في عيد ميلاده ال60..محطات في حياة أشرف عبد الباقي

كتبت: خلود أحمد

 

لا يوجد شخص لا يترك أثرا في حياة أشخاص آخرين، ففي كل يوم نقابل من يترك بداخلنا أثرا، يؤثر بنا ونؤثر فيه مهما بلغ درجة هذا الأثر إلا إنه يظل ذلك الأثر وتستمر معه باقي الآثار التي نهتم بمعرفتها والاستفادة منها.

كلما زاد عمر شخص كلما زاد أثره في الواقع الذي يعيش به، فماذا إذا كان كل أعمال هذا الشخص ماهي إلا أثر فني يتركه ويؤثر به في اشخاص كثيرين.

وإذا تحدثنا عن الأثر المختلف والرائع والمؤثر بما تحمله الكلمة فيجب ذِكر اسم الفنان ” اشرف عبدالباقي” الذي وضع علامة مميزة في تاريخ السينما  المصرية ولذلك دعونا نعرف تاريخ هذا الأثر الرائع والمشرف.

 

الفنان”أشرف عبد الباقي” واسمه بالكامل أشرف أحمد عادل عبد الباقي.. من مواليد 11 سبتمبر 1963م، من كبار الممثلين المصريين، وُلد في حي حدائق القبة في مصر، تخرج من كلية تجارة جامعة “عين شمس”، كان يحب التمثيل والمسرح لذلك التحق أشرف بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ مشواره الفني والذي لم يبدأ فقط في ذلك الوقت بل بدأ بانضمامه إلي فرقة كلية تجارة ليشارك في بعض المسرحيات التي تقدمها الكلية، كما انضم  لفرقة الهواة، وبسبب حبه الشديد للتمثيل قام بتمثيل مايقرب من 80 مسرحية قبل بدء دخوله إلى مجال الفن بشكل كلي وكان ذلك بين عامي 1984:1979 م، وعن طريق كل هذه المشاركات تم اكتشافه عند مشاركته في مسرحية “خشب الورد” من قبل  المخرج” هانى مطاوع”، ولكن تم تقديمه لأول مرة في السينما بواسطة  ” رأفت الميهي”، وقام بعدها أشرف بإغلاق مصنعه المخصص في أعمال الألومنيوم والديكور.

 

بدأ “أشرف ” مشواره في مجال السينما عن طريق بعض الأعمال التي تركت أثرا منذ بدايته، كما أنه قدم العديد من الأدوار العظيمة في مجال المسرح والمسلسلات خاصةً أجزاء مسلسله الكبير” راجل وست ستات” الذي لاقى شهرة واسعة مع صدور كل جزء له.

يمتلك الفنان اشرف عبد الباقي العديد من الأدوار التي تركت أثرا خاصةً في نفوس المشاهدين، لأنه كان يعتمد في أعماله الشخصيات الكوميدية المؤثرة .

 

وعلى ذِكر بعض هذه الأعمال سنقوم بِذكر دور الدكتور” مهيب” الذي جسد شخصيته في فيلم” حب البنات” والذي تم عرضه سنة 2004م مع بعض البطولات الرائعة أهمهم: حنان ترك، وليلي علوي، وأحمد عز، وهنا شيحة.

وبعيدا عن أن شخصيته كانت شخصية كوميدية إلا انها كانت مؤثرة جداً، خاصةً إنه لم يكن مجرد طبيب نفسي يعالج بعض المرضى والمقربين منه، بل كان شخصا متصالحا مع ذاته بدرجة كبيرة، يدرك ما يفعل.

ترك بداخلنا بعض الجمل المؤثرة وقتها، ومنهم: انا كل المشاكل اللي قابلتها دي كانت بسبب الحب، وأنت ناوي تحب امتى  يا منيل.

أغلب الجمل تركت بداخلنا بعض الأثر، و تبقى رغم قدم الشيء وقدم الحدث نفسه.

 

لم تكن تلك الشخصية هي فقط المؤثرة، فقد قام أشرف بتقديم فيلم” على جنب يسطا” الذي جسد به شخصية “صلاح” و أبهر جميع المشاهدين بمشاهد الفيلم التي من كثرة براعته في تجسيد الشخصية اقتنع  البعض أنها حقيقة، وأيضا أدواره في عدة افلام وأعمال سينمائية أخرى ، حيث كان ضيف شرف في عدة أفلام ورغم صغر حجم الدور إلا أنه استطاع الوصول لقلوب المشاهدين بكل سهولة ويسر.

 

وإذا قمنا بذكر أدواره كضيف شرف في بعض الأفلام، فنجد إنه التقى بالعديد من النجوم وهو ضيف شرف ومن أهم هؤلاء النجوم الفنان القدير ” عادل إمام” في فيلم ” عريس من جهة امنية ” ، كما  شارك العديد من الفنانين ومنهم: حسن حسني، وأحمد رزق ، ومها أحمد، وسامح حسين في فيلم ” لخمة راس” والذي قام بتجسيد شخصية كوميدية فيه، و لم تكن هذه المرة الأولى في مشاركة الفنان سامح حسين فقد كانوا شركاء النجاح بسبب مسلسل” راجل وست ستات”، أيضا قام بمشاركة الفنان ” محمد هنيدي” في فيلم ” صاحب صاحبه” والذي كان من أفضل أفلام أشرف عبد الباقي وقتها.

 

كما أن مشاركته في المسلسلات لم تقتصر على هذا المسلسل فقط فشارك أيضا في مسلسله ” عائلة زيزو” مع الفنان القدير “لطفي لبيب”، و نسرين أمين ، وإبرام سمير، ولم يكن هذا هو مجاله الوحيد بل قام بالمشاركة في تقديم بعض البرامج الترفيهية .

 

لم يترك أشرف مجال المسرح بل  اتجه إلي مجال المسرح بشكل كبير وقدم العديد من المسرحيات مع نماذج شابة ويعتبر السبب الوحيد الحقيقي لظهور كل هذه النماذج وانضمامهم لمجال التمثيل. قام  أشرف عبد الباقي بعرض بعض المسرحيات في ” تياترو مصر” بمشاركة عدد من الفنانين الشباب ومنهم: دينا محسن” ويزو”، علي ربيع، مصطفى خاطر، محمد أنور،  حمدي المرغني، سارة عبد الرحمن، عمر متولى، إبرام سمير، محمد عبد الرحمن” توتا”، وإسراء عبد الفتاح، ومحمد اسامة” أوس أوس “.

 

كل هؤلاء النجوم كانوا من ضمن المشاركين مع أشرف عبد الباقي في العديد من مسرحيات” تياترو مصر “، ولم يكتف أشرف بهذا فقط بل  قام بتقديم مسرحيات أخرى وهي مسرحيات” مسرح مصر” التي لاقت شهرة واسعة، وكانت سببا حقيقيا في دخول السعادة على قلوب المشاهدين جميعهم وذلك بسبب التعاون على إيصال الغرض الحقيقي من المسرحية في هيئة كوميدية رائعة.

 

نحن نتحدث عن تاريخ عربي صريح عن شخص أهدى المجال الفني أفكاره وكوميديته وابتكار الفني وتمثيله، سنوات من السعادة والابتسامة لمجرد رؤية اسمه مذكور في أي عمل فني، وذلك لأن أشرف عبد الباقي لم يكن فقط ممثلا بل هو من وضع الأصول الحقيقية للتمثيل المسرحي والفني ولم يكتف بذلك، ولكن وضع بصمة أثره في كل قلب و كل بيت.