عندما تتحول الابنة إلى عشيقة….زمن زنا المحارم
✍️ابتسام حسن
إذا انتهكت المحارم وتحولت الابنة إلى عشيقة والأخ إلى رفيق السفاح فأنت في زمن زنا المحارم ؛الذي كان منتشراً بدرجة كبيرة بين الفراعنة في الأسر الملكية لضمان الحفاظ على نقاء الدم في الأسرة الحاكمة ، فما هو زنا المحارم ؟ وما عقوبته في الدين؟
تعريف زنا المحارم
يعرف بالإنجليزية incest و التي يعرف أيضا باسم سفاح القربى ، وهو أي تفاعل جنسي بين شخصين من نفس العائلة اذا كان بينهم صلة قرابة تمنع حدوث علاقة جنسية طبقًا لمعايير الدين .
ما هي العوامل المساعدة على حدوثه ؟
1) العوامل الأخلاقية
ضعف الأخلاق داخل الأسرة، أو تعودهم علي التفاعل الجسدي في المعاملة بينهم ،كذلك غياب الحدود و الحواجز بين الأسرة، وغياب الخصوصية و اقتحام الغرف المغلقة دون استئذان ، و هذا سببه ضعف السلطة عند الأب أو الأم أو كليهما ، أو غيابهم المستمر عن المنزل الذي يؤدي إلى انهيار الأسرة بشكل عام .
2) عوامل اقتصادية
أهم هذه العوامل الاقتصادية تكدس الأسرة في مساحة ضيقة و الذي تؤدي إلى إتمام العلاقة الجنسية بين الوالدين علي مسمع وأحيانا على مرأى الأبناء و البنات ، أو شيوع الفقر و الحرمان من الاحتياجات الأساسية مع وجود البطالة و التأخر في سن الزواج ، و التي يمكن أن يؤدي إلى تعويضها جنسيًا داخل الأسرة، و ذلك في غياب التمسك بالقوانين الأخلاقية الذي يكون في أضعف حالاته .
3) العوامل النفسية
معاناة بعض أفراد الأسرة من مرض نفسي مثل اضطراب الشخصية، الهوس ، التخلف العقلي ، الانفصام ، أو وجود إصابة عضوية بالمخ .
4) الإدمان
يعد تعاطي المخدرات أو أحد أنواع الكحوليات من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زنا المحارم ، حيث تؤدي هذه المواد إلى حالة من الاضطراب الأخلاقي و اضطراب الوعي للدرجة التي تؤدي إلى تولد صورة ذهنية عن جنس الابنة و الذي يخالف الفطرة الطبيعية .
– الآثار النفسية و الاجتماعية الناتجة عن زنا المحارم
1 ) اهتزاز الثوابت : اهتزاز معاني الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة والعمومة و الخؤولة تلك التي تشكل حجر الأساس في الأسرة .
2 ) الشعور بالعار و الذنب و الخجل ، و الذي قد يؤدي إلى حالات الاكتئاب الشديد ، و قد يؤدي مضاعفاته إلى محاولة الانتحار .
3 ) كثيراً ما يتورط أحد الطرفين أو كليهما بعد ممارسة الجنس ، فتتجه الفتاة التي انتهكت حرمتها إلى ممارسة البغاء.
4 ) صعوبة حدوث أي علاقة عاطفية أو جنسية سوية ، حيث تظل ذكرى العلاقة غير السوية مؤثرة على إدراك المبتزات عاطفيا و جنسيا ، و هذا يؤدي إلى صعوبة أمر إقامة علاقة بآخر، كما أن دائرة انتهاك الحرمات أمراً تحيطه الشكوك و الصعوبات ، وقد يظل أحد أطراف العلاقة المحرمة أسيرا لتلك العلاقة ولا يفكر أصلا في أي علاقة صحية بعد ذلك .
5 ) فقد البكارة أو حدوث مشكلات أخلاقية أو اجتماعية و ذلك ينتج عن حدوث حمل .
كيفية العلاج
1 ) الإفصاح
أول وأهم خطوة في طريق العلاج هي أن يتشجع الضحية و يفصح عن تلك العلاقة المحرمة ، وذلك في الغالب يؤدي إلى توقفها نهائياً بعد أن تُدعم الضحية من خلال طبيب نفسي.
2 ) العلاج الأسري
حيث أن زنا المحارم يؤدي إلى اضطراب الأدوار والعلاقات داخل الأسرة لذلك يجب على كل أفراد الأسرة الذهاب إلى معالج نفسي ليساعدهم علي التعبير عن أفكارهم و صراعاتهم ، إلى أن يتم شفاء أحد أفراد الأسرة و يأخذ هذا دور المعالج ليحمي باقي أفراد الأسرة من السقوط .
3) العلاج الدوائي
وهذا العلاج يقدم إلى الأفراد الذين يعانون من الإدمان ، والانفصام ، والقلق ، والهوس ، والاكتئاب .
كيفية الوقاية من زنا المحارم
1) إشباع الاحتياجات الأساسية من مأكل ، ومسكن ،و ملبس ، حيث أن الأشخاص المحرومون من إشباع احتياجاتهم يشكلون مصادر خطر في الأسرة .
2) الاهتمام بمراعاة الآداب داخل الأسرة و احترام خصوصية كل فرد مثل الاستئذان قبل الدخول الى الغرف الخاصة بأفراد الأسرة ، وعدم ظهور الأم أو البنات بملابس كاشفة تظهر مفاتن الجسم أمام المحارم ، التفرقة بين الأبناء و البنات عند النوم ، تجنب المداعبات الجسدية بين الذكور و الإناث داخل الأسرة .
3) الاهتمام بالمجموعات الهشة والأماكن الفقيرة المحرومة ، و التي تكون مزدحمة و بها تكدس سكاني أو مدمني مخدرات ، أو مضطربين نفسيًا و العمل على معالجتها .
4) تقليل عوامل الإثارة من التبرج في البيوت و الشوارع ، و منع المواقع الإباحية التي تثير الغرائز وتكسر حاجز الحياء .
ماهو حكم زنا المحارم في الدين و عقوبته ؟
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم في سورة النور “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)”
صدق الله العظيم
لذلك عقوبته في الدين أن يتوب من وقعت عليه الفاحشة إلى الله توبة صادقة بالندم على ما فات والإقلاع عن الذنب والعزم علي عدم العودة إليه ، وهذه التوبة واجبة وليس جائزة فقط ، و ينبغي المواظبة علي الصلاة و الصيام و صحبة أهل الخير و الكثرة من إخراج الصدقة ، و إقامة عمرة و حج إذا كان في قدر الاستطاعة .
كما قال تعالى:
“وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}.”
صدق الله العظيم
بعض إحصائيات زنا المحارم حول العالم
-بلغت نسبة جرائم زنا القرابة ( الاخ واخته ) 25% ، بينما بلغت نسبة ( الاب و البنت) 12% .
-أما نمط ( زوج الأم و ابنة الزوجة ) بلغ نسبة 9% ، في حين نمط ( الإبن و زوجة الأب) بلغ نسبة 6% .
-و نمط ( ابن الأخ و العمة ) ، ( الخال وابنة الأخت) ، ( الأب وزوجة الابن) بلغوا نسبة 4% .
ومن الغريب أنه كلما ابتعدت صلة القرابة انخفضت نسبة جرائم زنا المحارم .
آراء المواطنين
جاءت آراء بعض المواطنين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص الاجابة عن سؤال “ما الأسباب التي تؤدي إلى زنا المحارم؟” كما يلي:
-قالت الاستاذة ” ح . ب” عدم وجود وعي ديني أو أخلاقي مع زيادة التدهورالاقتصادي أدي إلى وقوع الشباب في هذه الكوارث و إشباع رغباتهم جنسيًا بهذه الطريقة .
-و قالت الاستاذة ” ن . م ” عدم التربية عامل أساسي ، وغلاء الأسعار و تكلفة الزواج المرتفعة من ضمن الأسباب التي أدت إلى أن الشباب يقع في جريمة الزنا أيا كان نوعه .
-في حين قالت الاستاذة ” ب . ز ” التربية الخاطئة و عدم احترام خصوصية أفراد الأسرة، و الحرية الزائدة في التعامل مع أفراد الأسرة من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في زنا المحارم .
-و قالت الاستاذة ” أ . أ ” غياب الأهل المستمر عن البيت و تفكك الأسرة مع عدم التربية الصحيحة من ضمن الأسباب .
-قالت الصحفية ” أ . أ ” المحارم هم الذين تجمعهم القرابة النسبية، فيجوز لكل منهما النظر لزينة الآخر ويحرم الزواج فيما بينهم.
وقد قال الله تعالى في سورة النساء:
﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا(٢٣)”
صدق الله العظيم
وأخيرا
على الجميع طاعة الله في أوامره ونواهيه، وتقوى الله في كل صغيرة وكبيرة، ووضع الحدود في كل العلاقات صيانة للنفس وعفة من كل ذنب.
