الجمعية الولائية أريج الحياة تحتفي بسفراء الخاطرة بولاية البليدة

✍ عائشة عمي

 

بمناسبة الذكرى الواحد والستين لمجازر 17 أكتوبر لعام 1961 وعلى هامش المسابقة الوطنية لكتابة الخاطرة وقفة ودقيقة صمت ترحمًا على أرواح الشهداء وذلك على مستوى مركز التسلية العلمية بباب الجزائر بمشاركة فئة من الشباب المبدع في مجال الكتابة والخاطرة التي تضمنت 60 كلمة كحد أقصى وهذا تنفيذًا لبرنامج قطاع الشباب والرياضة لاسيما ما يتعلق بتنظيم التظاهرات الشبانية وتخليدًا لستينية الاستقلال واحياء لذكرى مظاهرات أكتوبر تحت شعار روح الذاكرة بمركز التسلية العلمية باب الجزائر.

استقبلت لجنة التحكيم 72 نص وبعد جهد كبير منها وجدية في الانتقاء قامت باختيار 10نصوص فائزة في مرحلة التصفيات الأولية ، ترأس اللجنة التحكيمية سليمان جوادي رئيس بيت الشعر الجزائري و معه في التحكيم القامة الأدبية وضيف الشرف رابح خدوسي و الدكتور الفلسطيني إياد ناجي .

في هذه المرحلة النهائية استمعت لجنة التحكيم للمشاركين بحضور الجمهور المهتمين بالنشاطات الثقافية وتقديم ملاحظاتها القيمة و التنبيه عليهم حول خصوصية الخاطرة والفرق بينها وبين القصيدة وما يضيفه الحفظ من قوة للمتلقي .

تداولت اللجنة على انفراد من أجل اختيار الفائزين النهائيين وقبل الإعلان تم تكريم القامة الأدبية ضيف الشرف الأستاذ رابح خدوسي تكريمًا له على مابذله من أجل مرافقة ودعمه للشباب وخدمته للثقافة بولاية البليدة .

قدم رابح خدوسي كلمته معربًا عن فرحه وسعادته عن عرفان القائمين ووفائهم وكذا الإشادة بطاقة الشباب المبدع .

للتذكير أن الأستاذ رابح خدوسي وعائلته قامت بحفل تدشين متحف الذاكرة والطبيعة بجبال الأطلس البليدي بحضور نخبة من الأدباء وجمع غفير من المواطنين والمواطنات يتقدمهم الشاعر الكبير سليمان جوادي رئيس بيت الشعر الجزائري وأحمد شهمي رئيس جمعية المشاة لمدينة الورود وحميد سلاس رئيس جمعية الذاكرة والتراث الثقافية والدكتور الشاعر عمر برداوي والباحثة بهية بلحوت والأدبية عائشة بنور و بهذه المبادرة الراقية والكريمة أعلنت عائلة خدوسي وبحضور كبارها “سي محمد” مع “الحاج سي عمر “و الأستاذ القدير رابح خدوسي يوم 08 أكتوبر 2022 على تحويل البيت العائلي إلى مشروع متحف للذاكرة والطبيعة ، الذي يتواجد في الموقع الأثري سيدي رحمون ، جدارن هذا البيت تحمل في كل طوبة حكاية وذكرى مخلدة لمن مروا مرور الكرام والطيبين على تراب البليدة المجاهدة .

وهذا لما للبيت من خصوصية ” أنه كان مأوى وملجأ للمجاهدين الأبرار خلال ثورة التحرير المجيدة ودمّرته الطائرات الفرنسية “، وهو مسقط رأس الكاتب والأديب رابح خدوسي، وقربه معالم تاريخية هامة وبالمناسبة قدّم الباحث محمد خدوسي نبذة تاريخية حول رمزية المكان في المنطقة المحرّمة وأهم الأحداث التي وقعت فيه أو بالقرب منه وهذا ما نشره الأستاذ رابح خدوسي عبر حسابه الشخصي .

وعلى هذا الأثر الايجابي والراقي أبت جمعية أريج ومديرية الشباب والرياضة على تكريمه تكريمًا لائقًا بالذاكرة التي تحفظ تاريخ البليدة والبليديين وتسعى جاهدة على تمرير التاريخ للشباب وكل المحيطين بالمجتمع سواء مواطنين أو فاعلين ، كانت هناك مفاجأة لرابح خدوسي من طرف الجمعية بث فيديو يتحدث ويوثق سيرته الذاتية وإنجازاته طيلة هذه السنوات وكانت معالم التأثر بادية على ملامح سي رابح .

يقول الشاعر سليمان جوادي “رابح خدوسي لم أرى منه أي شيء يؤذي طيلة أيام تعارفنا و زمالتنا حتى في إتحاد الكتاب الجزائريين سابقًا عندما كان أصغر المنتسبين كان دائمًا يحاول إيجاد الحل الوسط الذي يرضي الأطراف ، هو إنسان عاقل ولا يحمل في داخله الضغينة أو صغائر الأمور بل كان دائما مثل النسمة التي تريح النفس بتواجدها نسأل الله له الصحة والعافية “.

كما تم تكريم كل من سليمان جوادي والدكتور إياد ناجي الذي قدم كلمة توجيهية لكل الشباب والكتاب حول جمالية النص و سلامة اللغة و الإلقاء وكذا حول ضرورة رفع الشباب لأقلامهم لأنهم يملكون القدرات والطاقة.

و تحت التشويقات أعلنت لجنة التحكيم عن ثلاث فائزين وجائزة لجنة التحكيم ، بعد العد التنازلي الذي أشعر البعض بالحماس والبعض الآخر بالتوتر وكان من نصيب خليفي غانية الاستحواذ على المرتبة الأولى عن جدارة واستحقاق نصًا وشعورًا وإلقاءً .

وبعد الاختتام كان هناك حديث جانبي بين القائمين على جمعية أريج الحياة و من مديرية الشباب والرياضة مع الشباب الذي يملك القدرات والموهبة على ضرورة العمل والاشتراك مع هكذا تمظهرات وأنشطة وجمعيات لأننا بحاجة إلى مواصلة التشييد والبناء والرقي بنشاطات الشبانية بولاية البليدة ونحتاج إلى نفس جديد يعيد مدينة الورد إلى مسار الإزدهار شعارنا الدائم بناء الانسان والاستثمار فيه لأن بناء الأوطان يعتمد عليكم وقد ثمن الشباب المتواجد مجهودات هذه الأطراف ولقى اقتراحهم و استحسانهم .