الأساطير والمجتمع.. كيف تشكل الأساطير الهوية والقيم والمعتقدات والسلوك في المجتمع

الأساطير والمجتمع.. كيف تشكل الأساطير الهوية والقيم والمعتقدات والسلوك في المجتمع

كتبت – نضال حمدي

قصص وحكايات ترمز للمواقف المختلفة والسلوكيات التي تشكل عاداتنا، أساطير تروي أحداث في عصور ما، كائنات تفوق الطبيعة وظواهر خارقة وتطور عادات وقيم تبعا لها، الأمر ليس غريبا فالأساطير جزء من الثقافات التي تبنى عليها المجتمعات والحضارات، وتكوّن الفكر لدى الشعوب. وقد تناولتها الحكايات بصيغ مختلفة وتناقلت من بلد لآخر بعضها تم نسيانه والبعض الآخر لازال جزءا من هويتنا يختلط بها ويظهر أثره في ثوابت تفكيرنا.

نخطئ حينما نظن أن مع تغير العالم وتطوره تتغير المعتقدات فقوى التفكير خاضعة لتأثير قناعات الإنسان الذي مهما تقدم وتطور تسيطر على عقله المعتقدات الشائعة، والأسطورة حية فيه ما دام على قيد الحياة وتتمكن منه.

ما هي الأسطورة؟

الأسطورة هي النموذج المثالي للحياة البشرية، تخلق نماذج خارقة تضاهي الواقع في المواقف المختلفة وهي مثال للروايات المقدسة غير القابلة للتكذيب، فهي فلسفة وعلم وفكر لتعليم مواقف عقلية كثيرة ويشار إليها بمصطلح ميثولوجيا.

الأسطورة تجارب أجيال سابقة، والمجتمعات ذات الأساطير لديها ميراث ثقافي حافل بأنماط ترفيهية محببة، لديها عمق لمفهوم الأخلاق والدين، لديها خبرات من الخيال والإبداع والأدب والإلهام.

أشهر الأساطير

أما من أشهر الأساطير التي تسيطر علينا حتى اليوم بل ويجهل البعض كونها أسطورة:
البعبع: المخلوق الخرافي الذي تتبارى الأمهات في تخويف الأبناء به، وهو كائن مخيف لكلمة أصلها مصري قديم أطلقها المصريون القدماء.

العنقاء: واختلفت فيه الأساطير التي يقول بعضها بأنه سمي نسبة لعنقه الطويل، أو يربطونه بأصحاب الرس المذكورين في القرآن الكريم، وذكر أنه طائر يظهر كل 500 عام.
الغول: وورد لنا ما ورد عن ذكره أنه كائن مشقوق العين بالطول وإذا ضربه الإنسان ضربة مرة واحدة يموت، وفي إحدى الأساطير أنه من الجن ويمكن التخلص منه بتلاوة القرآن.

أسطورة علاء الدين والمصباح السحري: وهي أشهر الحكايات المعروفة، علاء الدين ومصباحه القصة التي يعرفها الكبار والصغار في كل أنحاء العالم الشاب الفقير الذي يحصل على المصباح السحري ذي الجني الذي يحقق أمنيته.

علي بابا وال40 حرامي: من ضمن حكايات ألف ليلة وليلة عن علي بابا الحطاب الذي اكتشف مخبأ اللصوص بكلمات سحرية “افتح يا سمسم” التي نتوارثها حتى الآن وتمكنه من اكتشاف الكنوز.

السندباد البحري: المغامر الشجاع، ويرجع تاريخه إلى أرض العراق ولقاءاته المتعددة مع المخلوقات السحرية في الجزر البعيدة والبحار.

زرقاء اليمامة: وهي امرأة من مدينة نجد تميزت بقوة بصرها التي تشبه السحر فكانت تمكنها من التنبؤ بما يحدث في المستقبل والنظر لمسافات بعيدة.

والكثير من الأساطير التي تعتبر نوع من الأدب تحكي لنا قصصا غير تقليدية في قالب خيالي محبب يزرع فينا ربما شيء من القيم أو يكون مكملا لحكايات اخترنا أن نرويها لأطفالنا، تأملات وحكم وعبرة وخلاصة نستفيد بها، وحبكات مميزة تلعب دورا أساسيا في مجتمعاتنا وثقافتنا دون الاستناد على زمن ثابت أو حتى منطلق معين أو ألفة لما نسمعه، كل الحكاية مجرد أسطورة.