مقالات

عالم الحيوانات المفترسة والحكمة من خلقها

 منة عصام

 

الإنسان كائن فضولي بطبعه،خلقه الله حتى يبحث ويتأمل، لم يخلقه حتى يكون إمعة، فهو منذ ولادته لديه طاقة ورغبة كبيرة في اكتشاف العالم من حوله ومن أكثر العوالم التي تثير الإثارة والدهشة والفضول لدى الإنسان هو عالم الحيوان، وخصوصًا وإن كانت هذه الحيوانات هي الحيوانات المفترسة فإن الفضول حول طبيعتها وفوائدها في البيئة يزيد.

والمتعارف عليه حول الحيوانات المفترسة أنها حيوانات تتغذى على الحيوانات الأخرى، أي أنها حيوانات آكلة للحوم، ومنهم أيضًا من يرى الإنسان فريسة له ويهاجمه، وأكثر ما يميز تلك الحيوانات أنها تمتلك قوة جسدية هائلة، وذلك الأمر لا يختص بالحيوانات البرية فقط، بل يتضمن الحيوانات البحرية مثل أسماك القرش وأيضًا الطيور الجارحة.

ومن مميزات الحيوانات المفترسة البرية وخاصة التي تتغذى على الجثث، أنها تحافظ بنسبة كبيرة على البيئة، كما تحافظ أيضًا على التنوع الحيوي، لذلك وإن كنا لا نرى بها سوى الأشياء السلبية الظاهرة لنا ولكنها بالتأكيد نعمة كبيرة من الله في حياتنا لتأثيرها الكبير في البيئة .

 

أسلحة الحيوانات المفترسة

لدي كل حيوان الأدوات والطرق التي يستخدمها لصيد الفريسة ومن هذه الأدوات:

•الرؤية:

 تعد أهم حاسة عند الحيوان المفترس هي حاسة البصر، وعند بعض الحيوانات تكون العيون في مقدمة الرأس وهذا الموقع يعطي رؤية مكبرة للأشياء ويساعد الحيوان المفترس على تحديد سرعة ومسافة الفريسة بالنسبة له. وعند الطيور التي تصطاد فرائسها في الهواء تمثلها الرؤية الحادة أو الرؤية التلسكوبية وهي أقوى ثمان مرات من قوة نظرنا كبشر.

 يعتمد بعض الحيوانات المفترسة على مجموعة من العيون؛ فيوجد لدى العقارب والعناكب مجموعة تتألف من ست إلى ثمان عيون بعضها يقوم بنقل الصورة والبعض الآخر يقدر المسافة ويراقب الحركة.

كما أن عند الحيوانات التي تقوم بالصيد في الليل مرآه في مؤخرة عينيها تستطيع من خلالها الرؤية في الظلام مثل حيوانات أعماق البحار.

•السمع :

يتمتع الحيوان المفترس بحاسة سمع قوية جدًا ومميزة مثل الخفافيش، وبعض الحيوانات تعتمد على الاهتزازات التي يشعرون بها بأجسادهم لتحديد مصدر الصوت، فاهتزازات حركة الفريسة تنتقل عبر عظام الثعابين والسمندل إلى الأعصاب القريبة من آذانهم.

•الشم:

بعض الحيوانات المفترسة تستطيع أن تتبع آثار الحيوانات عن طريق حاسة الشم القوية، فمثلا سمكة القرش تمتلك حاسة شم قوية ولكنها تعمل بشكل مختلف، فهي تستطيع عن طريق تدفق الماء خارج وداخل فتحات الأنف التعرف على الروائح في الماء على بعد ميلين.

والغريب عند الثعابين أنها تستخدم ألسنتها للشم، فعندما ترى ثعبانًا يلقي بلسانه حوله فإنه بذلك يشم الهواء ويميز الروائح الموجودة به عن طريق التقاط جزيئات الغبار التي يتم نقلها إلى أجهزة الكشف عن التذوق وهذا يخبر الثعبان بدقة عن مدى قرب الفريسة منه.

 

استراتيجيات الصيد عند الحيوانات المفترسة 

 

•المراقبة والترصد: هذه الطريقة لا تتطلب قدرا كبيرا من الطاقة، فهي تعتمد على المراقبة بدون حركة أو لفت انتباه الفريسة حتى تأتي اللحظة المناسبة للهجوم عليها، هذه الطريقة يعتمدها طائر مالك الحزين أو الطيور التي تنتمي إلى أسرة البلشونيات.

•المطاردة: هذه العملية قد تستغرق وقتًا كبيرا، مثل الصقور التي تطارد فرائسها لمدة طويلة و تبذل فيها الكثير من الطاقة؛ ولهذا السبب تميل الصقور إلى اصطياد القوارض والطيور أكثر من الجنادب؛ لأنها تحتاج فريسة تعوضها عن كمية الطاقة المفقودة من عملية المطاردة، والجندب لا يقدم لها القيمة الغذائية الكافية التي تعوضها قدر الطاقة المفقودة من صيده.

•الصيد بطريقة الكمين والفخ والانتظار:

هذه الطريقة تتطلب الكثير من الوقت والقليل من الجهد والحركة، ويعد هذا الأسلوب من أكثر الأساليب المستخدمة لدى الحيوانات المفترسة، حيث تقوم بعمل الكمائن الفردية أو الجماعية التي تساعدها على اصطياد الفريسة واستدراجها، وعادة ما يقوم الأسود والنمور بعمل الكمائن ومحاولة انتظار وانتهاز الفرصة المناسبة للهجوم على الفريسة بصورة بها عنصر مفاجأة وعدم قدرة الضحية على التفكير في طريقة للهرب.

•العمل بروح الفريق:

تفضل بعض الحيوانات ملاحقة فرائسها من خلال العمل بصورة جماعية على شكل قطعان أو مجموعات، مثل الضباع والذئاب والأسود الذين يعتبروا أكثر الحيوانات قدرة على اصطياد الفرائس بصورة مذهلة.

•الصيد بالاعتراض: تعمل الحيوانات المفترسة على معرفة الاتجاه الذي من الممكن أن تسير الفريسة فيه وتعمل على اعتراض طريقها والهجوم عليها بصورة احترافية، وهذا الأسلوب في الصيد يعتمد على السرعة بشكل كبير وطريقة معرفة اتجاه الفريسة بصورة دقيقة.

 

فوائد الحيوانات المفترسة 

 

•تساهم في قيام النظام الإيكولوجي المسؤول عن توازن البيئة بشكل كبير، فالنظام البيئي يتميز بالتوازن المحوري عند الحيوانات أيضًا ليس عند الإنسان فقط، إذ تساعد في الحفاظ على البيئة من خلال التغذي على النباتات والحيوانات الأخرى؛ لأن النظام البيئي بطبيعته التي تتميز بالتوازن يجب فيه أن تكون أعداد النباتات والحيوانات في البيئة بقدر معين لا يكبر أو يصغر لدرجة كبيرة تتسبب في حدوث خلل في التوازن البيئي.

•وجود الحيوانات المفترسة يهدف بشكل كبير إلى صيد الحيوانات الضعيفة أو المريضة وذلك الأمر يحمي نسل الفريسة من انتشار المرض، كما أنها تحافظ على البيئة من خلال تغذيتها على الجثث.

•لها دور في بعض الوظائف مثل تخزين الكربون، والحفاظ على تآكل التربة.

•يستفيد من صيدها الإنسان في الحصول على جلودها وصناعة الكثير من الأشياء منه كالملابس والأحذية والأثاث والحقائب وغيرها، كما يستفيد منها في الجانب الترفيهي بوجودهم في حدائق الحيوانات، أو في عروض السيرك، وأيضًا بعض الدول كالسعودية تستخدمه للحراسة.

 

إن المؤمن بالله يكون مؤمنًا دائمًا أن الله حكيم عليم خلق كل شيء لحكمة بالغة، لم يخلق شيئًا عبثًا، وإنما لكل مخلوق على وجه الأرض وظيفة يؤديها تعود بالنفع على الإنسان وعلى المخلوقات الأخرى قال تعالى:قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ)، فبوجود المخلوقات الضارة تظهر دائمًا حكمة وأشياء نافعة من خلقها، فمثلا قد ظهر بالطب والتجربة أن عددًا من العقاقير النافعة تُستخرج من سم الأفاعي وما شاكلها، فسبحان من جعل الأمور التي ظاهرها الضرر بها أمور نافعة، فهذا ما يجب أن يعتقده الجميع، إن كل شيء خلقه الله لحكمة وليس في مخلوقاته شر بل لابد أن يكون لها خير من وجه آخر، فالكون مسرح للتوازن العظيم في كل شيء، وكل شيء قد قدر الله فيه تقديرًا دقيقًا عظيمًا قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرا) وقال:(وما أُوتِيتُمْ مَنِ العِلْمِ إِلاّ قَليلاً) وقال:(واللهُ يَعْلَمُ وأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمونَ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا