“الذكاء الاصطناعي” .. خطـر يُهدد البشـرية

 

كتبت: رويدا عبد الفتاح

 

في السنوات الأخيرة، تطورت تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ومثير للإعجاب، وتم تطبيقها في العديد من المجالات مثل الطب، والصناعة، والتجارة الإلكترونية، والأمن السيبراني، وحتى الروبوتات الذاتية القيادة. ومع ذلك، يثير هذا التقدم السريع العديد من القلق والمخاوف بشأن الآثار السلبية المحتملة لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة هذه. في هذا المقال، سنناقش خطر الذكاء الاصطناعي وتأثيره السلبي المحتمل على المجتمع والبيئة.

• الذكاء الاصطناعي:

يعتبر الذكاء الاصطناعي تطورًا تكنولوجيًا مذهلًا، حيث يتميز بالقدرة على معالجة البيانات وتحليلها بطريقة أسرع وأكثر دقة من البشر.

• آليات تقييم المخاطر المحتملة للاستخدامات الخاطئة للذكاء الاصطناعي:

تقوم آليات تقييم المخاطر المحتملة للاستخدامات الخاطئة للذكاء الاصطناعي على تحليل مخاطر محتملة تنجم عن استخدام هذه التقنية، وتقييم الآثار السلبية المحتملة على البشرية والمجتمع.

ومن بين الآليات التي يمكن استخدامها لتقييم المخاطر المحتملة للاستخدامات الخاطئة للذكاء الاصطناعي:

1- تحليل المخاطر:

يمكن أن تنجم عملية تحديد وتحليل المخاطر المحتملة عن استخدام الذكاء الاصطناعي، و تقييمها بناءً على معايير محددة. حيث يتم تحديد المخاطر بناءً على الأسس الأخلاقية والقانونية والتقنية، وتقييم درجة الخطورة التي يمكن أن تشكلها هذه المخاطر.

2- تقييم التأثير الاجتماعي:

هي عملية تحديد التأثير الاجتماعي المحتمل للاستخدامات الخاطئة للذكاء الاصطناعي، وتحليل الآثار السلبية المحتملة على المجتمع والفرد. ويتضمن هذا التقييم دراسة التأثير على حقوق الأفراد والحريات الشخصية والخصوصية، وكذلك تأثيره على الوظائف والاقتصاد والسوق.

3- تحليل الأثر البيئي:

تُعرف بعملية تحديد التأثير المحتمل للاستخدامات الخاطئة للذكاء الاصطناعي على البيئة، وتحليل الآثار السلبية المحتملة على البيئة والطبيعة. ويتضمن هذا التحليل دراسة التأثير على الغلاف الجوي والتربة والمياه والحياة البرية والبحرية، وتقييم درجة الخطورة التي يمكن أن تشكلها هذه المخاطر على البيئة والكائنات الحية.

4- تقييم الأثر الاقتصادي:

يُقصد بها عملية تحديد التأثير المحتمل للاستخدامات الخاطئة للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، وتحليل الآثار السلبية المحتملة على السوق والوظائف والاستثمار. ويتضمن هذا التحليل دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الاستثمارات والشركات والوظائف والعمالة، وتقييم درجة الخطورة التي يمكن أن تشكلها هذه المخاطر على الاقتصاد.

• أبرز اتجاهات التكنولوجيا التي يقودها الذكاء الاصطناعي:

يشهد العالم تغيرات تكنولوجية هائلة بالذكاء الاصطناعي، أثار بعضها مخاوف بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي على البشر. حيث يقول الخبراء إن اتجاهات التكنولوجيا الأكثر إثارة للقلق تشمل:

– الروبوتات الواعية: فهي قادرة على تطوير المشاعر والعواطف، ويمكنها اتخاذ قراراتها وتنفيذها. حذر الخبراء من مخاطر هيمنة هذه الروبوتات وإمكانية رفضها لتنفيذ الأوامر البشرية في المستقبل.

– تكنولوجيا الدمج بين الإنسان والآلة: على الرغم من أن اندماج الآلات والتكنولوجيا يمكن أن يجلب فوائد لجسم الإنسان، وخاصة الفوائد الطبية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي بطريقة تسمح باتصال الدماغ بأجهزة الكمبيوتر، وسيُساء استخدامه في المستقبل للسيطرة على البشر.

– الطباعة ثلاثية الأبعاد: يمكن طباعة كل شيء تقريبًا، بما في ذلك الأسلحة. تخشى الحكومة من استخدام الخوارزميات لطباعة أجزاء من الأسلحة تقع في أيدي المتطرفين أو المجرمين.

– الطائرات المسيّرة القاتلة:

نظرًا لقدرتها على تحديد الأهداف وتتبعها وتدميرها، فإنها بدورها تُثير المخاوف. وتكمن مخاطرها في نشر الرعب، و احباط معنويات الجنود والمدنيين على حد سواء.

التزوير العميق “Deep Fakes”: يشعر الخبراء بالقلق أيضًا بشأن تطوير تقنية “التزوير العميق” أو تقنية “ديب فايك”، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو عالية الدقة. ويكمن خطرها في نشر الفوضى والخداع من خلال الصور والأصوات المزيفة.

• مخاطر الذكاء الاصطناعي:

أصبح الذكاء الاصطناعي يُمثل خطرًا كبيرًا على البشرية. إن الاستثمار التجاري الضخم في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي يمكنها كتابة نص مقنع يشبه الإنسان، وإخراج صور جديدة ووسائل إعلام أخرى قد أذهل الجمهور وأثارت مخاوف بشأن قدرتها على الخداع. ونشر معلومات كاذبة.

هناك العديد من مخاطر الذكاء الاصطناعي التي تهدد حياة الناس، ومنها:

1 – الاحتيال الآلي، أو إنشاء حسابات بريد إلكتروني وهمية، ومواقع وروابط مزيفة لسرقة المعلومات.

2 – تسريع الاختراق عن طريق الكشف التلقائي عن البرامج المحتمل إصابتها.

3-استخدام الثغرات في رؤية الذكاء الاصطناعي للعالم؛ لخداع نظام الذكاء الاصطناعي.

4 – تدهور الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتأثيرها على سوق العمل.

5 – مع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان الروبوتات أن تحل محل البشر في العديد من المجالات.

6 – إرتفاع معدل البطالة وفقدان الكثير من الوظائف.

7- يمكن للذكاء الاصطناعي جمع قدر كبير من المعلومات والتحليلات المتعلقة بالأشخاص، مما قد يؤثر على خصوصية الأفراد، وبالتالي يسهل الاحتيال والتجسس.

8- من أكبر المخاطر التي يمكن أن يشكلها الذكاء الاصطناعي، هو فشل في استقلالية القيادة، حيث أنه يعرض حياة الإنسان والبيئة للخطر، ووقوع العديد من الحوادث سواء كانت جوية أو نووية.

أثارت هذه المخاطر قلقًا للبشر بسبب غزو الذكاء الاصطناعي مختلف المجالات، لذلك من الضروري تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي ومستقبل البشرية، وأخذ الذكاء الإصطناعي على محمل الجد، والسعي لتطويره بشكل آمن وصحي، حتى لا يؤثر سلبًا على حياة الإنسان ويهدد سلامته.

• الآثار السلبية لـ “الذكاء الاصطناعي”:

يمكن أن يؤدي هذا النوع من التكنولوجيا إلى بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي فيما يلي:

– الأسلحة الذاتية القيادة:
وهو ما يمكن أن يتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح إذا تم استخدامه بشكل خاطئ. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على الوظائف البشرية، حيث يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوظائف في بعض الصناعات والقطاعات.

– تغيير البنية الاجتماعية للمجتمعات:
تغيير البنية الاجتماعية للمجتمعات وزيادة الفوارق الاجتماعية إذا لم يتم استخدامه بشكل عادل.

– عمليات التوظيف:
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف إلى تفضيل المرشحين الذين يمتلكون خبرة سابقة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية في المجتمع.

– البيئة:
يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي بالبيئة إلى زيادة استهلاك الطاقة وإنتاج الكربون، إذا تم استخدامه بشكل غير فعال.
يستهلك الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من الكهرباء، ويتطلب تبريدًا مكثفًا للحفاظ على درجات حرارة منخفضة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة في المراكز البيانات وزيادة انبعاثات الكربون في الجو.

لهذا السبب، يجب أن يتم التعامل مع التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي بحذر وتوخي الحذر، وضمان استخدام التكنولوجيا بشكل آمن ومستدام.

يجب أن تتخذ الحكومات والمنظمات الدولية إجراءات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وتوجيهه لتحقيق الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وتجنب الآثار الجانبية السلبية.

في الختام:

يجب أن تكون التكنولوجيا المتقدمة مصممة لخدمة الإنسانية والبيئة، وليس العكس. يجب أن نعمل جميعًا على تحقيق هذا الهدف من خلال توجيه التطور التكنولوجي بشكل يعكس الحاجات والأهداف الاجتماعية والبيئية للمجتمع.