تقارير وتحقيقات

الصمت الزوجي…بداية نهاية الحياة الزوجية

✍️ نورهان أشرف

إن الزواج رباط مقدس من الله عز وجل، كما أن الله جعل بين الأزواج مودة ورحمة وموطنا، يسكن إليه الزوجان بعيداً عن ضغوطات الحياة، وكما أن الحياة مختلفة في المناخ، و تتأثر بالمتغيرات الطبيعية، كذلك الحياة الزوجية، تختلف باختلاف الظروف، فقد تمر الحياة الزوجية ببعض الفتور أو الصمت الزوجي فهو بداية النهاية للحياة الزوجية.

ڤيروس العصر الحديث

الصمت الزوجي هو السكوت السلبي لكلا الزوجين، وانعدام لغة الحوار والنقاش بين الطرفين، فهو نهاية غير رسمية لعقد الزواج، وحالة قد تطرأ على علاقة الزوجين خلال أشهر زواجهما الأولى أو بعد مرور سنوات لتطفئ حياتهما بالتدريج تماماً كالمرض الخبيث الذي ينتشر بصمت في أعضاء الجسد حتى يفقدها الحياة، ويوصف الصمت الزوجي بأنه فيروس العصر الحديث.

ويعد الصمت الزوجي مشكلة يعاني منها الكثير من البيوت، وتهددها بالانهيار، و التشتت العائلي، وهو مؤشر على فتور العلاقة الزوجية وجمودها، حيث ينشغل كل منهما عن الآخر بأموره الخاصة، وضعف التفاعل اللفظي والعاطفي نتيجة لعدم وجود قواسم مشتركة بينهما، وعدم التفاهم في حل المشكلات التي تواجههم في الحياة اليومية.

ما هي علامات الصمت الزوجي؟

هناك بعض العلامات التي توضح أنك في علاقة زوجية غير سعيدة، والتي تدل على الصمت الزوجي، وهي:

عدم مشاركة الاهتمامات

عندما يحدث شيء جديد أو حدث مثير في حياتك، من هو أول شخص سوف تتواصل معه؟ هل زوجتك أم صديقك؟، إذا كان أي شخص غير زوجتك، فأنت حتماً تعاني من الصمت الزوجي، الذي يجعل لديك عدم وجود دافع للتواصل أو مشاركة أي شيء.

الدفاعية والتبرير المستمر

أشارت بعض الدراسات أن الدفاعية عند الزوجين، والتبرير المستمر، تعد علاقة أكيدة أنهما لا يتواصلان بشكل جيد، ويسيران جنبا إلى جنب، مع النقد المستمر وتبرير التصرفات وإلقاء اللوم على الطرف الآخر.

التجنب

الذي يظهر أن الأمور على ما يرام، أي يمكن لأي طرف التخطيط بشكل منفصل لقضاء الوقت دون مشاركة الآخر، والذي يشير إلى الزواج غير سعيد.

الحنين إلى الماضي

من أبرز علامات الصمت بين الزوجين، هي الحنين إلى حياة العزوبية واسترجاعها، وتردد عبارات الندم والحسرة على اتخاذ قرار الزواج، وهذا يدفع إلى المشاكل مع الطرف الآخر.

توقف الجدال

يشير بعض علماء النفس إلى أن توقف الجدال بين الزوجين، يتم ترجمته أنهما ليسوا على استعداد أن يقوموا بتجديد حياتهما الزوجية، وأن يتحدثان حتى يمكنهما تقديم أي حلول تساعدهما في عودة المشاعر والألفة بينهما.

العمل على قضاء الوقت بشكل منفرد

فالزوج يسعد بصحبته خارج المنزل، والزوجة تهتم بصديقاتها فقط أو بالخروج للتسوق دون مشاركة الزوج، فيتحول الأمر إلى روتين أو ينشغل كل منهما بهاتفه.

إنكار وجود مشكلات

فقد يكابر بعض الأزواج في إنكار وجود مشكلات بينه وبين الطرف الآخر، من أجل أن تستمر الحياة فقط، أو خوفا من تفكك الأسرة وضياع الأولاد، مما يؤدي في النهاية للانفجار، لذا لابد للزوجين من الاعتراف بوجود مشكلة.

انعدام التفاعل العاطفي

غياب التفاعل العاطفي والطبيعي بين الزوجين لمدة طويلة، وغالباً يكون قرارا ضمنياً عن عمد، يتخذه أحد الأطراف كرد فعل نهائي للانفصال النفسي، حيث يكون الحوار مرتبطاً بالمشاجرات والخلافات، ويتصف بأنه حوار خالي من العقلانية والمنطق، فيلجأ الزوجان أو أحدهما إلى السكوت، حيث يكون هذا الحل الأمثل لهما.

– تحول الأنشطة اليومية إلى أفعال روتينية تخلو من الروح والبهجة والتجديد والمفاجآت.

– قلة الكلام بين الطرفين، و تركيزه على الأساسيات فقط دون التطرق لأية تفاصيل.

-عدم الرغبة في التفاعل.

– كثرة الصمت وتجنب التواجد مع الطرف الآخر.

– الرد باقتضاب إذا لزم الأمر.

-اعتياد وضع السكوت والارتياح له.

ما هي أسباب الصمت في الحياة الزوجية

١-انعدام لغة الحوار بين الزوجين

عدم وجود لغة حوار قائمة على التفاهم والاحترام بين الزوجين، تسبب بشكل غير مباشر الصمت الزوجي، لأن الحوار يكون غير عقلاني وملئ بالخلافات والمشاجرات، فيفضل الزوجان السكوت والصمت.

٢-أسباب اقتصادية

من أهم الأسباب التي تدفع الزوج إلى الإصابة بالصمت الزوجي، الأعباء المادية الملقاة على عاتقه، والعمل والضغوطات النفسية، والمشكلات والهموم الاقتصادية، والسعي الدائم للحصول على المال بهدف توفير حياة كريمة لزوجته وأولاده.

٣-البيئة التي نشأ بها كل من الزوجين

يمكن أن يكون سبب الصمت بين الزوجين ناتجاً عن ثقافات وعادات اجتماعية، أو اعتقادات ومفاهيم خاطئة، وخبرات اكتسبها أحدهما من البيئة المحيطة به، أو مفاهيم دينية سلبية.

كما يمكن أن يكون سبب هذه الظاهرة التاريخ الأسري للشخصية وتكوينها، إذ هناك شخصيات يعد الصمت صفة من صفاتها، وهناك شخصيات أخرى تدفع الطرف الآخر إلى الصمت مثل الشخصية الانطوائية، أو يكون أحد الزوجين يميل إلى العزلة الاجتماعية، والشخص الآخر يميل إلى الاندماج والتفاعل، وبالتالي لا يجد من يشجعه على الحديث معه فيلجأ إلى الصمت

٤- عدم وجود اهتمامات مشتركة

من الأمور التي تعد أحد أسباب الصمت الزوجي، انشغال الزوج بكل من العمل، وتصفح الانترنت، والالتقاء بالأصدقاء، وانشغال المرأة بالأعمال المنزلية من تنظيف المنزل، وإعداد الطعام وغيرها، بالإضافة إلى دورها الكبير في رعاية الأولاد، والاهتمام بهم، مما يؤدي إلى فقدان الانسجام والتناغم بين الزوجين، ويؤدي عدم وجود شيء مشترك بينهما ليتحدثا عنه، وإلى قلة الكلام في بداية الأمر، ثم إلى الإصابة بالصمت الزوجي.

٥- البخل العاطفي

يعتبر غالبية الأزواج أن مدح الزوجة وتقديرها والتغزل بها، شيء تافه ولا مبرر له، وأن التعبير عن مشاعر الحب للزوجة يعد ضعفاً، ويعتقدون أن الزوجة لا يحق لها المطالبة بالاهتمام والرعاية طالما الطلبات المادية متوفرة، فتكون ردة فعل الزوجة الطبيعي في هذه الحالة هو الصمت، لأنها تصبح مقتنعة بأن الكلام لا فائدة منه، وبالتالي تنعدم لغة الحوار بين الزوجين.

٦- سلب الحرية الشخصية

تحدث حينما يقوم أحد الزوجين بالسيطرة على الحياة الأسرية، ولا يهتم بمشاركة الطرف الآخر في القرارات والآراء، ويلقي اللوم عليه بأنه المتسبب في الصمت الزوجي.

