المرأة وقضايا المساواة في المجتمع

كتبت: إيمان قاسم

إن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة يعد حق أساسي من حقوق الإنسان، بجانب كونه أمر ضروري لإرساء السلام في المجتمعات، واستغلال إمكانيات المجتمع كاملة، ومن ثم تحقيق التنمية، وعلى مدار سنوات استطاعت البلدان العربية تحقيق تقدم ملحوظ في تمكين المرأة، إلا أنه لا تزال المرأة تعاني من التمييز على أساس نوع الجنس.

المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام:

قد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية، ليست محددة على كون أحدهما ذكر أو أنثى، بل تحددت على أساس التقوى والعمل الصالح قال تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، وفي المسئولية والعقاب ففي ميزان الشرع كل إنسان مسئول عن عمله قال تعالى: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”، وفي الحقوق المدنية فقد ساوى الله بين الجنسين في التعاقد والبيع والشراء وفق الشريعة الإسلامية.

لم يدعو الإسلام إلى المساواة بين الرجل والمرأة في جميع الجوانب وذلك في قوله تعالى: “وليس الذكر كالأنثى” والمطالبة بالمساواة بينها وبين الرجل وغض الطرف عن الفروق في التكوين والخلقة، فذلك يوقع المرأة في ظلم ويحملها فوق كاهلها بما لا يتناسب مع طبيعة المرأة التي خلقها الله عليها.

المساواة في التعليم:

تواجه المرأة عدة عقبات في إمكانية حصولها على التعليم، ويرجع ذلك إلى حالة الفقر التي تعاني منه الأسر، أو حالات التسرب المدرسي والزواج المبكر، فضلًا عن التحيز الجنسي في الصفوف الدراسية؛ من هنا يجب على الحكومة أن توفر بيئة تعليمية متساوية، إن الأنثى لديها الحق في الحصول على التعليم الأساسي وصولًا لمراحل التعليم العالي، وضمان حصول الفئة الفقيرة على التعليم بنفس الجودة التي يتلقاها غيرهن من الأثرياء.

يتجلى الاهتمام بتعليم المرأة في تحقيق التنمية سواء على المستوى الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي، وعلى الجانب الشخصي تنعكس قدرة المرأة المتعلمة على تحسين ظروف حياتها المعيشية.

المساواة في العمل: 

في القرن الماضي كان العمل مقتصر على الرجل باعتباره عائل الأسرة والمرأة ربة منزل، وتلتحق المرأة بمهن محدودة ملائمة لها حسب تكوينها الجسماني ودورها الإنجابي، وهي إحدى المسائل الهامة لضمان المساواة بين الرجل والمرأة في العمل، ومنع المؤسسات من اتخاذ إجراءات أو توقيع عقود تقييد حقوق المرأة الإنجابية.

وتتضح آثار المساواة بين الجنسين في العمل في الأداء المنظم والجيد، وتقديم رؤى ومقترحات تساهم في الارتقاء بالمؤسسة، فضلًا عن تقديم حلول فعالة للتحديات التي تواجه الشركة، علاوة على أن التنوع في العقليات في بيئة العمل يخلق نوع من التنافس ويعزز من الإبداع والابتكار بين العاملين من الجنسين.

المساواة في المشاركة السياسية:

يشغل الرجال معظم المناصب السياسية، مقابل تمثيل ضعيف للمرأة، وقد أدى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ٢٠١١ إلى مشاركة المرأة في السياسة بعد أن ظل دور المرأة في المجال السياسي مهمش إلى حد كبير، وبلغت نسبة مشاركة المرأة في المجال السياسي في نوفمبر ٢٠١٤ بنسبة ٢٨٪ من أعضاء مجلس النواب في دول الإتحاد الأوروبي.