تقارير وتحقيقات

الربوبيون واللاأدرية…..مواجهة الملاحدة

 

✍️ فاطمة محمود

الإلحاد هو إحدى الظواهر الغريبة في المجتمع ، وإن مواجهة الملاحدة سواء الربوبيون أو اللاأدرية بهدف دعوتهم لاعتناق الدين تحتاج إلى معرفة بعض الأسس حتى يستطيع المسلم المتصدي ؛ لهذا الأمر أن يحفظ نفسه من الزلل في شبهاتهم من ناحية ،وأن يعرف مداخل التأثير فيهم من ناحية أخرى.

وللفائدة سوف نعرض لكم معلومات مختصرة حول الإلحاد وأسبابه وتعريفاته وكل ما يخص الالحاد والملحدين بصفة عامة .

الإلحاد بمعناه الواسع

هو عدم الاعتقاد أو الإيمان بوجود الآلهة.

وبالمعنى الضيق

هو الإلحاد على وجه التحديد وموقف أنه لا توجد آلهة.

يشير مصطلح الإلحاد إلى

غياب الاعتقاد بأن الآلهة موجودة ، ويتناقض هذا الفكر مع فكرة الألوهية أو الإيمان بالله؛ بمعنى أن مصطلح الألوهية يعني الاعتقاد بأنه يوجد على الأقل إله واحد.

حيث تبلور مصطلح الإلحاد عقب انتشار الفكر الحر والشوكية العلمية وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان.

تعريف الإلحاد في اللغة

يقول معجم لسان العرب

-معنى الإِلحاد في اللغة هو الميل عن القصد ولحد إِليه بلسانه مال.

– وقد قال الأَزهري في قول القرآن:- لسان الذين يلحدون إِليه أَعجمي وهذا لسان عربي مبين.

-و قال الفراء: قرئ يلحدون فمن قرأَ يلحدون أَراد يميلون إِليه ويلحدون يعترضون.

أما عن أَصل الإِلحاد:-فهو الميل والعدول عن الشيء.

حيث مال الملحدون الأوائل إلى تعريف أنفسهم عن طريق استخدام كلمة “ملحد” وهذا كان في القرن الثامن عشر في عصر التنوير.

حيث شهدت الثورة الفرنسية أول حركة سياسية كبرى في التاريخ للدفاع عن سيادة العقل البشري ؛ فضلًا عن تيار من الإلحاد لم يسبق له مثيل.

هل هناك أنواع للإلحاد؟

نعم هناك أنواع للإلحاد، و بسبب التعريف الغير واضح لمعالم مصطلح الإلحاد، ووجود تيارات عديدة تحمل فكرة الإلحاد نشأت محاولات لرسم حدود واضحة عن معنى الإلحاد الحقيقي ،وأدت هذه المحاولات بدورها إلى تفريعات وتقسيمات ثانوية لمصطلح الإلحاد وتبرز المشكلة في أن كلمة الإلحاد هي ترجمة لكلمة إغريقية وهي atheros وكانت هذه الكلمة مستعملة من قبل اليونانيون القدماء بمعنى ضيق وهو “عدم الإيمان بإله” .

أهم تصنيفات الإلحاد

إلحاد قوي أو إلحاد موجب وهو نفي وجود إله.

والإلحاد السالب أو الالحاد الضعيف وهو عدم الاعتقاد بوجود إله.

الفرق بين الملحد الموجب والسالب هو أن الملحد الموجب ينفي وجود الله وقد يستعين بنظريات فلسفية و علمية من أجل إثبات ذلك، ولكن الملحد السالب يكتفي بعدم الاعتقاد بالله فقط نظراً لعدم قناعته بالأدلة التي يقدمها المؤمنون.

وهذان التعريفان كانا نتاج سنين طويلة من الجدل بين الملحدين أنفسهم ففي عام 1965 كتب الفيلسوف الأمريكي من أصل تشيكي إرنست ناغل (1901 – 1985) “إن عدم الإيمان ليس إلحادا فالطفل الحديث الولادة لايؤمن لأنه ليس قادراً على الإدراك، وعليه يجب توفر شرط عدم الاعتقاد بوجود فكرة الإله”.

الربوبيون واللاأدرية…..مواجهة الملاحدة
الربوبيون واللاأدرية…..مواجهة الملاحدة

الكاتب چورچ سميث

في عام 1979 قام الكاتب “جورج سميث” بإضافة شرط آخر إلى الملحد القوي؛ ألا وهو الإلحاد نتيجة التحليل والبحث الموضوعي فحسب سمث الملحد القوي هو شخص يعتبر فكرة الإله فكرة غير منطقية وغير موضوعية وهو إما مستعد للحوار؛ أو وصل إلى قناعة في اختياره ويعتبر النقاش في هذا الموضوع نقاشا غير ذكي ،ولكن البحث والتقصي يكشف لنا أن معظم المفكرين والعلماء الذين أعلنوا الإلحاد لم يتمتعوا بهذه الصفة إذ يقول موريس بلوندل: “ليس هناك ملحدون بمعنى الكلمة”.

وأوضح سمث إن هناك فرقاً بين رجل الشارع البسيط الذي ينكر فكرة الإله لأسباب شخصية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية، والملحد الحقيقي الذي واستناداً إلى رأي سميث يجب أن يكون غرضه الرئيسي هو الموضوعية والبحث العلمي وليس التشكيك أو مهاجمة أو إظهار عدم الاحترام للدين.

ما هي أسباب الإلحاد ؟

يعلل الملحدون رؤاهم إلى أسباب فلسفية نابعة من التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي حيث يشير كثير من الملحدين إلى النقاط أدناه:

عدم وجود أي أدلة أو براهين على وجود إله ويرون أن وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل هو أكثر صعوبة وأقل احتمالا من نشوء الكون والحياة؛ لأنهما لا يتصفان بصفات الكمال بمعنى أن افتراض وجود إله حسب رأي الملحدين يستبدل معضلة وجود الكون بمعضلة أكبر؛ وهي كيفية وجود الإله الكامل منذ الأزل وبالتالي لا بد أن التعقيد قد نشأ من حالة بسيطة كتفسير تنوع وتعقيد الكائنات الحية كما تشرح نظرية التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي.

وبالرغم من أن المؤمنون يردون عليهم أن حتى نظرية دارون قائمة على قوانين لابد من وجود خالق لوضعها كما أن النظرية لا تفسر كيف نشأت أول خلية؛ حتى إن أول خلية تعقيدها لا متناهي ويتطلب وجود خالق لها.

فكرة الشر أو الشيطان في النصوص الدينية: يرى بعض الملحدين مثل أبيقور ونيتشه في الفلسفة الحديثة على سبيل المثال “مشكلة الشر” وأن الجمع بين صفتي القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفة العدل المطلق للإله وذلك لوجود الشر في العالم.

ما هي الحجج الإلحادية؟

هناك العديد من الحجج العقلية التي يستدل بها من لا يؤمنون بوجود الله، وغالبية الحجج العقلية للقائلين بعدم وجود الله تتمحور حول تعارض الصفات الإلهية المطلقة مع بعضها يتعارض صفة العلم المطلق مع صفة العدل المطلق و التخيير والتسيير والقدر علم الله المسبق بخلافها.

عدم التناسق بين العالم الموجود حالياً والعالم الذي يجب أن يوجد لو كان هناك إله.

إله عبثي

ويرون أن وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل لا يمكن لأن من صفاته مثلا الرحمة والمغفرة فقبل أن يخلق الكون أو قبل أن يخلق الكائنات الحية هل كان رحيم؟ ماذا كان يرحم؟ هل كان غفور؟ لمن كان يغفر؟ فإما صفاته هذه كانت بلا أي جدوى وبهذا يكون إلها عبثيا أو أنه اكتسبها بعد الخلق وحينها يكون إلها متغيرا.

وأيضا حجة “لا يحتاج سبب” وهذه الحجة تقول بأنه إذا كان هناك إله مطلق الكمال فلن تكون له حاجة أو رغبة الإله الذي خلق الكون لابد وأن له حاجة أو رغبة في ذلك وهذا يعني أنه أراد شيئا لم يكن يملكه، وبالتالي لا يمكن لإله مطلق الكمال أن يكون خالقا لكون. أما إذا خلق الكون بلا سبب أو غاية أو إرادة فهو إله عبثي.

كما ينتقد الملحدون الإله الشخصي على أنه فيه مشاكل منطقية كارتباطه بلغة وثقافة معينة مثلا؛ أو تفضيله لشعب معين وفيه صفات بشرية كالغضب والفرح والحب والكراهية وتصويره ككائن انفعالي يتأثر بأفعال البشر وسلوكهم.

يرفض البعض وجود الله

يرفض البعض وجود الله ويعتبرونه “مجرد أسطورة احتاجها الناس قديما نتيجة لجهلهم بأسباب الظواهر الطبيعية”.

وتوجد العديد من الحجج الأخرى منها:

معضلة الشر.

حجة الخصائص غير المتوافقة.

حجة الوحي غير المتناسق.

حجة عدم الإيمان.

حجة ضعف التصميم.

حجة حرية الإرادة.

إله الفراغات.

مصير غير المتعلم.

مشكلة الجحيم.

رهان الملحد.

عدم الإدراك اللاهوتي.

متناقضة القدرة المطلقة.

نصل أوكام.

الربوبيون واللاأدرية…..مواجهة الملاحدة
الربوبيون واللاأدرية…..مواجهة الملاحدة

وتدخل أسباب اللادينية ضمن أسباب الإلحاد لأن كل الملحدين لادينيون نسبة إلى الأديان الإبراهيمية ،و لكن العكس غير صحيح في الربوبي الذي يؤمن بإله دون دين.

وتتراوح الحجج الإلحادية بين الحجج الفلسفية إلى الاجتماعية والتاريخية.

حيث إن المبررات لعدم الإيمان بوجود إله تشمل الحجج وأن هناك نقصا في الأدلة التجريبية وعلى الرغم من أن بعض الملحدين تبنى فلسفات علمانية “مثل الإنسانية والتشكك” إلا أنه ليس هناك أيديولوجية واحدة أو مجموعة من السلوكيات التي يلتزم بها الملحدون جميعًا.

كما لا توجد مدرسة فلسفية واحدة تجمع الملحدين؛ فمنهم من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية ،والكثير يميلون باتجاه العلم والتشكيك خصوصًا فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة.

حيث يرى بعض الملحدين بأنه ليس هناك عناد بين الإلحاد ودين البوذية لأن البوذيين أو بعضهم يعتنقون البوذية ولكنهم لا يعتقدون بوجود إله.

كما يرى كثير من الملحدين أن الإلحاد نظرة أكثر صحة من الإلوهية، وبالتالي فإن عبء الإثبات لا يقع على عاتق الملحد لدحض وجود الله بل على المؤمن بالله تقديم مبررات للإيمان به حسب قولهم.

ما هي اللادينية وما علاقتها بالالحاد؟

اللادينية هو مصطلح يعني عدم الإيمان بأي دين ورفض جميع الأديان لكونها صنع ونتاج فكري بشري ،واللادينية هي عنوان عريض يندرج تحته الكثير من التوجهات والقناعات الفكرية والفلسفية والعلمية المرتبطة بالأسئلة الجوهرية عن خلق الكون ومغزاه ، وعن السياسة والأخلاق ولكن تعريف اللادينية بشكل مبسط الاعتقاد أن أي دين من صنع الإنسان وليس من عند إله.

أما عن علاقة اللادينية والإلحاد في الملحد هو لاديني ولكن العكس لا يشترط الصحة حيث لا يوجد علاقة معينة باللادينية والآلهة.

أنواع الآلهة عند اللادينيين

يقسم البعض اللادينيين من حيث نظرتهم إلى الآلهة لثلاثة فروع:

١- الملحدون: وهم الذين يرفضون فكرة وجود قوى فوق الطبيعية كالآلهة رفضاً صريحاً.

٢- اللاأدرية: وهم الذين لا يتخذون موقفاً معيناً من قضية الآلهة باعتبارها كما يعتقدون مسألة علمية ، ولا تحمل أهمية جوهرية بالنسبة للإنسان فهم لا يرفضون ولا يعتقدون بوجود الآلهة.

٣- الربوبيون: وهم الذين يعتقدون بوجود قوة مسيرة للكون قد لا تكون بمفهوم الإله الشخصي أو الخالق في الوقت الذي يضمرون فيه ضمن إطار اللادينية.

ما هو تاريخ الإلحاد في العالم الإسلامي؟

في تاريخ العرب هناك أدلة على وجود ملحدين قبل الإسلام باسم آخر وهم طائفة الدهريين الذين كانوا يؤمنون بقدم العالم وأن العالم لا أول له ويذكرهم القرآن في سورة الجاثية

“وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ” الآية رقم ٢٤.

و قد ألف “جمال الدين الأفغاني” كتاباً للرد على الملحدين المعاصرين وأسماه “الرد على الدهريين”. أما كلمة الإلحاد فكانت تستخدم للذين لا يتبعون الدين وأوامره باعتبار الدين منزلاً أو مرسلاً من لدن الإله.

وفي الكتب المقدسة نجد ذكراً لأشخاص أو جماعات لا يؤمنون بدين معين؛ أو لا يؤمنون بفكرة يوم الحساب؛ أو كانوا يؤمنون بآلهة على شكل تماثيل “أصنام” و كانت غالباً ما تصنع من الحجارة.

ويبدو أن فكرة إنكار وجود الخالق من الأساس كانت فكرة مستبعدة تماماً، ولم تلق قبولاً شعبياً في كل العصور إذ يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك:-“لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون ومدن بلا قصور ومدن بلا مدارس ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد”.

ماذا حدث بعد انتشار الدين الاسلامي؟

أما بعد انتشار الدين الإسلامي وهو ما يتم إسقاطه سهوا لدى الكثير عند حديثهم عن تاريخ الإسلام فقد وجد أنواع كثيرة من الملحدين:-

فهناك بعض العقول التي بدأت تشكك في صحة النبوة وهل يحتاج إله إلى بشري ليبلغ عنه، وبعض الشواهد تبدأ ميل إلى انكار الفكر اللاهوتي بأكمله لولا أنه وقتها لم يكن لهم من لغة فلسفة العلم الحديث ما يكفي للحديث بجرأة كافية بأمور وجود الله.

وابن الراوندي واحد من هؤلاء الفلاسفة المشككين بالدين الإسلامي ؛حيث شهدت حياته تحولات مذهبية وفكرية كبيرة فقد كان في بداياته العلمية واحداً من المعتزلة ،ولكنه تحول عن المعتزلة وانتقدها بشدة في كتابه “فضيحة المعتزلة” ثم اعتنق لبرهة وجيزة الإسلام الشيعي، وله كتاب الإمامة وهو من آثار تشيعه القصير ولكن لقاءه بأبي عيسى الوراق الذي كان ملحداً فجعله يرفض قبول الإسلام، وتحول بعدها ابن الراوندي ليصبح واحداً من أهم اللاأدريين في التاريخ الإسلامي .

وما يستحق الذكر أن أغلب ما كتبه هو أو غيره تم إتلافه أو ضياعه لشدة محاربتهم له ،وأغلب الباحثين عندما يلجؤون نصوصهم إنما يذهبون للكتب الدينية التي تولت الرد على ابن الراوندي أو غيره ،فضمن هذه الكتب كان يتم إيراد فقرات طويلة واقتباسات من كتب ابن الراوندي ليتم الرد عليها بالكتاب نفسه.

أبرز مراحل الإلحاد

كانت على يد أبو بكر الرازي، فهو أحد النوادر الذين تحرروا من فكرة ارتباط الإلحاد بسبب ميله لفلسفات شرقية مثلا؛ أو غيرها أو محاولة التستر باظهار بعض الإيمان بالله وأمور عقائدية والعودة لاحقا إلى مهاجمة الرسل والتشكيك في صحتهم وهذا ما لم يكن يفعله أبو بكر الرازي.

وانكر على المعتزلة محاولة ادخال العقل بالدين بحجة أن الفلسفة والدين لا يجتمعان ومن مقولاته:

“إنكم تدعون أن المعجزة قائمة موجودة وهي القرآن:- “من أنكر ذلك فليأت بمثله” إن أردتم أن نأتي بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أطلق منه ألفاظا وأشد اختصارا في المعاني وأبلغ أداء وعبارة وأشكل سجعا.

و ليس هناك أي أدلة من كتب الذين عاصروا الرازي المختصة بعلوم الرجال تثبت أو تزعم إلحاد أو زندقة أبو بكر الرازي؛ أما في العصر الحديث فقد ظهرت عدة ادعاءات بكونه كان ملحدا بعد أن نسبت إليه عدة مؤلفات ناقدة للأديان والأنبياء؛ بينما تلك المؤلفات المنحولة على أبي بكر الرازي والمسماة “مخارق الانبياء” و”حيل المتنبيين”و”نقض الأديان” لم تدرج ضمن مصنفاته ونسبت إليه في عصور متأخرة من قبل بعض المستشرقين من دون أي دليل بينما الأدلة على إسلامه كثيرة منها أشهر كتبه مثل “إن للعبد خالقا”و”طبقات الأبصار” و”الطب الروحاني” وهي كتب تثبت إسلامه.

احصائيات واستطلاعات عالمية

بسبب تعدد مفاهيم الإلحاد فإن من الصعب معرفة التقديرات الدقيقة عن الأعداد الحالية للملحدين.

مؤسسة غالوب الدولية

وقد أجريت عدة استطلاعات عالمية شاملة حول هذا الموضوع أبرزها استطلاع قامت به مؤسسة غالوب الدولية سنة 2015 حيث شارك في الاستطلاع أكثر من 64,000 مشاركاً وأشار 11% منهم إلى أنه “ملحد و بقناعة” في حين كانت نتيجة سنة 2012 في استطلاع سابق 13% من أفراد العينة اعترفوا عن أنفسهم أنهم “ملحدين وبقناعة”.

هيئة الإذاعة البريطانية

وبحسب مسح من قبل هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2004 وجد أن نسبة الملحدين كانت حوالي 8% من سكان العالم.

دراسات متنوعة

وهناك دراسات أخرى قالت إن معدلات الإلحاد هي الأعلى في أوروبا وشرق آسيا: 40% في فرنسا و39% في بريطانيا و34% في السويد و29% في النرويج و15% في ألمانيا و25% في هولندا و12% في النمسا أجابوا أنهم لا يؤمنون بوجود أرواح أو آلهة أو قوة خارقة ،وجاءت النسب أعلى لمن عبروا عن إيمانهم بوجود روح أو قوة ما وهؤلاء يطلق عليهم لا دينيين أو لاأدريين.

وقد بلغت النسب في شرق آسيا 61% في الصين و47% في كوريا الجنوبية بينما تعد اليابان حالة معقدة إذ يتبنى الفرد الواحد أكثر من معتقد في وقت واحد.

و في أميركا الشمالية 12% في الولايات المتحدة يعتبرون أنفسهم ملحدين و17% لا أدريين و37% يؤمنون بوجود روح ما ولكنهم لا دينيين و28% في كندا.

بعض النصائح في حالة مناقشة الملحدين

الربوبيون واللاأدرية…..مواجهة الملاحدة
الربوبيون واللاأدرية…..مواجهة الملاحدة

إخلاص النية والوعي الثقافي

– لا بد لمن تصدى لمناقشة الملحدين والرد عليهم من أن يخلص نيته لله تعالى فبها وحدها ينال الأجر ،والثواب العظيم من الله العلي الحكيم.

– لا بد من ثقافة ووعي في الدين يعينه على أن يحصن نفسه بداية، وأن يعرض بعدها لغيره الحجة الدامغة والدليل القاطع على كلامه وحديثه ؛خاصة أن الملحد يرفض مبدأ الإيمان القلبي بوجود الله لإصراره على معرفته بحواسه.

الحجة العقلية والطريق المسدود

– لا بد من استخدام الحجة العقلية والدليل المنطقي مع الملحدين ،وعلينا أن نحذر من الأساليب الفلسفية وقلب الحقائق وطرح المتناقضات، وهذا يعني أن نبدأ النقاش مع الملحد عن سبب الوجود ومصدره كونها أصل الموضوع ثم عن صفات الموجود وهو الله ثم عن الإسلام، وهكذا حتى نصل به إلى الفهم المطلوب.

– لا بد أن نتفق مع الملحد على قواعد للحوار بحيث لا يجوز تجاوزها وإن وصلنا إلى طريق مسدود فيجب أن نذكر قول الله تعالى:
“ومن أظلم ممَّن ذكِّر بآيات ربِّه فأعرض عنها ونسي ما قدَّمت يداه إنَّا جعلنا على قلوبهم أكنَّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا”.
صدق الله العظيم

العقل أولا

– يجب أن نتذكر دائما أن الإيمان يدخل القلب عن طريق العقل؛ ثم يستقر في القلب عاطفة ،وهذا هو أسلوب القرآن الذي خاطب العقل ولفت انتباهه ومداركه للكون والحياة كما أنه لا يستطيع أن يقيم الدليل على عدم وجود الله لا بالعقل ولا بالنقل.

الإنسان كائن محدود

– يجب أن نذكر الملحد بداية أن إثبات وجود الله ليس كإثبات أن الماء يتكون من الهيدروجين والأوكسجين؛ فالإنسان كما هو معروف محدود بقدراته كما قال أرسطو:”الإنسان كائن محدود”وفيه نقص وضعف لا يمكنه من أن يلم بالله عز وجل؛ ثم إن هناك موجودات لا نراها ولا نستطيع إثبات وجودها.

وعلينا الاستفادة من كلامه المتناقض فقوله: أين الرب الرحيم؟ يعني أنه يثبت وجود الله ولكنه يتساءل عن غيابه.

صور افتراضية

– نضرب له صورًا افتراضية كالتي يطرحها ؛فمثلاً نقول له ماذا لو سلمنا أن الخالق موجود فماذا يكون بعد موتك؟ لا بد أنه سيعينك يوم القيامة إذا كنت من المؤمنين به؛ أما إذا ما كان هناك خالق فلن تخسر شيئًا سوى بعض الأمور التي حرمت نفسك منها في الدنيا، وهكذا نعرض له الفكرة تلو الأخرى لعل الله يفتح على يدينا قلبه ،ونجد ما نطرق به عقله.

ومن المؤكد انه لا بد من نقض فكر الملحد قبل أن نبني أفكارنا فنبدأ بإزالة ثقته بأفكاره وإلحاده ، والتدليل على وجود الخالق ثم نتبعها بإزالة الشبهات مع عرض صورة الإسلام الزاهية.

وأخيرا

علينا أن نتذكر أن الكثير من النظريات يبنى على عدد قليل من البديهيات ، ووجود الله أمر بديهي من الناحية الفلسفية والكون، وما فيه من نظام وتوافق يؤكد صحة هذه البديهية.

مراجعة حنان مرسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا