مقالات

مناسك العمرة

 

 

ملك محمد عبد الغني

 

في مناسك العمرة يقوم المعتمر بالذهاب إلى الميقات الخاص ببلده ليقوم بالإحرام و إستحضار النية للقيام بمناسك العمرة ، ثم التوجه إلى مكة المكرمة و دخول المسجد الحرام ، ثم يقوم المعتمر بالطواف ، ثم السعي بين الصفا والمروة ، ثم صلاة ركعتين لله في مقام إبراهيم ثم تنتهي مناسك العمرة بحلق الشعر أو تقصيره.

ما هي مناسك العمرة؟

تبدأ بالإحرام وهو نية الدخول في النسك والتلبس به, والسنة لمريده أن يغتسل كما يغتسل للجنابة ، و يتطيب بأطيب ما يجد في رأسه و لحيته بدهن عود أو غيره ، و لا يضرٌه بقاؤه بعد الإحرام لما في (الصحيحين) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان النبي صل الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم تطيَب بأطيب ما يجد , ثم أرى وبيص المسك في رأسه و لحيته بعد ذلك ).

 

والاغتسال عند الإحرام سنَة في حق الرجال و النساء ، حتى المرأة الحائض و النفساء ، لأن النبي صل الله عليه وسلم أمر أسماء بنت عميس حين ولدت محمد بن أبي بكر في ذي الحجة في حجَة الوداع أمرها فقال: (اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي). رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه .

ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام ، و هي للرجال إزار ورداء ، و أما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب ، غير أن لا تتبرج بزينة ، ولا تنتقب و لا تلبس القفازين و تغطي وجهها عند الرجال غير المحارم.

 

و تصلي غير الحائض والنفساء صلاة الفريضة إن كان في وقت فريضة ، وإلا صلت ركعتين تنوي بهما سنة الوضوء.

 

فإذا فرغ من الصلاة أحرم ، وقال لبيك عمرة ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد و النعمة لك والملك لا شريك لك .

 

هذه تلبية النبي صل الله عليه وسلم ، وربما زاد لبيك إله الحق لبيك.

 

والسنة للرجال رفع الصوت بالتلبية لحديث السائب بن خلاد رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال و التلبية)، أخرجه الخمسة.

 

و لأن رفع الصوت بها إظهار لشعائر الله وإعلان بالتوحيد.

و أما المرأة فلا ترفع صوتها بالتلبية ولا غيرها من الذكر لأن المطلوب في حقها التستر ، و معنى قول الملَبي: لبيك اللهم لبيك، أي: إجابة لك يا رب ، و إقامة على طاعتك ، لأن الله سبحانه دعا عباده إلى الحج على لسان الخليلين إبراهيم و محمد عليهما الصلاة و السلام: ﴿وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ ۝٢٧ لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ﴾.

و إذا كان من يريد الإحرام خائفًا من عائق يمنعه من إتمام نسكه ؛ من مرض أو غيره ، فإنه يسن أن يشترط عند نية الإحرام ، فيقول عند عقده : ( إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني) ، أي إن منعني مانع من إتمام نسكي من مرض أو تأخر أو غيرهما ، فإني أحل بذلك من إحرامي ، لأن النبي صل الله عليه وسلم دخل على ضباعة بنت الزبير فقال : ( لعلك أردت الحج؟) فقالت: والله ما أجدني إلا وجعة ، قال: (حجي واشترطي ، و قولي: اللهم محلي حيث حبستني ، و قال: إن لك على ربك ما استثنيت)، حديث صحيح(متفق عليه).

 

و أما من لا يخاف يمنعه من إتمام نسكه فلا ينبغي له أن يشترط ، لأن النبي صل الله عليه وسلم أحرم ولم يشترط ، وقال: ( لتأخذوا عني مناسككم) ( رواه مسلم )، ولم يأمر بالاشتراط كل أحد أمرًا عامًا ، و إنما أمر به ضباعة بنت الزبير لوجود المرض بها ، و الخوف من عدم إتمام نسكها.

و ينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية لأنها الشعار القولي للنسك خصوصى عند تغير الأحوال والأزمان ، مثل أن يعلو مرتفعًا ، أو ينزل منخفضًا ، أو يقبل الليل ، أو النهار ، أو يهم بمحظور أو محرم أو نحو ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا