيث إننا نعيش في عالم مليء بالعواطف ولا مفر من التعرض للمواقف المُحزنة، فعبر عن حزنك بالطريقة التي تناسبك، فيمكنك أن تبكي أو تغضب، لكن تستطيع أيضًا أن تعبّر عن ذلك بالعزف أو الرسم أو الكتابة أو الغناء أو غيرها، حوّل حزنك دائماً إلى شيء جميل يراه الآخرون، فمن قلب الألم ينبُع الإبداع.

تذكر أن الحياة مليئة بالخيارات

حينما تقسو عليك الحياة، وتوجه إليك ضرباتها المؤلمة، تذكر دومًا أن أمامك خيارين: إما أن تستلم أو أن تتحلى بالشجاعة وتقف من جديد، ومهما بدأ لك من أنه لا حل أمامك، فالحقيقة أنّك دومًا تملك الخيار، لذا احرص على اتخاذ القرارات السليمة التي تقرّبك من أهدافك، وركز دومًا على التطور والتعلم، عندما تفشل أو تتعرّض لموقف مؤلم.

تخلص من السلبية

يُدرك الأشخاص السعداء أن السلبية ستُعيقهم عن المُضي قدمًا في حياتهم، لذا يجب أن يكون التخلّص من الأفكار والمشاعر السلبية على رأس أولوياتك كلّ يوم، وتأمّل محيطك والأشخاص من حولك، وإن وجدت أي شخص يُشعرك بالإحباط أو بأي شيء سلبي لا تتردد أبدًا في إزالته من حياتك، ولاتتنازل إطلاقًا ولا تتهاون حينما يتعلّق الأمر بالأفكار السلبية، فهي مصدر كلّ معاناتك ومشاكلك، كما بمقولة تشارلز آر سويندول”الحياة عبارة عن 10% مما يحدث معنا و 90% من سلوكنا تجاهه”.

كن مكتفياً بذاتك

السعادة الحقيقية ستملأ حياتك عندما تركز على نفسك وتقضي وقتك في تحسينها، فاجعل تركيزك منصبا على نفسك فقط، أفهم ذاتك وحسّنها وطوّرها، وحينها فقط سيصبح في وسعك معاملة الآخرين جيّدًا، وإن سألت الناس حول الطريقة التي يرغبون في أنّ يتمّ التعامل معهم بها، فلن تجد حتمًا أيّ شخص يجيب بأنه يريد أن يتمّ التعامل معه بشكل سيء، ومع ذلك فجُمل مثل: “عامل الآخرين كما تحبّ أن تُعامل” أو “عاملهم كما يحبون أن تتمّ معاملتهم”…مثل هذه الجمل قد تكون بلا معنى، لأنها تركّز على الآخرين وتجعلك تنخرط أنت ومشاعرك في تصرّفات الآخرين ولا تعود عليك بأي نفع.

في النهاية لا بد من التأكيد مجدّدًا أنّ الحياة لا تخلو من المصاعب والأحزان، ومن دونها لا يمكننا أن نتعلّم ولن يكون بوسعنا تقدير قيمة السعادة ما لم نجرب الحزن، ولكن يبقى من المهمّ دومًا أن ندرّب أنفسنا على التعامل مع الأوقات العصيبة بحكمة لضمان أن تمرّ سريعًا دون أن تحطّمنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا