قيم بناء أسرة ناجحة

كتبت : منار السيد

الأسرة هي الداعم الأول للأبناء و اللبنة الأساسية لتنشئة أجيال قادرة على بناء مجتمع قوي وهي التي تساعد في توفير مناخ سليم وبيئة نقية لبناء جيل سوي متوازن نفسياً مرن فكرياً وقادر على بناء مجتمعه ورفع شأن الأمة وفيما يلي سنتعرف على أهم القيم والسمات التي تساعد في بناء أسرة ناجحة :

1 – التقدير

إنه من الضروري أن يحظى كل فرد من أفراد الأسرة على التقدير والاحترام و أن يسود التقدير بين أفراد الأسرة وذلك لتعزيز الروابط والعلاقات بين أفراد الأسرة مما يؤثر إيجابياً على الفرد وعلاقته بأسرته ومجتمعه ، وذلك لتهيئة كل فرد على تقدير واحترام نفسه أولاً واحترام من حوله سواء في الأسرة أو في المجتمع .

2 – التواصل

من أهم عوامل نجاح الأسرة هو التواصل وخلق لغة الحوار بين أفراد الأسرة ، حيث من المهم جداً تخصيص وقت لمناقشة أمور حياتهم وإبداء الرأي فيما يدور حولهم من أحداث وقضايا ليشعر كل فرد من أفراد الأسرة أن لرأيه أهميه وأن لكل فرد حق وحرية التعبير عن نفسه و رأيه فيكتسب شجاعة التعبير عن رأيه في الأسرة والابداء برأيه في قضايا المجتمع .

3 – الحب

من أهم الأسس التي تساهم في نجاح ورقي هذا الكيان ومن أهم القواعد التي يُبنى عليها ، فتنشئة الأبناء على الحب والتعبير عنه يساهم في بناء أجيال محبة لأنفسهم محبة لأسرتهم محبة لمجتمعهم ولكل شئ محيط بهم ، الحب الغير مشروط يمثل دافع لدى الأفراد لتحقيق النجاح في دراستهم أو أعمالهم ويبني أجيال تتحمل المسؤولية ، فالحب يساعد في تقوية العلاقة بين أفراد الأسرة وتنمية  شعور الانتماء للأسرة والمجتمع .

4 – المشاركة

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش إلا في جماعة ولا يمكنه العيش بمفرده فيلجأ دائماً للمشاركة ، مشاركة نجاحه ، أحزانه ، وأفراحه مع من يشعر معهم بالارتياح ، من المهم أيضاً مشاركة الأبناء اهتماماتهم المختلفة وذلك لبث السعادة في نفوسهم ، ومشاركة الأبناء إعداد الطعام مع الوالدين لتعزيز التعاون بين أفراد الأسرة ، فمشاركة الأسرة ينمي الشعور بالاطمئنان والراحة لكل أفراد الأسرة وينمي الاحساس بالأمان .

5 – التسامح

من أهم القيم التي يجب تنشئة الأجيال عليها ويجب توافرها في كل أسرة ، حيث تعتبر الأسرة هي المصدر الأول والرئيسي لبث القيم في نفوس أبناءها ، فالشخص الذي يتحلى بقيمة التسامح يمكنه تقبل أخطاء الآخرين ويعفو عنهم وأيضاً تمكنه من امتلاك ثقافة الاعتذار للأخرين إن أخطأ فيكتسب الثقة بالنفس ، وينبذ الكراهية والحقد ،
فالتسامح من القيم النبيلة التي تساهم في نشر السلام والحب بين أفراد الأسرة والمجتمع أيضاً.

6 – الأمان

فالأمان هو الشعور الأعظم الذي تمنحه الأسرة لأبنائها ، أن يشعر كل فرد من أفراد الأسرة أنه في مأمن وحماية من أسرته حتى لو أخطأ فهذا يكسبه شعور الثقة بالنفس والإطمئنان ، فالأسرة تمثل الحصن المنيع لهم ، العناق لغة قوية للشعور بالأمان ، فالأسرة بالنسبة لأبنائها تعني الأمان وإن غاب الأمان فلا ضرورة لدور الأسرة .

7- تقبل الرأي الأخر

“اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ”
لابد وأن تكون هذه القاعدة الأساسية التي يُستند عليها كل أفراد الأسرة للعيش في هدوء وسلام ، فمن الضروري معرفة أن الاختلاف أمر طبيعي ويجب احترام اختلاف الأخرين ، هذا لايعني أن يكون أحد الأطراف على صواب والآخر خطأ ولكن لكل فرد وجهة نظر خاصة به من حقه التعبير عنها ، وهنا يأتي دور الأسرة في تربية أجيال مرنة فكرياً تحترم وتتقبل اختلاف الأخرين ، فالاختلاف أحياناً مفيد حيث يجعل الأفراد تكمل بعضها البعض مما يساعد في تعزيز وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة وتكامل المجتمع .

8 _ الحفاظ على الخصوصية

الحفاظ على الخصوصية أمر هام ، ومن أهم المبادئ التي يجب تربية وتنشئة الأجيال عليها ، حتى لا تصبح أسرار الأسرة أمر مشاع على مرأى ومسمع من الجميع ، وعند حدوث المشكلات يجب التعامل معها بحذر بعيداً عن الأبناء ، فحدوث المشكلات أمر طبيعي في جميع العلاقات ولكن معرفة الأطفال من المحتمل أن تبث الخوف في نفوسهم وزعزعة استقرارهم النفسي ، كما يُفضل حل المشكلات دون تدخل الأهل والأصدقاء ، وذلك للحفاظ على استقرار الأسرة وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة .

9 – الاهتمام

إن الاهتمام بالمظهر والمأكل أمر مهم ولكن الأهم أيضاً الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية التي تمكن أفراد الأسرة بإنجاز مهامهم على أكمل وجه ، واهتمام الأسرة بتوجيه طاقة أبناءها لممارسة الرياضة أو تنمية مهاراتهم ومواهباتهم وتوفير فرص تعليم جيدة للأبناء يساهم في بناء أجيال قادرة على خدمة وطنها .

هذه بعض من القيم والسمات التي تساعد في بناء أسرة ناجحة قوية تساهم في تقدم ورقي المجتمع من خلال تقديم أجيال تتمتع بالرضا والاستقرار النفسي حيث تمثل الأسرة الخلية الأساسية لبناء المجتمعات ورقيها .