مقالات

الترابط الأسري حجر أساس الشخصية

الترابط الأسري حجرأساسالشخصية

كتبت ✍ روان عبدالعزيز

دعمنا لبعضنا هو ما يجعلنا نستمر في الحياة، الاحساس بالانتماء والسند، أن هناك من يساندني ويوجد من يقف بجانبي يدعمني لهو أعظم شعور بالعالم، تختلف أنواع الدعم فهناك دعم مادي ودعم معنوي، أو الأشخاص الداعمين بل أن هناك اختلاف في الشعور والاحتياج بمن يدعمني ،فدعم الأصدقاء حينما نجد منهم الوفيين لهو شيء أساسي لأن معظمنا أحياناً يخجل أو يخاف من البوح ببعض الأشياء لأهله فيحتاج لصديق وفي وحقيقي قلما نجده، وهناك دعم الأسرة للفرد و هو أهم أنواع الدعم وجود الأب والأم وتحفيزهم لابنهم وبنتهم منذ الصغر يجعلهم ينتجوا أشخاصاً أسوياء .

الدعم الأسري والإحساس بالاحتواء من قِبل الأسرة له نتائج ايجابية صادقة تساهم في سعادة الأسرة وجعلها أكثر رخاءًا رغم ارهاق الحياة ومتاعبها، نجاح العلاقات الأسرية أو العلاقات بشكل عام لا يحدث هباءًا بل له بعض المقومات والأسباب والنتائج المترتبة لحدوثه وهذا ما سيتم عرضه كالآتي..

المقومات التي تدعم سعادة الأسرة :-

1- يكون فيها مرونة في المناقشات : ان يكون أفراد الأسرة في مناقشات عقلانية هادئة دائماً ويملكون القدرة على تخطي أي أزمة بهدوء بدون تذبذب، وأن يملكوا القدرة على التكيف مع بعضهم حتى يعيشوا في سعادة دائمة برغم الخلافات العادية التي من الممكن أن تقابلهم.

2- يضعون وقت لأي حوار مشترك بينهم : ولا يشترط أن يكون مشترك بل من الممكن أن يكون الحوار من اهتمامات شخص واحد ولكن البعض يتبادل الحديث معه بمعلومات وإن كانت قلة، المهم في الموضوع ،فعلى سبيل المثال البنت أو الولد عند رجوعهم من المدرسة ويبدأو في قص كل ما حدث معهم في المدرسة من معلومات مع العلم بأن بعض المعلومات قد تكون تافهة في نظر البعض إلا أن الابن لا يعي هذا وكل ما يحتاجه في هذا الوقت هو بعض من اهتمامكم حتي لا يلجأ للغير ويحكي له وقد يتسبب ذلك في أذاه.

3- القيام بالأنشطة الجماعية : مثل أن نتشارك نفس الهواية معاً أو نتحاكى في موضوع واحد من اهتمامتهم أو نلعب مع بعضنا لعبة تجمعنا سوياً فتساعد في تقاربنا أكثر مثل كرة القدم أو قراءة القصص وكلٍ على ما يفضله يسعى.

4- العائلة قبل أي شئ : أهمية العائلة لا يجب أن يعلو عليها أي شيء آخر مهما بلغت أهميته وهذا ما يجب تعليمه لأطفالنا، وحتى يحدث ذلك يجب من تقديم كل السبل المغرية لهم لأن طبيعة الأطفال في العموم تميل إلى البحث عن الإثارة فلهذا يجب تقديم نوع من المتعة والتشويق في حياتهم الأسرية تجنباً للملل .

5- الحفاظ على مستوى الصوت : الأطفال تهاب الصوت العالي بجانب أنه لا يحقق المراد منه فعند خطأ الطفل ويتم معاقبته لا يجوز العقاب بالصراخ والصوت العالي بل يجب تعليمه خطأه بهدوء وببعض الاحتواء والحزم حتي لا يكرره مرة أخرى ،فمن اللازم إحاطة البيت ببعض الهدوء حتى لا ينفر منه الأطفال ، والأخذ في الاعتبار أن أي مشاكل عائلية تكون بعيداً عنهم وإذا حدث وسمع الطفل أي مشاداه عائلية فاعتذر منه على الصوت العالي.

6- قضاء وقت مع العائلة : ليس من الصائب السعي بكل الجهد وراء العمل والمال واهمال العائلة، فالاهتمام بالأسرة هو أهم داعم لبناءها وتجربة الاستمتاع معهم والمرح العائلي يجلب ذكريات سعيدة دائماً .

7- الترابط الاخوي : مهم لنا وجود الأخوه فهم عزوتنا في الحياة ومن الضروري تعليم الأطفال بمدى أهمياتهم وبأنهم يكملوا بعض بل ومحاولة ايجاد أشياء مشتركة بينهم حتى يندمجوا مع بعضهم ويحبوا بعضهم أكثر.

الأسباب التي تؤدي لحلول المشاكل الأسرية : –

1- المشاكل التي تقابل حديثي الزواج بسبب اختلافهم واختلاف شخصيتهم.

2- ضغوطات الحياة ومشاكلها المرهقة بسبب كبر الأطفال ووصولهم للمراهقة وبعدها الشباب وكل فترة في حياتهم تزيد متطلباتهم فتزيد المشاكل.

3- التغيير في الظروف المالية وما يحدث من تزايد في الضغط.

4- تغيير الأجيال وتغيير آرائهم في معتقدات كثيرة ومبادئ متنوعة.

كيف نتمكن من حل المشاكل التي تواجه الأسرة:-

1- اللجوء لذوي الخبرة : حديثاً وجد ما يسمى بالإرشاد النفسي ومسؤلي حل مشاكل الأسرة فحين تقابل أي أسرة نوع من المشاكل المستعصاة ويفشلوا في حلها فاللجوء لمسؤل يساعد في تحليل المشكلة وحلها بأقل ضرر.

2- روح العمل الجماعي للوصول لحل : محاولة المشاركة في ايجاد حل للمشكلة وتقديم عدة حلول واختيار الحل الأنسب للجميع وتقديم بعض التنازلات التي تساهم في سير الأمور الحياتية.

3- التفاوض : التخلي عن العناد والتشبث بالرأي ومحاولة الأخذ والعطاء في الحديث لإيجاد لغة حوار .

أن وجود الأسرة في حياتنا من ضروريات الحياة، وعدم وجودها إذا كان فعلي أم مجازي فهو من يسبب التعاسة للجميع ،حتى وأن كابر البعض بعدم احتياجها فسيظل بداخله الجزء الطفولي التي يقفز وينشد وجودهم داعمين لهم في حياتهم ، يحنو عليهم في حزنهم ويشاركهم في سعادتهم فالإحساس باليتم لا أحد يحبذه أو يتنماه أبداً…

و عن سعد بن أبي وقَّاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مِن سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة؛ مِن سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء))؛ أحمد بسند صحيح، والبزار، والحاكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا