
نيكولا تسلا المخترع العبقري
✍ أحمد خالد
لم يكن العاشر من يوليو لعام 1856 يومًا عاديًا، فقد شهد ميلاد أحد أعظم علماء الكوكب
نيكولا تسلا المخترع و الفيزيائي صربي الجنسية.
تعرف معنا على العالم العبقري نيكولا تسلا:
– عمل لدى توماس أديسون في مدينة نيويورك بعد هجرته من صربيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
– انفصل عن أديسون ليبدأ في العمل بمعامله الخاصة لتطوير الأجهزة الكهربائية.
– حصل على المواطنة الأمريكية في عام 1891.
على أطراف صربيا وحيث ولد تسلا، لم تكن العائلة ولا المدينة بل ولا صربيا كلها على علم بأنهم على موعد مع ميلاد عبقري سيخلد التاريخ اسمه، في أعوام مظلمة وفي عائلة لا تعرف عن التكنولوجيا ولا الإختراع ولد طفل كأي طفل، ترى ما كانت أقصى أمنيات عائلته؟
بالتأكيد ليس من ضمنها أن يصير عالمًا مخترعًا ساهم في نهضة العلم والتكنولوجيا.
ففي وسط عائلة بها خمسة أطفال، كان نيكولا طفل ترعاه أما لا تعي عن التعليم شيئًا.
رغم ذلك التحق نيكولا في سن 19 لدراسة الهندسة الكهربائية في معهد بولي تيك في النمسا، لتبدأ رحلة سيذكرها التاريخ.
ساهمت أفكار تسلا وتصوراته في العديد من الاختراعات التي لم تسجل باسمه في سجلات براءات الاختراع ولكنها شاهدة على نبوغه وسبق تفكيره لمثل هذه الاختراعات مثل:
الدينامو – تقنية أشعة X – أجهزة التحكم عن بعد.. وغيرها.
وإذا نظرنا في تطور اختراعات تسلا نجد مفارقة عجيبة، فقد اخترع وابتكر محركات تعتمد على التيار المتغير وقام ببيعها لشركة تسمى “وستنجهام” وهذه الشركة كانت المنافس لشركات إديسون حينها بل وتفوقت مبيعات أجهزة تسلا على نظيرتها من أجهزة إديسون المباعة من خلال شركات.
يمكننا القول بأن الحياة أهدت نيكولا تسلا هدايا ومكافئات بنيت على إثر أفكاره ومجهوداته الغير مسبوقة:
– بعد إعتماد اختراعات كثيرة ل تسلا على التيارات المترددة، بدأت ما يسمى بحرب الترددات، وهي حملات وجهها إديسون مضادة لاختراعات تسلا و مشككة فيها وفي مبادئها التي اعتمدت وبنيت عليها، ثم يأتي بعد ذلك تطبيق عملي ل اختراعات تسلا تمحو كل تشكيك وجه إليه وتسحب البساط من تحت أقدام إديسون، فبتعاونه مع شركة وستنجهام كما ذكرنا استطاع تسلا إضاءة المعرض الكولومبي المقام بمدينة شيكاغو الأمريكية وذلك في اوائل التسعينيات من القرن التاسع عشر، واعتمد في ذلك على التيارات المترددة التي شكك إديسون في جدواها.
بعد هذا النجاح المذهل، تلاه نجاحات ساحقة لابتكارات تسلا في عدة مشاريع أثبتت وبرهنت على عبقرية هذا الصربي المتحدي.

بعد وفاة تسلا في عام 1943، تم افتتاح متحف نيكولا تسلا في بلغراد عاصمة صربيا، وهو إلى الآن يجذب آلاف الزائرين.
في عام 1956 تم تسمية وحدة قياس قوة المجالات المغناطيسية باسم “تسلا”، كما سميت كذلك شوارع ومدارس باسمه.
عندنا ننظر إلى سيرة نيكولا تسلا العالم الذي سطر التاريخ اسمه وسيرته، سنجد أنه كان طفلًا عاديًا، اتبع شغفه إلى حيث أخذه لدراسة الهندسة الكهربائية، تحدى نظريات موجودة في وقته، وثق في نفسه وسبح ضد التيار، حتى تحدى أستاذه إديسون وتفوق عليه!
تسلا لم يمكن مجرد مبتكر وعالم ساهم في بناء عالمنا المعاصر، وإنما مثالًا حيًا على الثقة بالنفس والخروج عن المألوف المبني على دراسة وتفكير منطقي أدى بالنهاية إلى ثورة في عالم التكنولوجيا ما زلنا نعيش في رفاهية بسببه.
نيكولا تسلا ترك لنا إرثًا كبيرًا من التحدي والابتكار.. والشغف.