٧-المستوى الفكري والثقافي

حينما يتقارب المستوى الفكري والثقافي بين الزوجين، يزيد من فرص الحوار وتبادل الأفكار، وكلما اختلف المستوى الفكري والثقافي، كلما أدى إلى ظهور مشكلة الصمت الزوجي، لأن وقتها سيميل الطرف الذي يريد الحديث إلى التحدث للشخص الذي يفهمه، ويشجعه على الحوار.

٨- تدخل الأهل والأصدقاء

يتسبب تدخل الأهل والأصدقاء في الحياة اليومية لظهور مشكلة الصمت الزوجي، وذلك بسبب الإزعاج الذي يحدث والتدخل في شؤون الأسرة الداخلية.

٩- سياسة الملفات المفتوحة

ترك المشكلات الصغيرة واستمراريتها في الظهور وعدم التحدث فيها، يتسبب في كبر المشكلات والميل إلى الصمت الزوجي، فيجب علينا سد الثغرات وحل المشكلات الصغيرة وقت حدوثها.

١٠-التكنولوجيا الحديثة

فقد ضاعفت التكنولوجيا من حدوث الصمت بين الأزواج، حيث تجلس الأسرة أمام التليفزيون منشغلة بما ترى، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التي أصبحت تزاحم التواصل الزوجي داخل البيت.

١١-كثرة الخلافات

أحياناً كثيرة يكون نوعاً من الهروب من ألم الخلافات الحادة والمجادلات المتكررة التي تشحن القلوب، حيث جرب مرارتها أحد الزوجين مراراً وتكرارا، وبالتالي لم يعد يرغب بتذوقها من جديد، فيتخذ قرار الصمت وسيلة لوضع حد لهذه المعاناة.

١٢-طبيعة الشخصية

قد يكون شخصية أحد الزوجين انطوائية أو كتومة أو قليل الكلام بطبعه، ولا يعبر عن الرغبات وعما يعجبه ولا يؤكد ذاته ويفضل الصمت، أو أن يكون أحد الأطراف يتصف بالعناد او التكبر، ويخذل الطرف الآخر حتى يكف عن التواصل معه، ويفضل الصمت.

١٣- الإهمال

تكرار الإهمال لحقوق الطرف الآخر، وغياب الانسجام يولدان النقد الدائم، وتبادل الاتهامات، وبمرور الوقت يحدث الفتور والملل، ويكون الصمت الزوجي إحدى ردات الفعل خاصة من الزوجة.

١٤-عدم التكيف

عدم توافر نقاط تشابه بين الزوجين في الرغبات والطموح والشخصية، مع التركيز الدائم على نقاط التضاد بينهما، وعدم بذل محاولات متكافئة من الطرفين للقرب، يخلق حالة من الصمت السلبي.

١٥-التكبر والتعالي من أحد الزوجين

فقد يتكبر أحد الزوجين ويتعالى على الآخر، وينظر إليه بازدراء، فيضطر الطرف الآخر للانصراف عنه، أو قد يفهم بعض الرجال مفهوم القوامة على غير وجهها الصحيح، فيظن أن القوامة تعاليا على الزوجة، ووضع الفواصل بينه وبينها، وينسى قول الله تعالى “

[هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ] (سورة البقرة ١٨٧).

صدق الله العظيم

١٦-السلوكيات المنفرة من أحد الزوجين

فالسلوكيات والتصرفات المنفرة من أحد الزوجين، قد تدفع الطرف الآخر إلى تجنب الحديث معه ايثاراً للسلامة، وبعداً عن الشقاق والخلاف.

ما هي أضرار الصمت الزوجي؟

– البرود العاطفي

وهو من أخطر التأثيرات السلبية للصمت على الزوجين، إذ يؤدي إلى موت الحب وانعدام اللهفة، وموت كل شيء جميل جمعهما معا في يوم من الايام.

٢- الانفصال النفسي

انعدام لغة الحوار بينهما، يؤدي إلى انعزال كل منهما في عالم منفصل عن الآخر، ثم اللجوء إلى الطلاق النفسي، ثم الطلاق الفعلي.

٣- الخيانة الزوجية

فالصمت الزوجي يعد أحد الأسباب الأساسية للخيانة الزوجية، حيث يمكن أن يدفع بأحد الزوجين أو كلاهما إلى البحث عن شخص آخر يمنحه الاهتمام، ويفهمه ويتحدث معه عن احتياجاته العاطفية ومشاعره.

٤-بيئة غير صحية للأطفال

لا تقتصر التأثيرات السلبية الخطيرة للصمت الزوجي على ما يتعلق بالزوجين فقط، بل تمتد آثاره إلى الأطفال، لأن غياب الحوار بين الزوجين وانعدام التواصل بينهما، يؤثر بشكل خطير على نفسية الأطفال، وقد يخلق لديهم حالة من الكآبة والحزن، بسبب الجو العام السائد في الأسرة.

٥-الإصابة بالأمراض الجسدية

بسبب تحمل الزوجين للضغوطات النفسية الناتجة عن الصمت لفترات طويلة من الزمن، فإن ذلك يؤدي إلى أن يتعرض أحدهما أو كلاهما إلى الأمراض الجسدية مثل: تهيج القولون العصبي، الضغط، السكري، زيادة الوزن، التوتر، القلق، العصبية، الأرق، وغيرها من الأمراض.

٦-الطلاق

هناك الكثير من حالات الطلاق التي يكون المسبب الأساسي لها هو الصمت الزوجي، وعدم التكيف والتفاعل، فالصمت الزوجي عامل هدم البيوت العامرة.

٧-الشعور بالاحباط والألم

حيث يشعر الطرف الآخر بالاحباط والارتباك وكأن يشعر بأنه لا قيمة له، وأنه غير محبوب، وأن الطرف الآخر لا يعترف بوجوده، والشعور بعدم الرضا والكبت، وعدم القدرة على التعبير عن الرأي.

كيف نعالج الصمت الزوجي؟

من المحتمل أن تواجه أنت وزوجك بعض التحديات التي تجعلك تواجه صعوبة في التواصل، مما يزيد من حدة الصمت الزوجي، لذلك يجب عليكم التعرف على طرق العلاج ووضع الحلول، حتى لا تتفاقم الأزمة.

١-تجنب المشادات الكلامية والعصبية

يمكن إرضاء الطرفين إذا حاولا إدراك أن العصبية والشجار لن توصلهم إلى أي نتيجة، وأنه كلما حاول أحدهما إيصال فكرته ووجهة نظره بكل احترام وتقدير للطرف الآخر، كلما كان التواصل والحوار بينهما ناجحاً.

٢-التعامل برفق وحنان

يعد ابتعاد الزوجين عن الأخلاق الإسلامية، التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها، ومعاملة الشريك بقسوة وتكبر، وتجاهل مشاعره، وعدم تنمية وتغذية الاحتياج العاطفي بكل وسائله الحسي واللفظي والجسدي، جميعها أسباب تؤدي إلى الصمت الزوجي.

٣-استرجاع الذكريات الجميل

إن استرجاع اللحظات الجميلة في فترة الخطوبة وأول سنة من الزواج، ومشاهدة الصور التي تعبر عن تلك المشاعر القديمة، قد يجدد تلك المشاعر التي تاهت وسط الروتين اليومي للحياة.

٤- مواجهة الطرف الآخر

يستحسن مواجهة الطرف الآخر عند كل موقف أو مشكلة، وتفهم وجهة نظره من خلال مناقشة الموضوع بكل احترام وهدوء، إلى أن يصلا كلا الزوجين لحل وسط يرضيهما.

٥-محاولة الزوجين فهم بعضهما بعضاً

من أهم الأمور التي تجري من خلالها معالجة الصمت الزوجي، فهم كلا الزوجين بعضهما بعضاً، وإدراك الأسباب التي تزعج الشريك، ومعرفة الأشياء التي تجعله سعيداً.

٦- تربية الأبناء في بيئة متوازنة نفسياً

يجب أن يحاول الزوجان تربية أبنائهما بطريقة تمكنهما من تجنب هذه المشكلة في حياتهما المستقبلية، ويجب أن يكون لدى الزوجين دافع للتخلص من هذه الظاهرة، وذلك لأن الأولاد سيتأثرون بطبيعة العلاقة بين الأبوين، وسيؤثر ذلك على سلوكهم في مستقبلهم الزوجي.

٧-إظهار التعاطف

يجب أن كلا منهما يظهر التعاطف مع الطرف الآخر، لأنه يمنح الشعور بالراحة والألفة بينهما، ويظهر هذا التعاطف في بعض المواقف مثل المساندة في وقت المرض لاظهار الحب، والدعم للزوج خلال مواجهة بعض المشاكل في العمل، وتردد عبارات “أنا أحبك”، “لا أستطيع التخلي عنك”.

٨- التخلي عن الكبرياء

الكبرياء من العوامل التي تدمر العلاقة الزوجية، لأنها تتسرب إلى أجزاء الحياة مما تجعلها أكثر جفاءا وحدة، حيث يتكبر أحدهما على الاعتراف بالخطأ، لذلك إذا نشب بينكما اي خلاف لا تدعه يستمر لفترات، ولكن يمكنك علاجه في الحال حتى لا يتطور الأمر.

٩- تخصيص الوقت المناسب

لكسر حدة الصمت الزوجي لا بد من تخصيص وقت مناسب للبدء بالحديث، بحيث يكون هذا الوقت بعيداً عن أيام العمل المتعبة، وإزعاج الأطفال، وبعيدا عن مشاكل الحياة اليومية.

١٠- الاستعداد للتنازل

ليس من الخطأ أن تأتي المبادرة، كما يجب التغاضي عن أي خلافات موجودة، والبدء بحوار بناء.

١١- الاستعداد لطلب السماح

احيانا يكون الصمت الزوجي ناتجاً عن غضب مبطن، وعتاب كبير غير معلن من الطرف الآخر، لذلك كن مستعداً للإعتذار وطلب السماح منه.

١٢- لا تسخر من حديث الطرف الآخر

السخرية المبطنة من حديث الطرف الآخر، يسبب شعوره بالإحباط وامتنانه عن المبادرة بالحديث مرة أخرى.

١٣- تحدث بلطف ورد بالحب

انتقاء الكلمات أثناء الحديث، مهم جداً لمنع إثارة المشاعر السلبية لدى الطرف الآخر، وهذا يساعد في إنجاز الحوار بين الزوجين واستمراره، ويحفز التفاعل بينهما.

١٤- تبادل الرسائل النصية

من الجيد تبادل الرسائل النصية بين الأزواج، عندما يكون كل منهما في مكان مختلف مثل العمل، وهذا قد يساعد في بناء حوار وتجديد الألفة بينهما.

١٥-تجنب كثرة التحقيق مع الزوج

لا تكرري عليه أسئلة وتنتظري منه إجابة فورية، وإلا ستشعرينه وكأنك تحققين معه وتقيدين حريته، وبذلك ينفر من حوارك ولن يتحدث إليك، ولكن اسأليه برقة ولا تجعليه يضطر إلى الكذب هروباً من اسئلتك.

١٦- عدم إحداث تراكمات

يجب علينا لتجنب الصمت الزوجي عدم إحداث تراكمات، وحل الخلافات التي تحدث أولا بأول، ولا يجب أن نترك أثر لأي خلاف، ولا نقول بالطبع أن نمنع الخلافات نهائياً، فالخلافات تحدث في كل منزل و بين أي زوجين في أي علاقة، ولكن علينا أن نحل الخلافات ،ولا نستخدم الابتزاز العاطفي من أجل حلها، بل يجب أن نبحث في أصل الخلاف بالعقل والموضوعية، ونحله من جذوره، وذلك يجعلنا أكثر تواصلا وأقل انعزالا.

كيف عالج الإسلام مشكلة الصمت الزوجي؟

الاسلام الحنيف عالج مشكلة الصمت بين الزوجين بتعاليم واضحة، فصلها النبي-صلى الله عليه وسلم- وطبقها بين زوجاته، لتكون منهجاً يسير عليه المسلمون، فالعلاقة بين الزوج وزوجته في الإسلام مبنية في الأساس على السكن والمودة والرحمة.

فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستغل أي موقف لإدخال السرور على زوجاته، وكان مما يقوم به معهن مساعدتهن في أعمال المنزل، وتحمله وصبره عليهن واسعادهن، ومشاورتهن والتلطف معهن، ومعاملتهن بالمودة والرحمة، وعدله مع نسائه، ووفاؤه لهن مثالاً يُحتذى به.

وعلاج الصمت بين الزوجين في الإسلام، يكمن في اتباع تعاليم الله -سبحانه وتعالى- في معرفة واجبات كلٍ من الزوجين، والبحث عنها قبل البحث عن حقوقه.

بعض الآراء حول الصمت الزوجي

خبيرة العلاقات الزوجية وفاء حسن

أوضحت خبيرة العلاقات الزوجية “وفاء حسن”، أن الانفصال النفسي للزوجين داخل المنزل يفرغ شحنات سلبية تؤثر على نفسية الأبناء، وتؤدي إلى خلل واضح في شخصياتهم منذ الصغر، كما ينعكس ذلك على عدم تقديرهم لوالديهم فيما بعد.

الدكتور نبيل حلمي

وقال الدكتور “نبيل حلمي” رئيس مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة، في ندوة اجتماعية بعنوان “الخرس الزوجي أسبابه وعلاجه وما يترتب عليه من انعكاسات عند الأطفال”، وكانت الندوة تهدف إلى خفض حدة الخرس الزوجي، وتحسين التفاعل الاجتماعي لدى المتزوجين، بما يعود بالنفع على المجتمع بأسره.

مشيراً إلى أن الصمت الزوجي مشكلة يعاني منها بعض الأزواج، وهي مؤشراً على فتور العلاقة الزوجية وجمودها، لأن سلامة التواصل الزوجي واستمراريته وصحته، له أثر كبير في العلاقة الزوجية وتماسكها واستمرارها وحصول التوافق الزوجي وقوته.

الدكتور عمرو الورداني

وقال الدكتور “عمرو الورداني”، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحوار بين الزوجين في المنزل كالذكر في ساحات العبادة، حيث أن اللقمة ترفعها في فم زوجتك صدقة، والكلمات مثل الصدقات، والكلمة ترفعها إلى اذن زوجتك صدقة، فعلينا أن نضع ذكريات حسنه ولو بكلمة حلوه، مثل “القعده معاك ترد لي حياتي وروحي”.

وأوضح الورداني خلال تقديم برنامج “ولا تعسروا” المذاع عبر القناة الأولى، إن الصمت الزوجي أو مرض الاتصال الزوجي، هو وباء قد يؤدي إلى سرطان الاتصال الزوجي، لافتاً إلى أن الأبحاث تشير إلى أن ٧٩ في المائة من حالات الانفصال العاطفي أو الطلاق، تحدث بسبب مشكلات في الحوار بين الزوجين.

الدكتور جمال فرويز

أكد الدكتور “جمال فرويز”، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن نظرة الاعجاب التي كانت سبباً في تحليل علاقة الرجل والمرأة بالزواج، تنتهي بعد أول عام، لذا يحدث فتور في علاقتهما ببعضهما البعض، ويصبح الحديث بينهما مملا.

وأوضح أن أهم أسباب الصمت الزوجي هو الخوف من الوقوع في مشادات كلامية أو مشاحنات تجعل الزوج في كثير من الأحيان يرفض الحوار مع زوجته، وتكون حجته الإرهاق وعدم القدرة على النقاش، أو في بعض الأحيان يكون السبب الرئيسي هو عدم اختيار الزوجة الوقت المناسب للحديث معه.

وأضاف “جمال فرويز” أنه مع تزاحم الحياة يصبح الصمت الزوجي ضيفاً ثقيلاً على العلاقة الزوجية، وأن في أغلب الأحيان تكون الزوجة هي الطرف الاكثر تضرراً ومعاناة، وحينما تحاول استعادة تبادل الكلام بينهما تفشل، لذا على الرجل أن ينتبه لأن هذا مؤشر خطير، قد ينهي العلاقة للأبد، وعليه أن يخلق لغة حوار بينهما، ويتفاهم بكل هدوء.

تأثير الصمت الزوجي على الأبناء

الأبناء قد يلاحظون توتر العلاقة بين أبويهما، وتؤثر سلباً على نفسيتهم، وتؤدي إلى خلل واضح في شخصياتهم منذ الصغر، كما ينعكس ذلك على عدم تقديرهم لوالديهم فيما بعد، ووجود أجيال غير سوية، وغير قادرين على التعبير عن مشاعرهم، أو تكوين أسر غير متوازنة نفسياً في المستقبل.

والجدير بالذكر أن التواصل الزوجي السليم بين الزوجين، من أهم الأمور التي تؤثر وتساهم في استمرار العلاقة الزوجية وتماسكها، والوصول إلى حالة توافق زوجي قوي، له أثره الإيجابي في استقامة بنيان الأسرة، وتنشئة الأطفال في جو من الهدوء النفسي والسكينة، كما أرشدنا إلى ذلك القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى :

“وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ      يتفكرون

صدق الله العظيم

مراجعة… حنان مرسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا